تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد الآية : (( فإن حآجوك فقل أسلمت وجهي لل... - ابن عثيمينثم قال الله تعالى:  فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن  في هذه الآية دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم له من يحاجه من أعدائه وهو كذلك فإنهم حاجوه...
العالم
طريقة البحث
فوائد الآية : (( فإن حآجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن ... )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال الله تعالى: فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن في هذه الآية دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم له من يحاجه من أعدائه وهو كذلك فإنهم حاجوه في أصل الدين وفي فروع الدين وسخروا منه وأوجدوا شبهات الكثيرة منذ بعث وإلى يومنا هذا والناس يثيرون الشبهات حول الدين الإسلامي ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره لأنهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره . ومن فوائد الآية الكريمة: أن هؤلاء الذين يحاجون الرسول عليه الصلاة والسلام لا يحتاجون إلى كبير عناء لأنهم يحاجون على أمر واضح، ولهذا أمره الله أن يسفههم وأن يقول: أسلمت وجهي لله ومن اتبعن فإن أسلمتم فهو لكم وإن لم تسلموا فعليكم . ويتفرع على ذلك: أن من علمت أنه إنما يحاجك لقصد نصر قوله ولو كان باطلا فلك أن تعرض عنه وتقول: هذا ما أدين الله به وهذا ما أستسلم له وتدعت لماذا؟ لأن هذا معان مكابر وليس أهلا لأن تدخل معه في محاجة أو خصومة لأنه لا يريد الحق لو كان يريد الحق ما حصلت محاجة . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذون حذوة في إسلامهم لله وتفويض الأمر إليه، لقوله: أسلمت وجهي لله ومن اتبعن . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الوجه أشرف الأعضاء وهو الذي يكون به الانقياد وعدم الانقياد، لقوله: أسلمت وجهي لله فإن إسلام الوجه هو الذي يكون به الانقياد، ولهذا كان أذل ما يكون الإنسان لربه إذا كان ساجدا وأقرب ما يكون من ربه إذا كان ساجدا لأن هذا هو تمام الذل أن تضع أشرف أعضاءك على موقع الأقدام على الأرض . ومن فوائد الآية الكريمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم متبوع لا تابع ، لقوله: ومن اتبعن . ويتفرع على ذلك: أن الواجب على من تبين له الحق أن يأخذ به إذا كان يريد أن يكون من أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم أما من يلوي أعناق النصوص إلى قوله فهذا ليس بمتبع حقيقة، لأن بعض الناس إذا قال قولا وجاء في نص القرآن أو السنة النبوي ما يخالف قوله حاول أن يلوي عنق النص ويحرف النص أن أجل أن يكون موافقا لقوله وهذا حرام لأنك أنت تابع ولست بمتبوع . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه لا يمكن أن يكون قول أحد من أهل العلم حجة على الآخرين، لماذا؟ لأن الكل تابعون لا متبوعون ومن أراد أن يكون الناس أتباعا له لا للحق فقد جعل نفسه شريكا في الرسالة، والواجب أنك إذا دعوت إلى الحق أن لا تريد أن يتبعك الناس لأنك فلان ابن فلان بل أن يتبع الناس قولك لأنه هو قول الذي دل عليه الدليل . ومن فوائد الآية الكريمة: النداء بالسفه والبلاهة على من جادل وعارض دون أن يستسلم لله، لقوله: فقل أأسلمتم وإن جعلناها أمرا فالأمر واضح . ومن فوائد الآية الكريمة: بيان عظيم منة الله عزوجل على العرب ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، وجه ذلك : أنه قال: للذين أوتوا الكتاب والأميين فرق بين الوصفين بين من أوتي الكتاب وبين الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب، فالذين أوتوا الكتاب أصحاب علم وأصحاب كتاب والأميون أصحاب جهل لكنهم ببعثة الرسول عليه الصلاة والسلام كانوا هم أهل الكتاب حقا، لأن هذا الكتاب الذي نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفه الله بأنه مصدق لما بين يديه