تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث ( جاء أعرابيٌ فبال في طائفة المسج... - ابن عثيمينالشيخ : في هذا الحديث فوائد كثيرة: منها جهالة الأعرابيّ وأنّهم أهل الجهل وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم في آخر التّوبة:  الأعراب أشدّ كفرا ونفاقا و...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث ( جاء أعرابيٌ فبال في طائفة المسجد ...).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : في هذا الحديث فوائد كثيرة: منها جهالة الأعرابيّ وأنّهم أهل الجهل وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم في آخر التّوبة: الأعراب أشدّ كفرا ونفاقا وأجدر ألاّ يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم ومن الأعراب من يتّخذ ما ينفق مغرما ويتربّص بكم الدّوائر عليهم دائرة السّوء والله سميع عليم هذان قسمان، ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتّخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرّسول ألا إنّها قربة لهم لكن الغالب على الأعراب هو الجهل. ومن ثمّ نرى أنّه من الحاجة الشّديدة أنّ طلبة العلم يجوبون الفيافي من أجل أن يذكّروا هؤلاء الأعراب ويبصّرونهم لا سيما إذا كان طالب العلم معروفًا عندهم يقبلون قوله.
ومن فوائد هذا الحديث: أنّه يجب تطهير أرض المسجد لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمر أن إيش؟
الطالب : يراق.

الشيخ : يراق عليه.
ومن فوائده: تحريم البول في المسجد لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لم ينكر إنكار الصّحابة على الأعرابيّ وإنّما قال: لا تزرموه .
ومن فوائد هذا الحديث: وجوب المبادرة لإنكار المنكر، لماذا؟ لأنّ الصّحابة بادروا بإنكار المنكر، لكن نقول في هذه المسألة ما لم يكن تأخيره أصلح، فإن كان تأخيره أصلح كان أولى، فهذا الأعرابيّ بقي يبول في المسجد لأنّه أصلح، وبناء على ذلك لو رأينا شخصًا عند قبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يدعو النّبيّ يا محمّد! يا محمّد! يا محمّد ارزقني افعل افعل، هل نصيح به؟ أجيبوا؟
الطالب : لا.

الشيخ : ما نصيح به، ندعه خلّيه يطيب خاطره وإذا انتهى أمسكناه وقلنا يا أخي، نعم أقول يا أخي لأنّه لم يكفر، هذا جاهل وإلاّ ما نقول يا أخي وهو مشرك، هذا ما يصلح، ما يصلح، دعاء غير الله غلط ما أقول شرك حتى يطمئنّ أكثر، أرأيت هل الرّسول يقدر أن يجيبك أو الله يقدر؟ هو سيقول الله، إذا كان يقول الله نقول ادع الله وحده لا تدع الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، ادع الله فهو خير لك من دعاء الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لأنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لا يملك لنا ضرًّا ولا رشدًا، ولا يعلم الغيب، ولا يقول إنّي ملك، فادع الله وحده وحينئذ حين اطمأنّ وارتاح يبيّن له أنّ هذا شرك وأنّه لو مات على ذلك لكان من أهل النّار.
من فوائد هذا الحديث: حسن رعاية النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم للأمّة وذلك لأنّه نهى الصّحابة أن يزجروه لما يترتّب عن قيامه من بوله من المضارّ، فمن المضارّ أنّهم يقطعون عليه بوله وقطع البول مع استعداده للخروج ضرر ويضرّ المثانة ويضرّ مجاري البول، وأيضًا لو قام فهو بين أمرين إمّا أن يقف البول وإمّا أن يستمرّ،، قصدي إمّا أن يبقى مكشوف العورة وحينئذ إيش؟ تنكشف عورته أمام النّاس، وإمّا أن يسترها وحينئذ يتلوّث ثوبه إزاره أو ما أشبه ذلك، وإن بقي أيضا رافع الثّوب والبول ينزل تنجّس بذلك مساحة أكثر.
ومن فوائد الحديث: أنّ الأرض لا تطهر إلاّ بالماء يعني فلا تطهر بالشّمس والرّيح، وجه ذلك أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أمر أن يراق على بوله ذنوب من ماء، وقال بعض أهل العلم: إنّ الأرض تطهر بالشّمس والرّيح وأجابوا عن الحديث بأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أراد المبادرة بالتّطهير، لأنّه لو تركها حتى تطهر بالشّمس والرّيح قد تبقى يومين أو ثلاثًا أو أكثر، وإزالة النّجاسة من المسجد واجبة على الفور وهذا لا يحصل إلاّ بالماء.
ومن فوائد هذا الحديث: أنّ تطهير المساجد من النّجاسة فرض كفاية، وجهه: أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أمرهم ولم يشارك ولو كان فرض عين لكان أوّل الفاعلين له، لكنّه فرض كفاية وعلى هذا فمن رأى نجاسة في المسجد وجب عليه أن يزيلها فإن لم يتمكّن وجب عليه أن يخبر المسؤول عن تطهير المسجد وتنظيفه.
ومن فوائد هذا الحديث: الأخذ بالقاعدة المشهورة المعروفة أنّه إذا لم يمكن إزالة المنكر إلاّ بما هو أنكر فإنّنا لا ننكر لماذا؟ لأنّ ارتكاب أخفّ المنكرين أولى من ارتكاب أعظم المنكرين وهذا واضح، لأنّه إذا كان ينتقل إلى منكر أعظم معناه أنّه جاء بالمنكر الأوّل وزيادة وهذا لا شكّ أنّه زيادة في المعصية والنّكارة.
ومن فوائد هذا الحديث: أنّه ينبغي لمن أنكر المنكر أن يبيّن السّبب، لأنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لمّا بيّن للأعرابيّ أنّ هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر بيّن لماذا بنيت، والأعرابي لا يدري جاء إلى برحة واسعة يحسبها كسائر المحلاّت الواسعة.
ومن فوائد هذا الحديث: أنّه ينبغي بل يجب على الإنسان أن ينزّل كلّ إنسان منزلته، لو أنّ هذا الذي حصل له بول في المسجد كان رجلا من أهل المدينة ممّن يعرفون الأحكام الشّرعيّة ما نعاملهم هذه المعاملة لكن عاملنا هذا الأعرابيّ لأنّ الغالب عليه؟
الطالب : الجهل.

الشيخ : الجهل، وعلى هذا فيكون من قواعد الشّريعة أنّ الإنسان ينزّل النّاس منازلهم، هل يؤخذ من هذا الحديث نجاسة البول؟
الطالب : نعم.

الشيخ : نعم، يؤخذ من هذا نجاسة البول لأنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أمر بتطهير الأرض منه، وعلى هذا فالذي يخرج من الإنسان من بول أو غائط يكون نجسًا، أمّا العرق والرّيق والقيء والدّم وما أشبه ذلك فمحلّ خلاف بين العلماء ولكن الذي يتبيّن أنّه ليس بنجس لأنّه ليس في الكتاب والسّنّة ما يدلّ على نجاسته والأصل الطّهارة وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّ المؤمن لا ينجس وإذا كان الإنسان إذا قطع منه عضو كيده أو رجله فإنّ هذا العضو المقطوع طاهر مع أنّه مشتمل على الدّم، فالدّم الذي يخلفه غيره من باب أولى، لكن جمهور العلماء على نجاسة دم الإنسان إلاّ أنّه يعفى عن يسيره فمن احتاط لدينه وقال إنّ غسله أحوط فلا حرج عليه.

Webiste