الشيخ : في هذا من الفوائد الفقهية أن الفعل إذا وقع من أهله فإن الأصل فيه السلامة كل فعل يقع من أهله فالأصل فيه السلامة البيع إذا وقع من جائز التصرف فالأصل فيه السلامة وأنه ملك البائع ولا يحتاج أن نقول ثبت وكذلك الهبة وكذلك جميع العقود والأفعال أيضا إذا صدرت من أهلها فإن الأصل السلامة وفيه أيضا أن الذابح إذا كان أهلا للذبح وشككنا هل سمى أم لا ؟ فإننا لا نلتفت إلى هذا الشك. بناء على أن الأصل السلامة ولهذا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذبائح هؤلاء القوم الذين هم حديثو عهد بشرك والغالب أن الحديث عهد بشرك لا يعرف أحكام الإسلام ومع ذلك قال سموا أنتم وكلوا اذكروا أنتم اسم الله وكلوا فدل ذلك على أن الذبيحة إذا ذبحها من هو أهل للذبح لا نسأل هل سمى أم لا لأن الأصل أن ذبيحته حلال وكذلك لا نسأل كيف ذبح هل ذبحها بالسكين أو بخنق أو بغير ذلك لا نسأل لأن التسمية شرط وإنهار الدم شرط وإذا قلنا لا نسأل عن التسمية فإننا لا نسأل عن إنهار الدم ولا فرق فإذا أطعمنا يهودي أو نصراني لحما فهل نأكل أو نقول كيف ذبحت وهل سميت ؟ لا لا نقول هذا نأكل ولكن نسمي طيب ويُشعر هذا الحديث بفحواه انتقاد السؤال لأنه لما قال : سموا أنتم وكلوا فكأنه قال ليس لكم أن تبحثوا عن فعل غيركم فإن هذا من التعمق والتنطع ولكن أنتم سموا على فعلكم ولا تبحثوا عن فعل غيركم وهذا هو الموافق للشريعة الإسلامية أالإنسان لا ينبغي أن يتنطع ويتعمق ما دام الفعل صدر من أهله وقوله : سموا أنتم وكلوا هل المراد التسمية على الذبح الذي هو فعل غيره أو على الأكل الذي هو فعلهم ؟ الثاني لأن التسمية على الذبح لا فائدة منها انتهى الذبح فالتسمية هنا على الأكل الذي هو فعلنا وفي هذا من يسر الشريعة الإسلامية وسهولتها ما فيه وأن الإنسان لا يكلف أن يبحث ولو أننا كلفنا أن نبحث لضاقت علينا الأمور، لو كنا نقول من ذبح هذا فلان ابحثوا هل يصلي أو لا يصلي ابحثوا أيضا هل هو قد تملك هذه الذبيحة على وجه شرعي أو لا قالوا نعم اشتراها من فلان فلان كيف جاءته قالوا استوهبها من فلان الواهب كيف جاءته قالوا عوض خلع لامرأته طيب من أين جاء المرأة وبقينا نتسلسل إلى ما لا نهاية لكن من فضل الله عز وجل أننا لا نتعمق هذا التعمق وأن الأصل في التصرف الواقع من جائز التصرف السلامة والصحة.