قال الله تعالى : << ولقد تركنا منهآ ءاية بينة لقوم يعقلون >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
التفسير
قال تعالى -نبدأ الدرس الجديد-: وَلَقَد تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [العنكبوت:35] الجملة في قوله: ولقد تركنا مؤكدة بثلاث مؤكدات وهي القسم واللام وقد، تركنا منها أي أبقَيْنا منها، الترك هنا بمعنى الإبقاء وهو ظاهِر في اللغة العربية تقول: أخذت هذا وتركْت هذا يعني أبقَيْت، تركنا منها آيةً بيِّنَة يعني أبقينا مِن هذه القضية آيةً بيِّنَةً، آيَة بمعنى علامة، وبيِّنة بمعنى ظاهِرة واضحة، قال المؤلف: " ظاهرة هي آثَارُ خرابِها " نعم سورة الصافات وإنَّكم لتمَرُّون عليهم مُصبحين * وبالليل أفلا تعقِلُون فكان العرَب يمرُّون على هذه القُرْى ذاهِبِين وجَاءِين إلى الشام فَيرَوْن مِن آثار العذاب ما هو ظاهِر لكنهم لا يستبصرون ولهذا قال: لقوم يعقلون قال المؤلف: " يتدبرون " هذه لقوم متعَلِّقَة بـتركنا ولا بـبينة؟
الطالب: بينة
الشيخ : نعم يجوز الوجهان يجوز أن يكون المعنى بينَةً للعاقلين ويجوز المعنى تركنَاها للعاقلين، وقوله: لقوم يعقلون العقل سبق لنا أنَّه ينقسم إلى قسمين: عقلٌ يُرادُ به الإدراك وعقلٌ يراد به الرُّشْد، العقل الذي يراد به الإدراك هو مَنَاط التكليف الذي يقول الفقهاء: مِن شروط هذه العبادة مثلًا التمييز والعقل، وعقل الرُّشْد هو مناط المدح والذمّ يعني الذي يُمدَح عليه الإنسان ويُذَمّ، والذي يُوجَد في القرآن غالبا هذا ولَّا الأول؟ هذا لكن في كلام أهل العلم يراد بالعقل المعنى الأول الذي هو الإدراك، أقول إن العقل الثاني الرُّشد وهو مناط المدح والذم ومعنى ذلك أن يكون الإنسانُ حَسَنَ التصرف بحيث يعقِلُه ما معَه مِن الإدراك عمَّا يضُرُّه إلى ما ينفعُه، هذا هو الذي يراد هنا في هذه الآية لقوم يعقلون المراد به عَقْل الرشد الذي يحْجِزُك عما يضُرُّك إلى ما ينفعك، وقول المؤلف " يتدبرون "هذا في الحقيقة ليس تفسيرًا مطابقًا لِلَّفظ لأنَّ التدبُّر هو سابِقٌ على العقل فالإنسان يتدَبَّر أولًّا ويعرِف النافع والضار ثم يعقِل فَيتبع ما ينفعه ويدَع ما يضُرُّه، تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون يعني وأمَّا من لا يعقلون فإنَّهم لا ينتفعون بالآيات ولا يتعظون بها، نعم يعقِلُون المراد بالعَقْل الرُّشد ما هو معناها اللي لَأن العاقل إذا مَرّ بها وهو غير مجنون رآها لكن ما ينتفع بها ما تكون عنده آيةً بينة،
الطالب: ...
الشيخ : نعم لا لا، يعقلون يعني يُحسِنُون التصرف ويرشدون بذلك، لأَنَّ الآية إذا لم تنفَع فليست بآية،
الطالب: .. بالنسبة ...
الشيخ : هذا مبْنِيٌّ على ما سبَق في تفسير ... يقول هل المراد مَن شاهدها أو مَن بلغَه علمُها؟ نحنا سبق أن ذكرْنا في تفسير كلمة في القرآن ما يدُلُّ على هذا في البقرة وش؟ السَّيْرُ في الأرض الذي أمَرَ الله به هل هو سيرٌ بالقدَم أو سيرٌ بالقلب أو بهما؟
الطالب: بهما ...
