شرح قول المصنف: " والفرق بين هذه الطائفة والتي قبلها: أن الأولى تحكم بتجويز الأمرين: الإثبات وعدمه، وأما الثانية، فلا تحكم بشيء أبداً. والله أعلم "
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : يقول: " والفرق بين هذه الطائفة والتي قبلها: أن الأولى تحكم بتجويز الأمرين: الإثبات وعدمه، وأما الثانية، فلا تحكم بشيء أبداً ".
تجده يقرأ القرآن تقول تعال ما معنى قول الله : الرحمن على العرش استوى ؟ يقول ؟ ها؟
الطالب : ما يتكلم.
الشيخ : ما يتكلم، يقول: أعرض عن هذا لا تتكلم بشيء. الطائفة الأولى تقول: هل أراد الله استوى على العرش أي علا واستقر، أو أراد استولى عليه؟ يقول : يجوز هذا وهذا، أو لم يرد شيئا، يقول نعم يجوز، يمكن هذا وهذا.
وهذا لا شك أنه حكم، هذا حكم على الشيء بأنه يجوز أن يكون المراد به كذا أو كذا أو كذا أو إلى آخره.
أما الثانية : فإذا سألته ايش معنى : استوى الله على عرشه. قال : أنا معرض عن هذا، لا أحكم بشيء أبدا، ولا أتكلم بشيء في هذا الباب إطلاقا.
وكلا الطائفتين أو كلتا الطائفتين ضالتان، لأننا كوننا نجوز هذا وهذا وهذا في أشياء لا تليق بالله هذا حرام، فما لا يليق بالله لا يمكن أن يجوز.
والثانية، كوننا نعرض عن هذا كله مخالف لقوله تعالى : كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ووقوع فيما أنكر الله حيث قال عز وجل : أفلم يدبروا القول وهذا الاستفهام للإنكار، فالله أمرنا بالتدبر لنثبت المعنى الذي دل عليه اللفظ.
وبهذا عرفنا أن خير الأقسام وأوجب الأقسام بالاتباع هم الذين قالوا تجرى على ظاهرها، ايش؟ اللائق بالله سبحانه وتعالى. فعندما تقرأ : الرحمان على العرش استوى تثبت أنه علا على العرش، لكن لا يجوز أن يدور في ذهنك أنه كاستوائنا على السرير، لا يجوز هذا إطلاقا، ليش؟ لتباين ما بين الخالق والمخلوق.
كذلك عندما تقرأ : بل يداه مبسوطتان لا يمكن أبدا أن تتصور أن هاتين اليدين كأيدينا أبدا، ولا يحل لك أن تقرن هذا بهذا لأن الله ليس كمثله شيء حتى لو قال لك الذهن إن يدي الله عز وجل كيد الإنسان يجب أن تطرد هذا عن ذهنك وأن لا تفكر فيه، إذ من الجائز أن تكون يد الله عز وجل ليست كيد الإنسان تكون كيد شيء آخر غير الإنسان، أليس كذلك؟ طيب، إذا كان الأمر هكذا، فالواجب أن نتوقف عن تقدير التمثيل وتخيله، فنقول: لله تعالى يد حقيقية يأخذ بها ويقبض، نعم، ولكنها لا تشبه أيدي المخلوقين.
ويجب علينا أيها الإخوة أن نبعد عن مخيلتنا تصور كل شيء من صفات الله سواء كانت فعلية أو خبرية، لأننا لا نحيط به سبحانه وتعالى.
تجده يقرأ القرآن تقول تعال ما معنى قول الله : الرحمن على العرش استوى ؟ يقول ؟ ها؟
الطالب : ما يتكلم.
الشيخ : ما يتكلم، يقول: أعرض عن هذا لا تتكلم بشيء. الطائفة الأولى تقول: هل أراد الله استوى على العرش أي علا واستقر، أو أراد استولى عليه؟ يقول : يجوز هذا وهذا، أو لم يرد شيئا، يقول نعم يجوز، يمكن هذا وهذا.
وهذا لا شك أنه حكم، هذا حكم على الشيء بأنه يجوز أن يكون المراد به كذا أو كذا أو كذا أو إلى آخره.
أما الثانية : فإذا سألته ايش معنى : استوى الله على عرشه. قال : أنا معرض عن هذا، لا أحكم بشيء أبدا، ولا أتكلم بشيء في هذا الباب إطلاقا.
وكلا الطائفتين أو كلتا الطائفتين ضالتان، لأننا كوننا نجوز هذا وهذا وهذا في أشياء لا تليق بالله هذا حرام، فما لا يليق بالله لا يمكن أن يجوز.
والثانية، كوننا نعرض عن هذا كله مخالف لقوله تعالى : كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ووقوع فيما أنكر الله حيث قال عز وجل : أفلم يدبروا القول وهذا الاستفهام للإنكار، فالله أمرنا بالتدبر لنثبت المعنى الذي دل عليه اللفظ.
وبهذا عرفنا أن خير الأقسام وأوجب الأقسام بالاتباع هم الذين قالوا تجرى على ظاهرها، ايش؟ اللائق بالله سبحانه وتعالى. فعندما تقرأ : الرحمان على العرش استوى تثبت أنه علا على العرش، لكن لا يجوز أن يدور في ذهنك أنه كاستوائنا على السرير، لا يجوز هذا إطلاقا، ليش؟ لتباين ما بين الخالق والمخلوق.
كذلك عندما تقرأ : بل يداه مبسوطتان لا يمكن أبدا أن تتصور أن هاتين اليدين كأيدينا أبدا، ولا يحل لك أن تقرن هذا بهذا لأن الله ليس كمثله شيء حتى لو قال لك الذهن إن يدي الله عز وجل كيد الإنسان يجب أن تطرد هذا عن ذهنك وأن لا تفكر فيه، إذ من الجائز أن تكون يد الله عز وجل ليست كيد الإنسان تكون كيد شيء آخر غير الإنسان، أليس كذلك؟ طيب، إذا كان الأمر هكذا، فالواجب أن نتوقف عن تقدير التمثيل وتخيله، فنقول: لله تعالى يد حقيقية يأخذ بها ويقبض، نعم، ولكنها لا تشبه أيدي المخلوقين.
ويجب علينا أيها الإخوة أن نبعد عن مخيلتنا تصور كل شيء من صفات الله سواء كانت فعلية أو خبرية، لأننا لا نحيط به سبحانه وتعالى.
الفتاوى المشابهة
- شرح قول المصنف : قوله : (فإن تولوا فقل حسبي... - ابن عثيمين
- ثم تكلم على القول بأن الله قاعد على العرش . - الالباني
- شرح قول المصنف : وقوله (......يقولون هل لنا... - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى:(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اس... - ابن باز
- هل هذا في كل بلد حتى في البلاد التي تحكم بغي... - ابن عثيمين
- ما الواجب على المسلم الذي يعيش في دولةٍ لا تحك... - الالباني
- تتمة شرح قول المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : في سورة الأعراف قوله : ( إن... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف: " والفرق بين هاتين الطائفتين... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف: " وأما الطائفتان الذين توقفو... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف: " والفرق بين هذه الطائفة وال... - ابن عثيمين