شرح : وقال الحسن أخذ الله على الحكام أن لا يتبعوا الهوى ولا يخشوا الناس ولا يشتروا بآياته ثمنا قليلا
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم ذكر الآثار قال الحسن أخذ الله على الحكام أن لا يتبعوا الهوى أي هوى؟ هوى النفوس لا يتبع هوي النفوس لا من جهة الحكم ولا من جهة الاجتهاد في تصور المسألة ولا من جهة الاجتهاد في دلالة الشرع عليه هذه ثلاثة أمور لا يتبع الهوى في دلالة الشرع على الحكم فيكسل ولا يجتهد في المطالعة والمراجعة نعم فإن هذا قصور كثير من الناس يركن إلى الكسل والدعة وإلى السكون ولا يحرص على تتبع المسالة من مظانها حتى لو وقع في قلبه شك يقول خلاص هذا ما قاله الحنابلة إذا كان حنبيلا هذا ما قاله الشافعية إذا كان شافعيا هذا ما قاله الأحناف إذا كان حنفيا هذا ما قالته الموالك إذا كان مالكيا وإن وقع في قلبه شيء وهذا لا يجوز بل الواجب إذا وقع في قلبك شك أو شك في حكم المسألة سواء في القضاء أو الفتيا الواجب أن تراجع حتى لو راجعت كتب المذاهب الأربعة ولم يزل في قلبك حسكة فاطلب الحق من مصادر أخرى لا تقول والله هذا كلام المذاهب الأربعة مادمت لم تطمئن يجب أن تبحث حتى تطمئن فإذا عجزت فقلد من تراه أقرب إلى الحق لأن الميتة تقوم مقام المذكاة متى ؟ عند الضروة فالتقليد ميتة إن اضطررت إليه فكل وغن استغينت عنه فلا تأكل فلابد أن يكون الإنسان مخالفا لهواه في الركون إلى الدعة والسكون بل يبحث بقدر ما يستطيع ثانيا في تصور المسألة لا بد أن يجتهد في تصور المسألة إذا عرضت في مجس القضاء وكثير من الناس يقول أخشى أن أراجع الخصم أو المدعي أو المنكر يقولون ما هذا القاضي لا يفهم كلام الناس فلا يقول هكذا أقول لا يقول القاضي هكذا يجب أن يصبر حتى يعرف المسألة تماما وإذا شك صار عنده إشكال في عرض المسألة من الخصم فليوري أي يأتي بتورية في الكلام حتى يستخرج ما عنده من الحجة كما فعل سليمان في قصة المرأة خرج امرأتان فأكل الذئب ابن إحداهما فتخاصمتا إلى داود فقضى به إلى الكبرى ثم إلى سليمان فدعا بالسكين وقال هات السكين أشق الولد بينكما نصفين الكبيرة رحبت بهذا القرار وهذا الحكم والصغيرة أبت قالت لا هو لها فقضى به لمن ؟ للصغيرة الكبيرة رحبت بهذا القرار وهذا الحكم لأن ابنها أكله الذئب خل هذا يروح معه والصغيرة أخذها الحنان والشفقة والرحمة وقالت يبقى حيا عند هذه المرأة ولا يموت فقضى به للصغرى فهذا أيضا لا بد أن القاضي لا يتبع الهوى في هذا المسألة الثالثة في الحكم إذا تبين له الحكم الشرعي وتبينت له المسألة وتصورها تصورا كاملا يجب أن يحكم بما ظهر له ولو على أبيه وأمه يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين يقول : ولا يخشوا الناس يخافون الناس بل يحكموا بالحكم حكم الله ورسوله ولو كره الناس ذلك ولا يشتروا بآياته ثمنا قليلا كالرشوة مثلا بحيث يأخذون رشوة ليحكموا لمن أعطاهم واعلم أن الرشوة لا تختص بالمال تختص بالمال والجاه والإدناء وما أشبه ذلك لأنها أعني الرشوة مأخوذة من الرشا والرشا هو الحبل الذي يدلى به الدلو إلى البئر فكلما توصل به الإنسان إلى الحكم له فهو إيش؟ رشوة سواء كان مالا أو
الفتاوى المشابهة
- مناظرة بين الشَّيخ الألباني وبين شخص آخر في مس... - الالباني
- تتمه فوائد الآية (( وآمنوا بما أنزلت مصدقاً... - ابن عثيمين
- هل يدخل المصر على المعصية فيمن اتخذ إلهه هواه؟ - ابن باز
- الحكم على حديث: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه..." - ابن باز
- شرح قول المصنف : وقوله :(إن يتبعون إلا الظن). - ابن عثيمين
- حكم الأخذ من المذاهب الفقهية حسب الهوى - ابن باز
- ما معنى قوله تعالى : (( ولا تشتروا بآياتي ثمنا... - الالباني
- ما تفسير هذه الآية " ولا تشتروا بآياتي ثمنا... - ابن عثيمين
- باب : متى يستوجب الرجل القضاء . وقال الحسن أ... - ابن عثيمين
- تفسير ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا - اللجنة الدائمة
- شرح : وقال الحسن أخذ الله على الحكام أن لا ي... - ابن عثيمين