وحدثنا سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر قال سمعت أنا وحمزة الزيات من أبان بن أبي عياش نحوا من ألف حديث قال علي فلقيت حمزة فأخبرني أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعرض عليه ما سمع من أبان فما عرف منها إلا شيئا يسيرا خمسة أو ستة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : وحدّثنا سويد بن سعيدٍ ، قال حدّثنا عليّ بن مسهرٍ ، قال : " سمعت أنا وحمزة الزّيّات من أبان بن أبي عيّاشٍ نحوًا من ألف حديثٍ ، قال عليٌّ : فلقيت حمزة ، فأخبرني أنّه رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم في المنام ، فعرض عليه ما سمع من أبان ، فما عرف منها إلّا شيئًا يسيرًا خمسةً أو ستّةً ".
الشيخ : ومثل هذه الأحوال نادرة ، يعني أن يشكل على الإنسان شيء ثم يعرض له النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، فيخبره بالخبر ، فهذا في رواية الحديث ، ورأيته في كتاب " إعلام الموقعين " لابن القيم عن شيخه ابن تيمية رحمه الله ، أنه أشكل عليه الحكم في الجنائز تقدّم ليصلّى عليها فيشكّ الإنسان أمسلمٌ هذا الميت أم كافر ، مع أشياء أخرى قال ابن تيمية رحمه الله ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، فاستفيته في ذلك ماذا نصنع في هذه الجنائز ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه ابن تيمية في المنام : قال : عليك بالشرط يا أحمد ، وهذه لا شك كرامة لشيخ الإسلام ابن تيمية أن الله ييسر له منبع العلم ليغترف منه ، ثم كرامة أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم علم أن اسم هذا الرجل من أمته أحمد وهذه لا شك أنها كرامة يشهد بها لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
فإن قال قائل : فهل أنتم تعملون بالمنامات في مثل هذا ؟ فالجواب : إن كان له أصل في الشرع وهذا فرع منه أو كان له أصل في الشرع وهذا مقيس عليه يعني في الأول يكون عمومات ويأتي هذا على التفصيل ، وفي الثاني قياس ، فإننا نعمل به ، أما إذا لم يكن له أصل فإننا لا نعمل بالمنامات ، وهذا القول وسط بين الخرافيين الذين يعملون بكل منام ، حتى إن بعضهم والعياذ بالله يدعي أنه رأى الله ، وأنه حدّثه وأملى عليه شرعه وبعض الناس ينكر هذا مطلقًا ، ويقول : إن الأموات لا يمكن أن يحسوا بشيء من أحوال الأحياء أبدًا وعادة يكون القول الوسط هو الوسط ، بينهما فرق أم لا ؟ ما الفرق ؟ الوسط بين متفرقين ، والوسط الخيار المقبول ، فما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في المنام له أصل في الشرع ، ففي الأحكام قال النبي صلى الله عليه وسلم لضباعة بنت الزبير وقد اشتكت إليه وهي تريد الحج قال : حجى واشترطي أن محلي حيث حبستني ، فإن لك على ربك ما استثنيت يعني قولي : إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني ، هذا في الأحكام ،
في الدعاء في آية الملاعنة والخامسة أن لعنة الله عليه وهذا دعاء مقيد أو مطلق ؟ متى ؟ ، إن كان من الكاذبين ، وتقول هي : والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين وبناء على الشاهد الشرعي لهذه الرؤيا حكمنا بصحتها ، وعلى هذا فإذا قدّم لنا ميت وكان مشهورًا بالتهاون بالصلاة ، فإننا لا نجزم بالدعاء له ، بل نقول : اللهم إن كان مؤمنًا فاغفر له وإن قدم لنا من نعلم أنه لا يصلي وأنه لم يتب فإنه يحرم علينا أن نصلي عليه ، ويجب علينا أن ننصرف ، إلا أن يشهد شاهدان على إسلامه ورجوعه إلى الإسلام بالصلاة ، لأن الله تعالى قال في المنافقين : ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره والصلاة على الميت طلب المغفرة له ، وقد قال الله تعالى : ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ،
وأورد على هذا استغفار إبراهيم حيث قال في أبيه واغفر لأبي إنه كان من الضالين ، فقال الله تعالى مجيبًا على هذا السؤال المقدر ... : وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه ، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم ورسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الناس جاهًا عند الله فيما نعلم قال لما استأذن من ربه سبحانه وتعالى أن يستغفر لأمه قال : أبى الله عليه أن يستغفر لها ، لأنها ماتت وهي مشركة ، أبى الله أن يستغفر لها ، فاستأذن ربه أن يزور قبرها ، فأذن له ، يزور القبر لا للدعاء لها ولكن للاعتبار ، فزار القبر ووقف عليه ، وجعل يبكي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وبكى الناس معه ، فالحاصل أن الرؤيا المنامية إن شهد لها شاهد في الشرع فهي مقبولة ، وإن لم يشهد لها شاهد فإنها لا تقبل ، إذا كان في ذلك تغيير لشرع الله ، إذن هذا الذي ذكر مسلم في مقدمة الصحيح فيه رؤية منامية في رواية الحديث ، عرض عليه أحاديث فلم يعرف منها إلّا الشيء اليسير.
