تم نسخ النصتم نسخ العنوان
في قوله تعالى:{ ولتصنع على عيني } هل يؤخذ منه... - الالبانيالسائل : آخر سسؤال هل يأخذ من الآية  وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ، أن الله عز وجل له عين وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم  قلوب العباد بين أصبعين من أص...
العالم
طريقة البحث
في قوله تعالى:{ ولتصنع على عيني } هل يؤخذ منه إثبات صفة العين لله، وكذا في قول النبي صلى الله عليه وسلم:" إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن " فيه إثبات الأصابع لله ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : آخر سسؤال هل يأخذ من الآية وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ، أن الله عز وجل له عين وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ، هل يؤخذ منه أن الله عز وجل له أصابع؟

الشيخ : لا شك لكن لا يؤخذ من الآية أنه في عين الله كما يتوهم بعض المعطلة لأن الآية هنا هي بالمعنى الذي يسمونه تأويلاً في عين الله في أعيننا يعني في مراقبتنا وملاحظتنا وليس هذا تأويلاً كما يظن كثير من المعطلة هذا هو المعنى الذي لا يفهمه العربي الذي لا يفهم العربي غيره، وهذا له أمثلة ويسميها بعض المتأخرين بأنها من باب التأويل، مثلاً حينما جاء في سورة يوسف قوله تبارك وتعالى وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ، كل عربي يفهم يسأل القرية أي أهلها، والعير التي أقبلنا فيها أي أهلها، وهذا ليس تأويلاً ولكنهم يظنون أنه تأويل، ذلك لأن التأويل عندهم في إصطلاحهم هو الجملة لها معنيان معنى حقيقي أول ما يتبادر ومعنى مجازي لا يتبادر إلا بطريق التأويل، فهم يقولون إنما نفهم من النص العربي بالطريق الأول بطريق المعنى المتبادر للذهن والذي يسمونه حقيقة ما لم يكن هناك دليل يحملنا على تفسر النص بطريق التأويل، هذا المثال الأول فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ، والمثال الآخر وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ، لا يصح فيها هذا الوصف، أي إن الذي يسمع كلٌ من الآيتين لا يتبادر في معناه في أعيينا في ظرفية وهذا الذي خاطب ربنا إنه في عين الله أي في جوف عين الله ما أحد يفهم هذا المعنى، وإنما يفهم المعنى الثاني الذي يسمونه مجازًا أو يسمونه تأويلاً، في هذا تسوية الخلاف القائم، من قال بالتأويل يكون المعنى غير متبادر، المعنى المتبادر يكون المعنى الحقيقي، مثل مثلاً جاء ربك ، هذه آية في القرآن ما الذي يتبادر إلى السامع جاء الله هو نفسه ذاته وعظمته وجلاله، يأتون هم يأولنها بمعنى لا يتبادر للذهن يقولون جاء ربك يعني ملائكة ربك، أو يعني رحمة ربك أو نحو ذلك، فقولنا هنا في الآية جاء ربك ، المعنى الظاهر هو أن الله بذاته جاء، ليست كآية وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ، يعني حيطانها ما أحد يفهم هذا الكلام.
