السائل : فضيلة الشيخ بارك الله فيكم هل هناك تعارض بين قول النبي صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ، وبين قوله في حديث آخر : الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلى آخر الحديث ؟

الشيخ : أولاً: الحديث الثاني الذي ذكرت في صحته نظر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا قدر أنه صحيح فإن هذا لا ينافي قول الرسول عليه الصلاة والسلام: لا تسبوا الدهر ، لأن هذا خبر والسب يقصد به اللوم والعيب والعتب على المسبوب.
ومعنى كونه خبرًا أن الدنيا ليست فيها خير لا هي ولا ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم.
وفرق بين الخبر والإنشاء: السب إنشاء اللوم والقدح في المسبوب، وأما الخبر فهو خبر عن حال الشخص أو عن حال الشيء كقول لوط عليه الصلاة والسلام: هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ هو لم يرد أن يسب هذا اليوم ويقدح فيه لكنه أراد أن يخبر بأنه يوم شديد عليه، فيجب الفرق بين السب الذي هو إنشاء القدح والذم وبين مجرد الخبر، نعم .

السائل : كقولنا مثلا: لا بارك الله في الدنيا، أو لا بارك الله في هذا اليوم أو يوم أغبر هذا كله من باب الإنشاء .

الشيخ : ما ندري عاد إيش نية الإنسان ؟

السائل : نعم حسب النية .

الشيخ : حسب النية ، لكن في الغالب أن الذي يقول : الله لا يبارك بهذا اليوم -الذي جابك مثلا- يفعله بعض الناس، الله لا يبارك باليوم الذي جابك أو بالساعة التي جابتك هذا في الغالب أنه يريد السب، نعم .