تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح باب : مقلب القلوب . وقول الله تعالى... - ابن عثيمينالشيخ : إلى شيء آخر يهم بالسيئة فيقلب قلبه بالحسنة أو بالعكس ويذكر أن أعرابيا قيل له بم عرفت ربك ؟ قال : بصرف الهمم يعني أن الله هو الذي يصرف الهمم دائم...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح باب : مقلب القلوب . وقول الله تعالى : (( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : إلى شيء آخر يهم بالسيئة فيقلب قلبه بالحسنة أو بالعكس ويذكر أن أعرابيا قيل له بم عرفت ربك ؟ قال : بصرف الهمم يعني أن الله هو الذي يصرف الهمم دائما الإنسان يهم بالشيء ويجزم به فإذا به تنصرف همته إلى شيء آخر بدون سبب ظاهر من الذي صرف ذلك ؟ هو الله عز وجل فلذلك مقلب القلوب هو الله كما قال الله تعالى : من يضلل الله فلا هادي له من يهد الله فهو المهتد فلا يمكن لأحد أن يقلب قلب أحد فمقلب القلوب هو الله فهذا وصف لا يصح إلا لله فإن قال قائل : أليس الإنسان يهم بالشيء فيأتيه شخص ويشير عليه ويبين له الوجهة الصحيحة التي يراها ثم يتحول نقول بلى لكن من الذي جعله يتحول الله عز وجل وربما يشار إليه كثيرا ولكن لا يتحول فالأمور كلها بيد الله ثم استدل المؤلف بقول الله تعالى : ونقلب أفئدتهم وأبصارهم أفئدتهم أي قلوبهم وأبصارهم يحتمل أن يكون جمع بصيرة وإن كان هذا خلاف المعروف لأن بصيرة جمعها بصائر ويحتمل أن يكون جمع بصر كسبب وأسباب بصر وأبصار ولكن كيف تقليب البصر ؟ تقليب البصر بأن يصرف النظر إلى الطاعات إلى المعاصي هذا من تقليب الأبصار والعياذ بالله فالله عز وجل هو الذي يقلب القلوب والأبصار ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة وليت البخاري أتى بهذا كما لم يؤمنوا به أول مرة الكاف هنا للتعليل أي لكونهم لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون وهذا تهديد عظيم للإنسان الذي لا يقبل الحق أول ما يرد إليه. فإن الإنسان إذا لم يقبل الحق أول ما يرد إليه يخشى أن يبتلى بهذه البلوى وهو أن يقلب قلبه ولا يهتدي للحق لأنه رده أول مرة طيب إذن بين الله عز وجل أنه يقلب أفئدتهم وأبصارهم وأن لهذا التقليب سبب وهو أنهم لم يؤمنوا به أول مرة ويدل لهذا أيضا قوله تعالى : بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج يختلط عليهم الأمر ثم لا يتبين إليهم وجه الصواب ولهذا يجب على الإنسان من حين أن يتبين له الحق أن يقبله ويأخذ به حتى يهدى لحق آخر أما إذا رده أو تردد فإنه على خطر عظيم أن يبتلى بهذه البلوى نسأل الله لنا ولكم السلامة وما ألذ رجوع الإنسان إلى الحق حتى الإنسان إذا رجع إلى الحق حتى لو كان خلاف ما يقوله أولا يجد في هذا لذة سبحان الله يجد لذة عظيمة ولا كأنه رجع عن قوله الأول لأنه فتح الله على قلبه حيث آمن بالحق أول ما جاء به بعض الناس نسأل الله لنا ولكم الهداية يحاول ويجادل بالقول الذي قاله أولا حتى لا يهزم في نظره والحقيقة أنه مهزوم في نظره إذا أصر على الانتصار لقوله لا للحق لكن لو أذعن للحق وانقاد فهذا هو الذي انتصر انتصر على نفسه أولا ثم ينصر لأن الحق معه حيث وافق الحق ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة .

Webiste