الشيخ : هل أسماء الله توقيفية يقتصر فيها على ما جاء به النص أو هي عقلية فيسمى الله عز وجل بما يقتضيه العقل ؟ الجواب : هي توقيفية. أسماء الله توقيفية لأننا لا نعلم الاسم الذي يستحق أن يسمى الله به عقولنا تقصر عن ذلك فيعتمد فيه على النص ولا نسمي الله بما لم يسم به نفسه وإذا كان لا يمكن أن تسمي الشخص من بني آدم بما لم يسم به نفسه أي بما لا تعلم أنه اسمه فكيف بالرب عز وجل يعني إذا كان لا يمكن أن تقول لشخص لا تعلم اسمه يا عبد الله مثلا، يا علي ، يا خالد، يا بكر، فالرب عز وجل أولى ألا تسميه باسم لا تعلم أنه سمى به نفسه، لأن جانب الربوبية أعظم احتراما من جانب البشرية وعلى هذا فالأسماء توقيفية لا يجوز أن نسمي الله بما لم يسم به نفسه ولهذا عدّ العلماء تسمية الله بما لم يسم به نفسه من الإلحاد في أسماء الله عدوا ذلك من الإلحاد في أسمائه أن تسمي الله بما لم يسم به نفسه، ومما يتعلق بالأسماء تعليقا على ما سبق أن قلنا إن أسماء الله حسنى أن نطبق ما جاء في الحديث الصحيح من قول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار قال الله عز وجل : أنا الدهر فهل الدهر من أسماء الله، نقول إن الله قال : ولله الأسماء الحسنى فخص أسمائه بأنها حسنى فهذا تعليق على ما سبق ولكننا نسينا أن نعلق عليه في وقته، والدهر ليس من الأسماء الله الحسنى ثم إن الله قال يسب الدهر، يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، والذين يسبون الدهر لا يسبون الله بل يسبون الوقت يسبون الزمن يسبون السنة ليسوا يسبون الله يسبون الوقت، وعلى هذا فيكون معنى أنا الدهر أنا المدبر وأنا المتصرف بالدهر، بدليل قوله : بيدي الأمر أقلب الليل والنهار وهذا أمر واضح أن الدهر هنا الوقت أن الدهر هنا الوقت وليس اسما من أسماء الله عز وجل بناء على القاعدة التي دل عليها قوله تعالى : ولله الأسماء الحسنى ولأن سياق الحديث يأبى أن يكون المراد إثبات اسم الدهر من أسماء الله الحسنى.