الشيخ : ومثل هذه الأحوال نادرة ، يعني أن يشكل على الإنسان شيء ثم يعرض له النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، فيخبره بالخبر ، فهذا في رواية الحديث ، ورأيته في كتاب " إعلام الموقعين " لابن القيم عن شيخه ابن تيمية رحمه الله ، أنه أشكل عليه الحكم في الجنائز تقدّم ليصلّى عليها فيشكّ الإنسان أمسلمٌ هذا الميت أم كافر ، مع أشياء أخرى قال ابن تيمية رحمه الله ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، فاستفيته في ذلك ماذا نصنع في هذه الجنائز ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه ابن تيمية في المنام : قال : عليك بالشرط يا أحمد ، وهذه لا شك كرامة لشيخ الإسلام ابن تيمية أن الله ييسر له منبع العلم ليغترف منه ، ثم كرامة أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم علم أن اسم هذا الرجل من أمته أحمد وهذه لا شك أنها كرامة يشهد بها لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
فإن قال قائل : فهل أنتم تعملون بالمنامات في مثل هذا ؟ فالجواب : إن كان له أصل في الشرع وهذا فرع منه أو كان له أصل في الشرع وهذا مقيس عليه يعني في الأول يكون عمومات ويأتي هذا على التفصيل ، وفي الثاني قياس ، فإننا نعمل به ، أما إذا لم يكن له أصل فإننا لا نعمل بالمنامات ، وهذا القول وسط بين الخرافيين الذين يعملون بكل منام ، حتى إن بعضهم والعياذ بالله يدعي أنه رأى الله ، وأنه حدّثه وأملى عليه شرعه وبعض الناس ينكر هذا مطلقًا ، ويقول : إن الأموات لا يمكن أن يحسوا بشيء من أحوال الأحياء أبدًا وعادة يكون القول الوسط هو الوسط ، بينهما فرق أم لا ؟ ما الفرق ؟ الوسط بين متفرقين ، والوسط الخيار المقبول ، فما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في المنام له أصل في الشرع ، ففي الأحكام قال النبي صلى الله عليه وسلم لضباعة بنت الزبير وقد اشتكت إليه وهي تريد الحج قال : حجى واشترطي أن محلي حيث حبستني ، فإن لك على ربك ما استثنيت يعني قولي : إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني ، هذا في الأحكام ،
في الدعاء في آية الملاعنة والخامسة أن لعنة الله عليه وهذا دعاء مقيد أو مطلق ؟ متى ؟ ، إن كان من الكاذبين ، وتقول هي : والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين وبناء على الشاهد الشرعي لهذه الرؤيا حكمنا بصحتها ، وعلى هذا فإذا قدّم لنا ميت وكان مشهورًا بالتهاون بالصلاة ، فإننا لا نجزم بالدعاء له ، بل نقول : اللهم إن كان مؤمنًا فاغفر له وإن قدم لنا من نعلم أنه لا يصلي وأنه لم يتب فإنه يحرم علينا أن نصلي عليه ، ويجب علينا أن ننصرف ، إلا أن يشهد شاهدان على إسلامه ورجوعه إلى الإسلام بالصلاة ، لأن الله تعالى قال في المنافقين : ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره والصلاة على الميت طلب المغفرة له ، وقد قال الله تعالى : ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ،
وأورد على هذا استغفار إبراهيم حيث قال في أبيه واغفر لأبي إنه كان من الضالين ، فقال الله تعالى مجيبًا على هذا السؤال المقدر ... : وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه ، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم ورسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الناس جاهًا عند الله فيما نعلم قال لما استأذن من ربه سبحانه وتعالى أن يستغفر لأمه قال : أبى الله عليه أن يستغفر لها ، لأنها ماتت وهي مشركة ، أبى الله أن يستغفر لها ، فاستأذن ربه أن يزور قبرها ، فأذن له ، يزور القبر لا للدعاء لها ولكن للاعتبار ، فزار القبر ووقف عليه ، وجعل يبكي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وبكى الناس معه ، فالحاصل أن الرؤيا المنامية إن شهد لها شاهد في الشرع فهي مقبولة ، وإن لم يشهد لها شاهد فإنها لا تقبل ، إذا كان في ذلك تغيير لشرع الله ، إذن هذا الذي ذكر مسلم في مقدمة الصحيح فيه رؤية منامية في رواية الحديث ، عرض عليه أحاديث فلم يعرف منها إلّا الشيء اليسير.
الفتاوى المشابهة
- هل رأى أحد ربه في المنام غير النبي صلى الله... - ابن عثيمين
- بيان أنّه من عَرَف شمائل النبي ، عَرَف هل رأى... - الالباني
- حكم رؤية النبي عليه الصلاة والسلام في المنام - الفوزان
- هل كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنا... - الالباني
- رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام - الفوزان
- وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى قا... - ابن عثيمين
- حكم من يدعي أنه رأى الله في المنام - ابن باز
- رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام - ابن باز
- ما حكم من يرى في المنام أنه يسأل مفتي ثم يجي... - ابن عثيمين
- حكم من رأى في المنام أن الشيخ يجيبه على أسئلته - ابن عثيمين
- وحدثنا سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر قال سم... - ابن عثيمين