تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد تتعلق بكلمة الذات . - ابن عثيمينالشيخ : أما الذات فالذات كلمة اختلف علماء اللغة هل هي فصيحة من العربية أو هي مولدة وليست بعربية ؟ وأكثر المحققين أنها مولدة وليست من العربية في شيء وإنم...
العالم
طريقة البحث
فوائد تتعلق بكلمة الذات .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أما الذات فالذات كلمة اختلف علماء اللغة هل هي فصيحة من العربية أو هي مولدة وليست بعربية ؟ وأكثر المحققين أنها مولدة وليست من العربية في شيء وإنما هي من مصطلح أهل الكلام جعلوها بدلا من كلمة النفس فيقول مثلا جاء زيد نفسه أو جاء زيد ذاته يجعلونها بدلا عنها ولكنها من كلام العرب العرباء كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لأن أصلها في اللغة لا تستعمل بمعنى النفس في اللغة العربية تستعمل استعمالات متعددة منها : أن تكون بمعنى صاحبة كما لو قلت تزوجت امرأة ذات علم أي صاحبة علم ويقابلها في المذكر ذو كما لو قلت اتصل بي رجل ذو علم أي صاحب علم وتستعمل بمعنى التي عند طيء أصحاب الشمال جبل طيء يجعلون ذات بمعنى التي كما يجعلون ذو الذي وعليه قول الشاعر :
" فإن الماء ماء أبي وجدي *** وبئري ذو حفرت وذو طويت "
أي بئري الذي حفرت والذي طويت ويقال جاءت ذات أرضعت ولدها أي التي أرضعت ولدها ثالثا تأتي بمعنى جهة ومن ذلك قوله تعالى : ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال أي جهة اليمين وجهة الشمال ويمكن أن يحمل عليها قول خبيب رضي الله عنه وذلك في ذات الإله وقول إبراهيم عليه السلام أو قول النبي صلى الله عليه وسلم في إبراهيم : كذب ثلاث كذبات في ذات الله أي في جهته والمراد في سبيله وطاعته فتكون بمعنى جهة . الرابع : أن تكون زائدة للتوكيد توكيد التنكير مثل قدمنا مكة ذات يوم فوجدنا الحرم خفيفا أو المسجد خفيفا فقولنا ذات يوم هذه زائدة لتوكيد التنكير فلو قلنا قدمنا مكة يوما فوجدنا الحرم خفيفا استقام الكلام وهذا يوجد كثيرا في الحديث خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم ذات ليلة وما أشبهها فهي زائدة لتوكيد التنكير من أي الأقسام الأربعة قوله تعالى : إن الله عليم بذات الصدور ؟ من هي صاحب الصدور القلوب كما قال تعالى : ولكن تعمى القلوب التي في الصدور هذه أربعة معان لذات في اللغة العربية أما ذات بمعنى نفس الشيء وحقيقة الشيء فهذه اختلف فيها علماء العربية فمنهم من أنكر استعمالها بهذا المعنى ومنهم أجازها وقال لا بأس بها وظاهر صنيع الإمام البخاري رحمه الله جواز استعمالها بمعنى النفس فإذا قال قائل : ما العلاقة بين هذا الاستعمال والمعنى الأصلي في اللغة العربية ؟ قلنا المعنى الأصلي في اللغة العربية أن تأتي بمعنى ذات بمعنى صاحبه فهم يقولون ذات علم أي صاحبة علم والله تعالى ذو علم فأصلها مضافة لكن حذف المضاف ثم بقيت نكرة فعرفت بأل ولهذا منع بعض العلماء أن تقول ذات بالنسبة لله قال لا يجوز أن تقول ذات بالنسبة لله لأن التاء للتأنيث والتأنيث لا يجوز استعمال الكلمة المؤنثة بالتاء ولو للمبالغة ولهذا لا يجوز أن تقول إن الله علامة ويجوز أن تقول إن هذا الرجل علامة أما الله فتقول علام علام الغيوب فأنت إذا أتيت بذات تريد بها الرب عز وجل فإن هذا يعني تأنيث ما يضاف إلى الله وهذا لا يجوز لكن هذا خلاف استعمال جمهور العلماء المحققين. والخلاصة أن الذات تستعمل في اللغة العربية على كم وجه ؟ أربعة أوجه أما في الاصطلاح ولا مشاحة في الاصطلاح وهو المعنى الجديد لها فهو أن تكون بمعنى نفس فيقال ذات وصفات ذات الله أي نفس الله جاء زيد ذاته أي نفسه وهكذا وتكون مضافة كذات الله وتكون مقطوعة عن الإضافة معرفة بأل مثل الذات وهذا ما ذهب إليه البخاري رحمه الله .
القارئ : حدثنا أبو اليمان .

الشيخ : إن قال قائل استدلال البخاري رحمه الله بقول خبيب : وذلك في ذات الإله هل يطابق ما ترجم به لأن البخاري ترجم على أن الذات بمعنى النفس وخبيب هل أراد ذلك ؟ لا لأنه لا يريد ذات الله التي هي نفسه إنما يريد ذاته في سبيل الله أو في طاعة الله أو في مرضات الله أو ما أشبه ذلك لكن كأن البخاري يقول : يكفي في هذا أن استعملت الذات مضافة إلى الله فأخذ من جواز استعمال ذات مضافة إلى الله أن يوصف بها الله عز وجل .

Webiste