تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف: "...وأما دلالة الفطرة على ثب... - ابن عثيمينالشيخ : يقول : " وأما دلالة الفطرة على ثبوت صفات الكمال لله ، دلالة الفطرة فلأن النفوس السليمة مجبولة ومفطورة على محبة الله وتعظيمه وعبادته " ، كل قلب س...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف: "...وأما دلالة الفطرة على ثبوت صفات الكمال لله فلأن النفوس السليمة مجبولة ومفطورة على محبة الله، وتعظيمه، وعبادته، وهل تحب وتعظم وتعبد إلا من عرفت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : يقول : " وأما دلالة الفطرة على ثبوت صفات الكمال لله ، دلالة الفطرة فلأن النفوس السليمة مجبولة ومفطورة على محبة الله وتعظيمه وعبادته " ، كل قلب سليم وفطرة سليمة فإنها مفطورة على محبة الله وعلى تعظيمه وعلى عبادته ، قال الله عز وجل تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إذن كل شيء يتعبد لله ؟ نعم ولله يسجد من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس فكل، فالنفوس الفطر السليمة مجبولة على محبة الله ، وعلى تعظيمه وعلى عبادته ، ولهذا ثبت في الحديث القدسي أن الله يقول إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين فخبث النفس والفطرة طارئ والا أصلي ؟ طارئ ، إذن الفطر السليمة مجبولة على أن تحب خالقها وعلى أن تعظمه وعلى أن تعبده ، كل مولود يولد على الفطرة ولكن " هل تحب وتعظم وتعبد إلا من عرفت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة ربوبيته وألوهيته " ؟ الجواب لا ، الجواب لا، لا يمكن أن تحب وأن تعظم وأن تعبد إلا من عرفت أنه متصف بصفات الكمال من أجل أن تعبده بها ، ولذلك إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا وقال لقومه أفتعبدون من دونهم ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم فإذن ما يمكن أن تعبد النفوس إلا من عرفت أنه متصف بالصفات التي يستحق بها أن يعبد ، وهذا أمر ظاهر ، عندما تقول يا رب اغفر لي فأنت مؤمن بالربوبية ومؤمن بأنه يغفر ومؤمن بأنه يعلم ومؤمن بأنه يسمع دعاءك ومؤمن بأنه قادر على أن يجيب مطلوبك أليس كذلك ؟ لولا هذا ما دعوت الله ، إذن فالنفوس مجبولة على هذا الشيء ، انظر إلى النفوس النفوس إذا خلت من الشوائب حتى نفوس الكفر إذا ضل عنهم ما كانوا يفترون من يدعون في الشدائد ؟ يدعون الله مخلصين له الدين ، لأن جميع الشوائب تتمزق في هذه الحال فترجع الفطرة إلى أصلها وهو دعاء الله عز وجل وحده لا شريك له ، ومعلوم أنهم لا يدعون الله في حال الضراء إلا وهم يعلمون أنه قادر على كشفها وعلى إزالتها وإلا لعد ذلك عبث منهم ، فتبين بهذا أن الفطرة تدل على أن الله تعالى متصف بماذا ؟ بصفات الكمال اللائقة به ، نعم.

Webiste