لذلك المعنى المتبادر منه هو المعنى الحقيقة لكن إصطلاحًا من المتأخرين يسمون هذا مجازًا هو مجاز الحذف، في حذف مضاف وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ، أي أهل القرية هذا المعنى هو الصحيح وهو الحقيقة وله أمثلة كثيرة جدًا في اللغة العربية تبين لكم أن المسألة فيها دقة وفيها إنحراف عن طريقة السلف بشبهات لا قيمة لها أبدًا، العربي حينما يقول سال الميزاب لو وقفت وقفة الجانب والمتأثر بالحقيقة والمجاز لازم تفهم سال الميزاب يعني حر حرارة كبيرة جدًا أحاطت بجو الميزاب فصان كالنار فسال، هل أحد يخطر في باله هذا المعنى من قول العربي سال الميزاب؟ لا أحد، وإنما يفعل سال الميزاب أي ماء الميزاب، فهذا الفهم ليس تأويلاً يا جماعة هذا هو المعنى المقصود من يوم جرى العربي لسانه بهذه العبارة، سال الميزاب لا يعني سال الميزاب نفسه وإنما ما يجري فيه من الماء كذلك مثلاً لمّا يقول العربي: جرى النهر، النهر في اللغة هو الأخدود، الحفرة الطويلة هذه التي يجري فيها الماء، فلما يقول العربي جرى النهر، ما يعني جرى أرض النهر الأخدود كما مثلاً شفنا هنا في المطار السلم هذا الكهربائي لمّا الإنسان يركبه يمشي فيه، إنما يعني العربي جرى النهر أي ماء النهر، هذا المعنى يسموه إصطلاحًا تأويلاً لكن الحقيقة هو الحقيقة وليس هناك مجاز، لماذا؟ لأنه ما في معنيين يمكن أن يفسر هكذا وهكذا وإنما هو معنى واحد بخلاف الأمثلة التي يضربونها أنه في حقيقة ومجاز ونصير نحن نقول يجب علينا أن نفسرها على الحقيقة لأن ذلك هناك دليل يحملنا على المجاز.كما قلنا وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ، ينزل الله ، ما الذي يضطر للتأويل يمكن أن يكون هناك تأويل لكن الأصل ألا تأويل الأصل أن تفهم العبارة كما جاءت أنا أقول بهذه المناسبة في بلادنا هنا في سوريا أقول إذا نحن لم نضع القواعد التي وضعها أهل العلم نفسهم في ضبط الكلام أصبح الكلام فوض لا نهاية لها، قد يقول قائل جاء الأمير وبعدين نتبين لا هو يقصد جاء خادم الأمير، إيش الفرق بين جاء الأمير وجاء خادم الأمير، هل يجوز لعربيًا يقول جاء الأمير وهو يقصد خادم الأمير ولا يضع في كلامه قرينة تفهم السامع إلى أنه يقصد الخادم ما يقصد الأمير، ولذلك أنا أقول للقائلين بوحدة الوجود الصوفية هؤلاء لهم كلمات خطيرة جدًا هي الكفر الصريح فيأتي أتباعهم من الصوفيين يتكلفوا يقولون يا أخي هذا كلام ظاهره صحيح كفر لكن له تأويل، له معنى دقيق عالي أنت أهل الظاهر ما تفهمونه، نقول لهم ما معنى قول القائل منهم كل ما تراه عينك فهو الله، كل ما تراه بعينيك من مخلوقات لا فرق بين الطاهر والنجس بين الطيب والخبيث هو الله، ويقول قائلهم وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في كنيسةٍ يقولون هذا كلام له معنى ثاني أنا بقول إني نتحداكم هاتوا أي عبارة مهما كانت عريقة في الضلال أحولها لكم لحظة واحدة إلى توحيد خالص، بأي طريقة؟ طريقة التأويل، أنا أقول مثلاً الخوري خلق السموات والأرض في أكفر من هذه العبارة، جيب المضاف والمحذوف قل رب الخوري تمت العبارة رب الخوري خلق السموات والأرض هل هذا هو القاعدة التي ينبغي أن يقوم عليها تفاهم الناس بعضهم مع بعض لا، القاعدة أن الكلام حقيقة إلا في قرينة القرينة هي التي تدلنا على أن هذا المعنى غير مراد. هنا في الأمثلة التي نحن بصددها وأشعر أنني قد أطلت كثيرًا ليس من باب المجاز والحقيقة لأنه كل هذه الآيات ليس لها إلا معنى واحد، وهذا المعنى الواحد هو الذي يبادر في ذهن كل عربي سامع، أن المعنى إسأل أهل القرية إسأل أهل العير في أعيننا يعني في مراقبتنا وفي ملاحظتنا والحمد لله رب العالمين.

Webiste