تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما حكم صلاة من يطوف حول الأضرحة.؟ - ابن عثيمينالسائل : بسم الله .السلام عليكم ورحمة الله .الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .السائل : فضيلة الشيخ : في البلاد الإسلامية هنالك أضرحة يطاف بها وتعبد من د...
العالم
طريقة البحث
ما حكم صلاة من يطوف حول الأضرحة.؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : بسم الله .
السلام عليكم ورحمة الله .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .

السائل : فضيلة الشيخ : في البلاد الإسلامية هنالك أضرحة يطاف بها وتعبد من دون الله، وفي بعض القرى هنالك أضرحة رئيسية يطاف بها يومياً، وفي إحدى القرى هناك حوالي تسعة وتسعين ضريحاً، وهذه يحج إليها ويطاف بها، وذكر أحد إخواننا أنه طاف بها منذ صلاة الفجر إلى صلاة الظهر حتى أكمل الطواف، وفي هذه القرى مساجد وتقام فيها صلوات، ومع ذلك بلغتهم دعوة التوحيد، فما حكم هذه الصلوات؟ وما حكم هذه العبادات؟

الشيخ : من طاف بالأضرحة يعني: بالقبور يدعو صاحب القبر، ويستغيث به، ويستنجد به، فهو مشرك شركاً أكبر، وقد قال الله تعالى: { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } وإذا صلى هؤلاء في المساجد وهم مصرون على هذا الشرك، أعني: دعاء أصحاب الأضرحة والاستغاثة بهم فإن صلاتهم لا تقبل منهم ولا تنفعهم عند الله، لقول الله تعالى: { وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ }.
لكن الواجب على أهل العلم في تلك البلاد أن يكثفوا الدعوة والذهاب إلى هؤلاء لبيان الحق لهم، وألا ييأسوا من روح الله، وإذا كان لا يمكن أن ندعوهم جهاراً على سبيل العموم، لأن من الناس من يقول: لو ذهبت إلى هؤلاء العامة أدعوهم وأقول لهم: إن عملكم هذا شرك ربما يقتلونني، فإنه من الممكن أن يختار من زعمائهم من يختار، ويدعوه إلى بيته أو يزوره هو في بيته، ويتكلم معه بهدوء، ويبين له محاسن الإخلاص، ويبين له أن هؤلاء الموتى لا يستجيبون له، كما قال الله تعالى: { إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } وقال تعالى: { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ } فليكثفوا الدعوة ، لأن هؤلاء في الحقيقة -أعني: الذين يترددون إلى الأضرحة ويدعونهم- هؤلاء يعتبرون في حكم أهل الجاهلية، فلا بد من دعوتهم وتكثيف الدعوة ، ولعلَّ الله سبحانه وتعالى أن يهديهم على أيدي إخواننا المصلحين.

Webiste