تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فإذا سأل رجل هل قدم الله فيها أصابع؟ - ابن عثيمينالشيخ : لو سئلنا هل لها أصابع ؟ نعم نقول للسائل أنت مبتدع ضم إحدى الشفتين إلى الأخرى ولا تسأل لماذا ؟ لأن من هو أفضل منك وأعلم منك وأخشى منك وأتقى منك و...
العالم
طريقة البحث
فإذا سأل رجل هل قدم الله فيها أصابع؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : لو سئلنا هل لها أصابع ؟ نعم نقول للسائل أنت مبتدع ضم إحدى الشفتين إلى الأخرى ولا تسأل لماذا ؟ لأن من هو أفضل منك وأعلم منك وأخشى منك وأتقى منك وأحب للعلم منك وأشد تعظيما لله لم يسألوا رسولهم عليه الصلاة والسلام وهو الذي يأتيه الوحي هل لرجل الله أصابع أو لا، وأنت لم سألت أحبا لله أحبا لمعرفة لصفات الله أطمعا في زيادة الدرجات وتكفير السيئات أم ماذا؟ إن قلت : نعم قلنا : لست أولى بهذا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن قلت تعنتاوتعمقا وتنطعا قلنا هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، اسكت عن هذا يسعك ما وسع الناس السلف الصالح وبهذا نستريح يا إخواني من إيرادات كثيرة يوردها الشيطان على قلوبنا أو يوردها بعضنا على بعض أي كيفية أي صفة أي شيء تسأل عنه ولم يرد عنه في السنة ولا كلام الصحابة فأعرض عنه وجوبا لا تورده على نفسك ولا تورده على غيرك حتى تسلك سبيل السلف وحتى تستريح وتسلم، لماذا قال الإمام مالك رحمه الله ومن قبله شيخه ربيعة، لماذا قالوا السؤال عنه بدعة يعني اسأل أو يعني انته؟ انته عن هذا والحقيقة أن الذي ضر أهل الكلامهو هذا التنطع وهذا التعمق هذا الذي ضرهم وإلا لو أخذ الدين على ظاهره وعلى طلاوته وحلاوته وسهولته ويسره ما تولدت عندهم هذه الاستفهامات وهذه التقديرات إذن أي واحد يسألنا هل للقدم أصابع نقول هذا بدعة كف لسانك ما سأله من هو خير منك على من هو خير منهم ولو كان هذا العلم بهذا من الدين لم يهمله الله عز وجل لو كان هذا من الدين لبينه الله في كتابه أو في سنة رسوله عليه الصلاة والسلام ابتداء أو جوابا على سؤال أو إقرارا من قائل لا بد الدين لا يمكن أن ينقص أبدا ولهذا إذا لم يتكلم الرسول عليه الصلاة والسلام بشيء قدر الله أو يسر الله أعرابيا أن يأتي من البادية من أجل أن يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا كان الصحابة يفرحون إذا جأتى أعرابي من البادية ليسأل النبي صلى الله عليه وسلم إذن فما بالنا نتكلم ألا يسعنا ما وسع الأولين ؟ بلى والله هم أتقى منا لله وأعلم منا لله وأشد منا أدبا مع الله ألم تعلم أنك إذا سألت هل لله أصابع في الرجل ألم تعلم أن الله يسمعك بلى، لو أن ملكا من الملوك من ملوك الدنيا عليه مشلح مغطي قدمه هل يليق بك أن تتقدم بين يديه يا أيها الملك هل لك أصابع في الرجل ؟ نعم أبدا ما تسلم ترى أن هذا خلاف الأدب وأنت مع الله لا تتأدب فلهذا أنا أنصح نفسي وإياكم في هذه المسائل أن تقدروا شيئا تعلموا أن الله فوق ما تتصورون وفوق ما يضيق العقل إذا كانت الأبصار وهي إدراك حسي وما يدرك بالبصر حسي لا تدرك الله فكذلك العقول بل قال الله تعالى ولا يحيطون به علما فلماذا تقدر أنا أتعجب أن يورد علي شاب أو طالب علم يقول كيف ينزل الله إلى السماء الدنيا في الثلث الليل الآخر وثلث الليل الآخر في كل الدنيا هل هذا أدب هل تريد أن تكذب الرسول هل تريد أن تنفي عن الله هذه الصفة هل تريد أن تجعل هذه الصفة في كل وقت والله حددها في ثلث الليل كل هذه ما يرد الله يريد؟! الإنسان إما جاهل أو ضعيف إيمان هذه أمور ما للعقل فيها مدخل إطلاقا ولم يضر المتكلمين هذا الضرر العظيم حتى نفوا صفات الله أو أكثرها إلا هذه التقريرات قالوا هذا غير معقول لا يدركها العقل إذن اشطب عليه ومن ذلك ما نحن فيه الآن القدم، القدم قال المتكلمون : لا يمكن أن يكون لله قدم هو مسماه بعض أجسامنا يعني مسمى القدم عندنا بعض الجسم، مسمى القدم عند الله ما نقول بعض الله نتأدب مع الله عز وجل نقول قدمه حقيقة صفة من صفاته الخبرية التي لا مدخل للعقل فيها وليست معنوية حتى يدركها العقل إجمالا فهي مجرد خبر آمنا بها لمجرد الخبر هم يقول لا يمكن أن يكون لله قدم مستحيل والقائل بأن لله قدم مجسم كافر أعوذ بالله مجسم كافر قالوا