وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال :( ابدأوا بما بدأ الله به ). أخرجه النسائي هكذا بلفظ الأمر ، وهو عند مسلم بلفظ الخبر .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال : " وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابدؤوا بما بدأ الله به " :
جابر هو: ابن عبد الله بن حرام رضي الله عنه ، روى صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم على وجه موسع مجموع ، ولهذا يصح أن يكون هذا الحديث منسكًا كما فعله الألباني في * صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم * جعله هو الأصل، وجعل يلحق الروايات التي ليست موجودة فيه، فهو بحق منسَك، ولهذا نرى أن ما وجد مِن أحاديث تعارضه فإنه يكون مقدماً عليها ، لأنه تابع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حين أحرم إلى أن حل .
وهذا الحديث رواه مسلم بلفظ : أبدأ بما بدأ الله به ، وهو أنه عليه الصلاة والسلام لما فرغ من طوافه صلى ركعتين خلف المقام ، ثم مسح الركن يعني الحجر الأسود ، ثم خرج من الباب باب المسجد إلى الصفا فلما دنا منه قرأ : إن الصفا والمروة من شعائر الله ، أبدأ بما بدأ الله به أبدأ بلفظ الخبر ، وإنما تلا عليه الصلاة والسلام هذه الآية ثم قال : أبدأ بما بدأ لله به ليشعر نفسه أنه إنما طاف بين الصفا والمروة وبدأ بالصفا امتثالا لأمر الله، وهكذا ينبغي لنا نحن إذا فعلنا ما أمر الله به أن نستشعر حين فعله أننا ممتثلون لأمر الله عز وجل، لأن هذا يعطي الإنسان زيادة في الإخلاص واستحضار العبادة ، عند الوضوء تشعر أنك إذا غسلت وجهك تمتثل لقول الله : فاغسلوا وجوهكم إذا غسلت يديك كذلك ، عند الصلاة تستشعر أن الله أمرك بإقامتها ، عند صلاة العصر تستشعر أنك تصلي الصلاة الوسطى التي أمر الله تعالى بالمحافظة عليها بخصوصها وهلم جرَّا ، المهم أنه ينبغي لنا أن نستشعر عند فعل الأوامر إيش ؟
أننا نمتثل لأمر الله عز وجل.
وقوله عليه الصلاة والسلام : أبدأ بما بدأ الله به فيه إشارة إلى أن ما بدأ الله به فهو أهم مما يليه وهو كذلك.
ومن ثم قال العلماء رحمهم الله في آية الصافات : إنما الصدقات للفقراء قالوا : إن الفقراء أشد حاجة من المساكين، لأن الله بدأ بهم، وإنما يُبدأ بالأهم فالأهم .
وقوله : بما بدأ الله به نعم لأن الله قال : إن الصفا والمروة ، أما لفظ النسائي فقال : ابدؤوا بما بدأ الله به بلفظ الأمر، وهذا أعني: لفظ الأمر صريح في أن النبي صلى الله عليه وسلم وجه الأمر إلى أمته في هذه العبادة بخصوصها، أما على رواية مسلم: أبدأ فإننا في الحقيقة مأمورون بأن نبدأ بما بدأ الله به تأسيا بمن ؟
برسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه وإن كان قاله بلفظ الخبر منفذا لأمر الله لكنه بالنسبة لنا هو في الحقيقة كأمر، لأن الله أمرنا أن نتأسى برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لكنه يكون أمرًا غير مباشر ، بل عن طريق التأسي، فإن قال قائل : هذا الحديث في الحج فلماذا جاء به المؤلف في كتاب الوضوء ؟ قلنا : ليبين أن هذا الحديث عامٌ في أننا مأمورون أن نبدأ بما بدأ الله به، انتبه يتفرع على هذا أن نبدأ بغسل الوجه، ثم اليدين، ثم الرأس، ثم الرجلين لأن الله بدأ بذلك كذلك .
