باب : متى يستوجب الرجل القضاء . وقال الحسن أخذ الله على الحكام أن لا يتبعوا الهوى ولا يخشوا الناس ولا يشتروا بآياته ثمنا قليلا ثم قرأ : (( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب )) وقرأ : (( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) . بما استحفظوا : استودعوا من كتاب الله الآية وقرأ : (( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما )) . فحمد سليمان ولم يلم داود ولولا ما ذكر الله من أمر هذين لرأيت أن القضاة هلكوا فإنه أثنى على هذا بعلمه وعذر هذا باجتهاده وقال مزاحم بن زفر قال لنا عمر بن عبد العزيز خمس إذا أخطأ القاضي منهن خطة كانت فيه وصمة أن يكون فهما حليما عفيفا صليبا عالما سؤولا عن العلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : باب : متى يستوجب الرجل القضاء
وقال الحسن : " أخذ الله على الحكام أن لا يتبعوا الهوى ولا يخشوا الناس ولا يشتروا بآياته ثمنا قليلا ثم قرأ " : يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب وقرأ : إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون بما استحفظوا : استودعوا من كتاب الله الآية وقرأ : وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما فحمد سليمان ولم يلم داود ولولا ما ذكر الله من أمر هذين لرأيت أن القضاة هلكوا فإنه أثنى على هذا بعلمه وعذر هذا باجتهاده وقال مزاحم بن زفر قال : " لنا عمر بن عبد العزيز خمس إذا أخطأ القاضي منهن خصلة كانت فيه وصمة أن يكون فهما حليما عفيفا صليبا عالما سؤولا عن العلم " .
الشيخ : قال المؤلف : باب متى يستوجب الرجل القضاء ولم يذكر فيه إلا آثارا ومعنى يستوجب أي يلزمه القضاء ويكون أهلا له وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن القضاء التزامه فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين فإن لم يقم به أحد أو كان فيهم من لا يكفي تعين وهذا حق حق أنه فرض كفاية لأنه لا يمكن وصول الحقوق إلى أهلها إلا بالقضاة ولا سيما إذا كنت في وقت تخشى إن لم تلتزم بالقضاء أن يقام في القضاء من ليس أهلا له في علمه أو دينه فإنه حينئذ يتعين أن يلتزم الإنسان بالقضاء وأن يستعين الله سبحانه وتعالى في معرفة الحق والحكم به لا يقول إن القضاء شديد نقول له صحيح أن القضاء شديد لكن أشد منه إضاعة حقوق الناس وأنت إذا استعنت بالله والتزمت بالقضاء واجتهدت ما استطعت فإنك لا تلام حتى لو أخطأت فإن الخطأ مغفور لك حتى لو قتلت نفسا باجتهادك فإن الله لا يلومك على هذا لأنك فعلت ما يجب عليك أما النفور عن القضاء اتباعا لبعض ما ورد عن بعض التابعين فهذا خطأ عظيم لأنك إذا فررت أنت وأنت أهل للقضاء علما ودينا وأمانة صار في القضاء من ليس بشيء القضاء فرض كفاية ويتعين إذا لم يوجد غيره أو وجد من لا يقوم به على وجه يرضي الله ورسوله.
وقال الحسن : " أخذ الله على الحكام أن لا يتبعوا الهوى ولا يخشوا الناس ولا يشتروا بآياته ثمنا قليلا ثم قرأ " : يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب وقرأ : إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون بما استحفظوا : استودعوا من كتاب الله الآية وقرأ : وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما فحمد سليمان ولم يلم داود ولولا ما ذكر الله من أمر هذين لرأيت أن القضاة هلكوا فإنه أثنى على هذا بعلمه وعذر هذا باجتهاده وقال مزاحم بن زفر قال : " لنا عمر بن عبد العزيز خمس إذا أخطأ القاضي منهن خصلة كانت فيه وصمة أن يكون فهما حليما عفيفا صليبا عالما سؤولا عن العلم " .
الشيخ : قال المؤلف : باب متى يستوجب الرجل القضاء ولم يذكر فيه إلا آثارا ومعنى يستوجب أي يلزمه القضاء ويكون أهلا له وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن القضاء التزامه فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين فإن لم يقم به أحد أو كان فيهم من لا يكفي تعين وهذا حق حق أنه فرض كفاية لأنه لا يمكن وصول الحقوق إلى أهلها إلا بالقضاة ولا سيما إذا كنت في وقت تخشى إن لم تلتزم بالقضاء أن يقام في القضاء من ليس أهلا له في علمه أو دينه فإنه حينئذ يتعين أن يلتزم الإنسان بالقضاء وأن يستعين الله سبحانه وتعالى في معرفة الحق والحكم به لا يقول إن القضاء شديد نقول له صحيح أن القضاء شديد لكن أشد منه إضاعة حقوق الناس وأنت إذا استعنت بالله والتزمت بالقضاء واجتهدت ما استطعت فإنك لا تلام حتى لو أخطأت فإن الخطأ مغفور لك حتى لو قتلت نفسا باجتهادك فإن الله لا يلومك على هذا لأنك فعلت ما يجب عليك أما النفور عن القضاء اتباعا لبعض ما ورد عن بعض التابعين فهذا خطأ عظيم لأنك إذا فررت أنت وأنت أهل للقضاء علما ودينا وأمانة صار في القضاء من ليس بشيء القضاء فرض كفاية ويتعين إذا لم يوجد غيره أو وجد من لا يقوم به على وجه يرضي الله ورسوله.
الفتاوى المشابهة
- الكلام على قوله تعالى:{ ومن لم يحكم بما أنزل ا... - الالباني
- تفسير ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا - اللجنة الدائمة
- قال المصنف رحمه الله تعالى : ونعلم من هذه ال... - ابن عثيمين
- مسألة الحكم بغير ما أنزل الله - عز وجل - ، وخط... - الالباني
- شرح : وقال مزاحم بن زفر قال لنا عمر بن عبد ا... - ابن عثيمين
- شرح : وقال الحسن أخذ الله على الحكام أن لا ي... - ابن عثيمين
- شرح : ثم قرأ : (( يا داود إنا جعلناك خليفة ف... - ابن عثيمين
- شرح : وقرأ : (( وداود وسليمان إذ يحكمان في ا... - ابن عثيمين
- تتمة شرح : وقرأ : (( وداود وسليمان إذ يحكمان... - ابن عثيمين
- شرح : وقرأ : (( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى... - ابن عثيمين
- باب : متى يستوجب الرجل القضاء . وقال الحسن أ... - ابن عثيمين