نعم كل من اعتقد أن لله جسما فهو كافر ومن اعتقد أن لله قدم حقيقية فقد جسم فيكون كافرا ولذلك يطلقون على أهل السنة بالمشبهة ومن شبه الله بخلقه فهو كافر طيب الرسول صلى الله عليه وسلم قال : يضع رب العالمين قدمه فينزوي بعضها إلى بعض قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وهو يتكلم بلسان عربي مبين يخاطب أفصح العرب في زمانهم وفي غير زمانهم الصحابة الذين علموا اللغة العربية شرعا ووضعا ومع ذلك لم ينكر أحد منهم هذه الكلمة ولم يحرفها عن معناها بل قالوا سمعنا وأطعنا وصدقنا وآمنا هم يقولون المتكلمة لما كانوا ينكرون هذا بعقولهم الفاسدة وبعدهم عن حقيقة الاستسلام التام لله لأن حقيقة الاستسلام التام لله تصديق الخبر وإن استبعده العقل وامتثال الأمر وإن جهل حكمته العقل هذا هو الاستسلام الحقيقي هم قالوا قدمه يعني مقدمه من الخلق يعني الذين قدمهم للنار إذن حتى يضع رب العالمين فيها قدمه يعني حتى يضيف إليها أناس آخرين فينزوي بعضها إلى بعض وهذا تحريف إذا ضم إليها آخرين لم ينزو بعضها إلى بعض بل الناس يتراكم بعضهم فوق بعض لكن النار تبقى على ما هي عليه أن الآية ينزوي بعضها إلى بعض وقالوا الذي ينزوي هو النار تنضم هي بنفسها وهل تنضم إذا أدخل فيها أم تتوسع أجيبوا تتوسع لكن يتضايق الذين فيها ثم ما الذي جعلنا نقدر هذا التقدير هؤلاء إن كانوا من أهل النار لم يحتج أن يقال للنار هل امتلأت أولا إن كانوا من أهل النار فهم من أهلها امتلأت أو ما امتلأت وإن لم يكونوا من أهل النار فإنهم لا يستحقون دخول من أجل ما للنار طيب قلنا فيه لفظ آخر للحديث رجله يضع فيها رب العالمين رجله قالوا رجل اعوذ بالله لله رجل هذا تجسيم وكفر حرام طيب ويش معنى الرجل ؟ قال : الرجل الطائفة لأنه في الحديث أن أيوب عليه السلام أرسل الله إليه رجل جراد أي طائفة من الجراد والناس إذا سئلوا أن الجراد كثير في المكان قالوا لا والله رجل يعني طائفة قليلة فمعنى رجله أي طائفته سبحان الله طائفة إذا ألقيت في النار ينزوي بعضها على بعض ثم من هي الطائفة التي تستحق أن تضاف إلى الله إضافة خاصة لأن الخبيث وهذه مسألة مفيدة الخبيث لا يضاف إلى الله إضافة خاصة أنا أقول خلق الله العالمين كلهم ايش يدخل فيها؟ يدخل فيها كل شيء الطيب والخبيث لكن لا يليق أدبا أن أقول إن الله خلق الكلب إلا في مقابلة من ينفي أن الله خلق الكلب نعم، أقول أما أن تضيف خلق الله إلى شيء خبيث فهذا ممنوع. ما يليق، وإن كان داخلا في العموم لأن هناك فرقا بين العموم وبين الخصوص حتى عند العامة الآن لو قلت للملك أنت تأكل الطعام يعني كل ما أكل يدخل في هذا لكن لو تقول عنه أنت تأكل القرص المحترق ماذا يقول سوء أدب ممكن يقول ودوه للسجن ففرق بين التعيين والعموم وقد أشار شيخ الاسلام ابن تيمية إلى هذا بالنسبة للخلق، إذا ما قولنا في قوله صلى الله عليه وسلم : حتى يضع فيها رب العالمين قدمه ماذا نقول ؟ نقول : هي قدم حقيقية تليق بالله ولا نتجاوز سوى ذلك لا نقول أصابع أو ليس لها أصابع وما أشبه ذلك لا نتكلم فيها نقتصر على ما سمعنا ولا نتعرض إلى ما لم ينقل إلينا أما بقية الحديث ففيه بيان أن الله سبحانه وتعالى كما ذكر عن نفسه في الحديث القدسي : رحمته سبقت غضبه يبقى في الجنة فضل عمن دخلها والذي يدخلها من بني آدم واحد من ألف لكن الواحد من ألف له ملك طويل عريض مسيرة ألفي عام ينظر إلى أقصاها كما ينظر إلى أدناه إلا أن هذه الجنة عرضها السماوات والأرض ومن يدرك عرض السماوات والأرض لا يدركه إلا الله واسعة ساحة عظيمة يدخلها أهلها ويبقى فيها فضل وقد وعدها الله عز وجل أن يملأها وهو أفى من وعد من أوفى بوعده من الله فيبقى فيها فضل يقول : حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة في ذلك الوقت يخلق الله أقواما جددا ويدخلهم الجنة بلا عمل بل بفضله ورحمته وأهل النار في النار لا يخرج أحدا ممن استحق الخلود في النار حتى يسكنه بقية الجنة لا النار أغلقت على أهلها والعياذ بالله منها لكن ينشئ الله للجنة أقواما لأجل أن يملؤوا هذا الفضل ولا يقول للجنة يقرب بعضك من بعض حتى تمتلئ بمن فيها بل ينشئ الله لها أقواما وهذا مصداق قوله : إن رحمتي سبقت غضبي الله أكبر ولولا حلم الله ما بقي على ظهر البسيطة أحد .

Webiste