" ومذهب الإنسان - انتبه لهذا الضابط - مذهب الإنسان ما قاله أخيراً إذا صرح بحصر قوله فيه " صرح بالرجوع للأول لكننا لم نذكر هذا لأننا نريد أن نعلق على كلام أبي الحسن رحمه الله وإلا فمذهب الإنسان ما قاله أخيرا إذا صرح بالرجوع عن الأول هذه واحدة أو إذا حصر قوله فيه بأن قال : إننا نقول بكذا وكذا أو كما قال أبو الحسن : إن قال قائل : ما الذي تقولون به ؟ فإننا نقول بكذا وكذا .
أما إذا كان للعالم قولان ولم يصرح بالرجوع عن الأول فإنه يعتبر قائلا بهذا وبهذا ولذلك نجد أن الإمام أحمد رحمه الله قد يروى عنه في المسألة الواحدة أكثر من روايتين فيكون قائلا بكلا القولين ولا يقال إن مذهبه أحدهما بل يقال إن كلا الأقوال إن كل الأقوال مذهبه حتى إن في مذهبه في مسألة الصوم صوم يوم الثلاثين من شعبان إذا كان هناك غيم أو قتر في مذهبه سبعة أقوال منها خمسة كلها روايات عن الإمام أحمد والباقي لأصحابه .
الخلاصة الآن إذا سألك سائل ما هو مذهب الإنسان ؟ فقل ايش ؟ ما قاله أخيرا إذا صرح بالرجوع عن الأول أو صرح بحصر قوله في الأخير وأما إذا لم يكن كذلك فمذهبه القولان جميعا أو الثلاثة أو الأربعة حسب ما يروى عنه في ذلك إلا إذا كان هناك اصطلاح من أتباعه على أن يكون المذهب مثلا ما اتفق عليه كل الأصحاب أو أئمة الأصحاب أو ما أشبه ذلك لكن هذا الأخير نسميه مذهبا اصطلاحيا لا مذهبا شخصيا .
قال : " وعلى هذا فتمام تقليده - تقليد أبي الحسن - اتباع ما كان عليه أخيراً وهو التزام مذهب أهل الحديث والسنة، لأنه المذهب الصحيح الواجب الاتباع الذي التزم به أبو الحسن نفسه " .
نعم وهذا واجب سواء التزم به أبو الحسن أو لم التزم لكن نريد أن نلزم من ؟ نعم أتباع أبي الحسن الذين يدعون أنهم أتباعه بأن يقولون بما قاله أهل الحديث والسنة .