جابر هو: ابن عبد الله بن حرام رضي الله عنه ، روى صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم على وجه موسع مجموع ، ولهذا يصح أن يكون هذا الحديث منسكًا كما فعله الألباني في * صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم * جعله هو الأصل، وجعل يلحق الروايات التي ليست موجودة فيه، فهو بحق منسَك، ولهذا نرى أن ما وجد مِن أحاديث تعارضه فإنه يكون مقدماً عليها ، لأنه تابع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حين أحرم إلى أن حل .
وهذا الحديث رواه مسلم بلفظ : أبدأ بما بدأ الله به ، وهو أنه عليه الصلاة والسلام لما فرغ من طوافه صلى ركعتين خلف المقام ، ثم مسح الركن يعني الحجر الأسود ، ثم خرج من الباب باب المسجد إلى الصفا فلما دنا منه قرأ : إن الصفا والمروة من شعائر الله ، أبدأ بما بدأ الله به أبدأ بلفظ الخبر ، وإنما تلا عليه الصلاة والسلام هذه الآية ثم قال : أبدأ بما بدأ لله به ليشعر نفسه أنه إنما طاف بين الصفا والمروة وبدأ بالصفا امتثالا لأمر الله، وهكذا ينبغي لنا نحن إذا فعلنا ما أمر الله به أن نستشعر حين فعله أننا ممتثلون لأمر الله عز وجل، لأن هذا يعطي الإنسان زيادة في الإخلاص واستحضار العبادة ، عند الوضوء تشعر أنك إذا غسلت وجهك تمتثل لقول الله : فاغسلوا وجوهكم إذا غسلت يديك كذلك ، عند الصلاة تستشعر أن الله أمرك بإقامتها ، عند صلاة العصر تستشعر أنك تصلي الصلاة الوسطى التي أمر الله تعالى بالمحافظة عليها بخصوصها وهلم جرَّا ، المهم أنه ينبغي لنا أن نستشعر عند فعل الأوامر إيش ؟
أننا نمتثل لأمر الله عز وجل.
وقوله عليه الصلاة والسلام : أبدأ بما بدأ الله به فيه إشارة إلى أن ما بدأ الله به فهو أهم مما يليه وهو كذلك.
ومن ثم قال العلماء رحمهم الله في آية الصافات : إنما الصدقات للفقراء قالوا : إن الفقراء أشد حاجة من المساكين، لأن الله بدأ بهم، وإنما يُبدأ بالأهم فالأهم .
وقوله : بما بدأ الله به نعم لأن الله قال : إن الصفا والمروة ، أما لفظ النسائي فقال : ابدؤوا بما بدأ الله به بلفظ الأمر، وهذا أعني: لفظ الأمر صريح في أن النبي صلى الله عليه وسلم وجه الأمر إلى أمته في هذه العبادة بخصوصها، أما على رواية مسلم: أبدأ فإننا في الحقيقة مأمورون بأن نبدأ بما بدأ الله به تأسيا بمن ؟
برسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه وإن كان قاله بلفظ الخبر منفذا لأمر الله لكنه بالنسبة لنا هو في الحقيقة كأمر، لأن الله أمرنا أن نتأسى برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لكنه يكون أمرًا غير مباشر ، بل عن طريق التأسي، فإن قال قائل : هذا الحديث في الحج فلماذا جاء به المؤلف في كتاب الوضوء ؟ قلنا : ليبين أن هذا الحديث عامٌ في أننا مأمورون أن نبدأ بما بدأ الله به، انتبه يتفرع على هذا أن نبدأ بغسل الوجه، ثم اليدين، ثم الرأس، ثم الرجلين لأن الله بدأ بذلك كذلك .
الفتاوى المشابهة
- عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال: سمع... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول ا... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة... - ابن عثيمين
- الحج فرضيته وصفة حج النبي صلى الله عليه وسلم . - ابن عثيمين
- معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تقوم ا... - الالباني
- معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساع... - الالباني
- شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال... - ابن عثيمين
- معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تقوم ا... - الالباني
- فوائد حديث ( ابدأوا بما بدأ الله به ). - ابن عثيمين
- حديث ابدؤوا بما بدء الله به، وفي لفظ أبدأ بما... - الالباني
- وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما في صفة حج... - ابن عثيمين