تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما معنى الحديث " إن الله خلق آدم على صورته "... - ابن عثيمينالسائل : فضيلة الشيخ جزاك الله خيراً ما هو معنى حديثِ النبي صلى الله عليه وسلم: "خلقت آدم على صورته" وقول النبي صلى الله عليه ..الشيخ : "إن الله خلق آدم...
العالم
طريقة البحث
ما معنى الحديث " إن الله خلق آدم على صورته " والحديث القدسي " ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن...... " ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشيخ جزاك الله خيراً ما هو معنى حديثِ النبي صلى الله عليه وسلم: "خلقت آدم على صورته" وقول النبي صلى الله عليه ..

الشيخ : "إن الله خلق آدم على صورته".

السائل : نعم؟

الشيخ : "إن الله خلق آدم على صورته".

السائل : "إن الله خلق آدم على صورته" وفي حديث آخر: "وما ترددتُ في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن" ؟

الشيخ : هذان سؤالان يا أخي، والقاعدة ألا نقبل إلا سؤالًا واحدًا الرجل اختلس تقبلون اختلاسه طيب
أما الأول بارك الله فيك "إن الله خلق آدم على صورته" فقد قيل فيه أقوال لا تُقْبَل، مثل: إن الله خلق آدم على صورة آدم، وجعل الضمير عائداً إلى آدم، لأنه يبقى هذا الحديث لا فائدة منه، إذا كان المعنى: إن الله خلق آدم على صورة آدم ايش الفائدة؟ نقول: وخلق غير آدم على صورته أيضاً، أليس كذلك؟ لكن الصحيح المتعين: أن الضمير في "صورته" يعود إلى الله عزَّ وجلَّ، ولكن هل يلزم من كون الله خلق آدم على صورته أن يكون مماثلاً له؟ لا
أولاً: لأن الله قال: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ }، فنحن نؤمن بأن الله ليس كمثله شيء، ونؤمن بأن الله خلق آدم على صورته.
لأن الأول قول الله، والثاني قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلها يجب علينا الإيمان به والتصديق.
فإذا قال قائل: كيف يُتَصَوَّر أن يكون الشيء على صورة الشيء وليس مماثلاً له؟ وهذا هو الذي يَرِد على النفس، نقول: أليس قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن "أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر" ، وهل يلزم من كون هذه الزمرة على صورة القمر أن تكون مثل القمر؟ نعم لا، إذن لا يلزم من كون الله خلق آدم على صورته أن يكون مماثلاً لله عزَّ وجلَّ، هذا وجه، وهو وجه ظاهر، وليس فيه تأويل، ولا خروج عن ظاهر اللفظ.
والقول الثاني: أن الضمير في "صورته" يعود على الله، لكن هذا من باب إضافة الشيء إلى الله على وجه التكريم والتشريف مثل: { نَاقَةَ اللَّهِ } { فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ }، هل لله ناقة يركبها مثلاً؟ حاشا وكلا! لكن أضاف الرسولُ الناقةَ إلى الله من باب؟ من باب ايش؟ التشريف.
كذلك قال الله تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ } المساجد مساجد الناس يصلون فيها! فهل الله عزَّ وجلَّ يكون في هذه المساجد؟! لا، كلا الله تعالى في السماء على عرشه، لكن أضاف الله المساجد إليه، لأنها محل عبادته، وأهل للتشريف والتكريم.
طيب روح آدم الله سبحانه وتعالى قال للملائكة: { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } روح آدم هل هي روح الله؟ لا، أبداً، روح آدم روحٌ مخلوقة خلقها الله، لكن أضافها الله إليه على سبيل التشريف.
فقوله: "على صورته" يعني: على الصورة التي صورها الله عزَّ وجلَّ، وأضافها إليه على سبيل التشريف.
فإذا قال قائل: وصورة غير الآدمي، أليس الله هو الذي صوَّرها؟ قلنا: بلى، الله هو الذي صوَّرها، لكن لا تستحق أن تضاف إلى الله، أشرف ما خلق الله من؟ بنو آدم، قال الله تبارك وتعالى: { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ } ايش؟ { فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } ، ما في أحد أحسن من خلقة الآدمي { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }.
إذن: تكون صورة آدم ليست كصورة غيره من البشر، فلهذا استحقت أن تضاف إلى الرب عزَّ وجلَّ تشريفاً وتكريماً.
فصار معنى الحديث ايش؟ له معنيان: المعنى الأول: إجراؤه على ظاهره، وأن نقول: لا يلزم من كون الله خلق آدم على صورته أن يكون مماثلاً لله، هذا واحد.
الوجه الثاني: أن يقال: "على صورته" أي: أن الله خلق آدم على الصورة التي اختارها وأضافها إليه على سبيل التشريف، ولهذا قال: لا يُقبَّح الوجه ولا يُضرب فتتغير هذه الصورة التي خلقها الله عزَّ وجلَّ.
أما السؤال الثاني الذي جاء اختلاسًا، ونحن نوافق على الإجابة عليه لما فيه من الفائدة فهو قوله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: "ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره إساءته، ولا بد له منه" .
إن الله عزَّ وجلَّ لا يحب أن يفعل شيئاً يكرهه عبده المؤمن، بل قال الله تعالى: "من عادى لي ولياً فقد" ايش؟ "آذنتُه بالحرب" ، أي إنسان يعادي ولياً من أولياء الله وأولياء الله هم { الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } فإنه يكون معلناً الحرب على الله عزَّ وجلَّ.
فلا يحب الله عزَّ وجلَّ أن يفعل ما يكرهه عبدُه المؤمن، فيتردد لا للشك في كون هذا مصلحة أو غير مصلحة يعني: ليس عن جهل، لكن يتردد من جهة ما يتعلق بالعبد، هل يفعله وهو يكرهه العبد أو لا يفعله.
وبهذا نعرف أن التردد نوعان: تردد للشك في النتيجة، هذا ايش؟ مُنَزَّه عنه الله عزَّ وجلَّ، ينزه الله عنه، لأن الله تعالى لا يخفى عليه شيء، هذا يقع مني أنا ومن فلان وفلان، نتردد في فعل الشيء لأننا نجهل النتيجة، ولهذا نستخير الله.
والثاني: تردد بما يتعلق بالغيب مع العلم بالنتيجة، فهذا ايش؟ يوصف الله به وإلا لا؟ يوصف الله به، وليس فيه نقص بأي وجه من الوجوه، أعرفت؟ طيب. ما في أسئلة بالدور يا أخي يلا يا جماعة عندك سؤال تفضل

Webiste