من الكتاب ومهيمن عليه، فصار ـ والحمد لله ـ صار هؤلاء الأميون هم أهل الكتاب الحق، فيكون في هذا بيان عظيم منة الله عزوجل على العرب ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كانوا في الأول أميين جاهلين وفي الثاني أهل كتاب وذكاء لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين . ومن فوائد الآية الكريمة: وجوب الإسلام لله سواء قلنا إن الاستفهام لاستبلاه هؤلاء القوم والإنكار عليهم أو قلنا إنه للأمر فإن يدل على وجوب الإسلام والاستسلام لله عز وجل. ومن فوائد الآية الكريمة: أن أهل الهدى هم المسلمون، لقوله: فإن أسلموا فقد اهتدوا . ومن فوائدها أيضا: أن من لم يسلم فهو ضال، فإن كان قد علم الحق كان من الضالين المغضوب عليهم لأن كل من علم الحق ولم يتبع فهو مغضوب عليهم . يقول الله عز وجل: فإن تولوا فإنما عليك البلاغ في هذه الجملة التحذير تحذير من تولى بعد أن دعي فإن قوله: والله بصير بالعباد لاشك أنه يحذرهم من مخالفتهم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ. ومن فوائد الآية الكريمة: أنه لا يجب على من بلغ إلا البلاغ أما الهداية فإلى الله، لقوله: فإنما عليك البلاغ . ومن فوائدها: وجوب البلاغ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقوله: فإنما عليك البلاغ ومن فوائدها أيضا وهي فرع عما قبلها: أن من آتاه الله علما بهذا الوحي فعليه البلاغ خلفا لمن؟ لرسول الله صلى الله عليه وسلم . ومن فوائد الآية الكريمة: الإشارة إلى أن الإنسان لا يسأل عن عمل غيره أن يقوم بما يجب عليه وأما غيره فأمره إلى الله، لقوله: فإن تولوا فإنما عليك البلاغ ولم يقل: فإنما عليك إثمهم عليك البلاغ وأنت سالم من إثمهم، وهذه الآية أحد الفائدة يتفرع عنها مسائل كثيرة منها ما أشار إليه النبي عليه الصلاة والسلام حين قال له جماعة قوم قالوا يا رسول الله إن قوما يأتوننا بلحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا؟ فقال لهم: سموا أنتم وكلوا إشارة إلى أنك إنما تطالب بفعلك أما فعل غيرك فلست منه في شيء ما قال تأكدوا هل سموا أم لا قال سموا أنتم، وهذه التسمية التي أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم أهي على فعل الذابحين أو فعل الآكلين ؟ آكلين، الآكلين ؟ طيب إذا كانت على فعل الذابحين كما قاله من قاله منكم فهذه تسمية على فعل سابق وهل فيها فائدة؟ ما فيها فائدة الفائدة أن تسمي على فعل لاحق وعلى هذا فقوله: سموا أي على الأكل، لأن الذبح توله غيركم وهو المسئول عنه أما أنتم فعليكم التسمية عند الأكل وهذا من نعمة الله لو كنا مأمورين أن نبحث عن فعل غيرنا لوقعنا في حرج لا نهاية له نعم؟ كان إذا قدم لنا إنسان لحم قال تعال من ذبحها؟ فلان، هل سمى أو لا؟ من أين اشترى هذه الشاة؟ هل غصبها أو سرقها قد تكون مسروقة نعم؟ إذا قال اشتراها من فلان، فلان من أين اشتراها؟ أو سرقها أو كيف ؟ لو أننا أمرنا بأن نبحث عن فعل غيرنا لكنا إذا تقدم الإمام قلنا تعال أنت متوضأ ولا لا؟ عليك جنابة ولا ما عليك جنابة ؟ نعم؟ في ثوبك نجاسة أو طاهر؟ هل هو مغصوب ولا حلال؟ مشكل لكن من نعمة الله أننا لا نسأل عن فعل غيرنا كل من فعل فعلا وهو أهل له فإننا لا نسأل عنه، والسؤال عنه من التنطع وتكليف النفس ما لم تكلف به، ولهذا قال: فإن تولوا فإنما عليك البلاغ فأنت تقوم بفعلك وهم يحاسبون على فعلهم، ولهذا قال: والله بصير بالعباد . من فوائد الآية الكريمة: إثبات اسم البصير لله عزوجل على أنه يحتمل أن يكون المراد بالبصير هنا الصفة لأنه قيدها قال: بصير بالعباد واسم الله غير مقيد مثل والله سميع بصير وما أشبهها . ومن فوائدها أيضا: عموم علم الله عز وجل، لقوله: بصير بالعباد أي بجميع أحوالهم . ومن فوائد الآية: التحذير من مخالفة الله، كيف؟ إذا كان الله بصيرا به فكل إنسان يخجل أو يستحيي أن يفعل ما نهاه الله عنه أو أن يترك ما أمره الله به لأنه يعلم أن الله بصير به وسوف يعاقبه .

Webiste