الشيخ : يعني بهما على انفراد وعلى اجتماع واضح؟ فهنا نقول: تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون يشمل مَن رآها وشاهدَها ومِن سمع به وبلَغَتْه
قال تعالى -نبدأ الدرس الجديد-: وَلَقَد تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [العنكبوت:35] الجملة في قوله: ولقد تركنا مؤكدة بثلاث مؤكدات وهي القسم واللام وقد، تركنا منها أي أبقَيْنا منها، الترك هنا بمعنى الإبقاء وهو ظاهِر في اللغة العربية تقول: أخذت هذا وتركْت هذا يعني أبقَيْت، تركنا منها آيةً بيِّنَة يعني أبقينا مِن هذه القضية آيةً بيِّنَةً، آيَة بمعنى علامة، وبيِّنة بمعنى ظاهِرة واضحة، قال المؤلف: " ظاهرة هي آثَارُ خرابِها " نعم سورة الصافات وإنَّكم لتمَرُّون عليهم مُصبحين * وبالليل أفلا تعقِلُون فكان العرَب يمرُّون على هذه القُرْى ذاهِبِين وجَاءِين إلى الشام فَيرَوْن مِن آثار العذاب ما هو ظاهِر لكنهم لا يستبصرون ولهذا قال: لقوم يعقلون قال المؤلف: " يتدبرون " هذه لقوم متعَلِّقَة بـتركنا ولا بـبينة؟
الطالب: بينة
الشيخ : نعم يجوز الوجهان يجوز أن يكون المعنى بينَةً للعاقلين ويجوز المعنى تركنَاها للعاقلين، وقوله: لقوم يعقلون العقل سبق لنا أنَّه ينقسم إلى قسمين: عقلٌ يُرادُ به الإدراك وعقلٌ يراد به الرُّشْد، العقل الذي يراد به الإدراك هو مَنَاط التكليف الذي يقول الفقهاء: مِن شروط هذه العبادة مثلًا التمييز والعقل، وعقل الرُّشْد هو مناط المدح والذمّ يعني الذي يُمدَح عليه الإنسان ويُذَمّ، والذي يُوجَد في القرآن غالبا هذا ولَّا الأول؟ هذا لكن في كلام أهل العلم يراد بالعقل المعنى الأول الذي هو الإدراك، أقول إن العقل الثاني الرُّشد وهو مناط المدح والذم ومعنى ذلك أن يكون الإنسانُ حَسَنَ التصرف بحيث يعقِلُه ما معَه مِن الإدراك عمَّا يضُرُّه إلى ما ينفعُه، هذا هو الذي يراد هنا في هذه الآية لقوم يعقلون المراد به عَقْل الرشد الذي يحْجِزُك عما يضُرُّك إلى ما ينفعك، وقول المؤلف " يتدبرون "هذا في الحقيقة ليس تفسيرًا مطابقًا لِلَّفظ لأنَّ التدبُّر هو سابِقٌ على العقل فالإنسان يتدَبَّر أولًّا ويعرِف النافع والضار ثم يعقِل فَيتبع ما ينفعه ويدَع ما يضُرُّه، تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون يعني وأمَّا من لا يعقلون فإنَّهم لا ينتفعون بالآيات ولا يتعظون بها، نعم يعقِلُون المراد بالعَقْل الرُّشد ما هو معناها اللي لَأن العاقل إذا مَرّ بها وهو غير مجنون رآها لكن ما ينتفع بها ما تكون عنده آيةً بينة،
الطالب: ...
الشيخ : نعم لا لا، يعقلون يعني يُحسِنُون التصرف ويرشدون بذلك، لأَنَّ الآية إذا لم تنفَع فليست بآية،
الطالب: .. بالنسبة ...
الشيخ : هذا مبْنِيٌّ على ما سبَق في تفسير ... يقول هل المراد مَن شاهدها أو مَن بلغَه علمُها؟ نحنا سبق أن ذكرْنا في تفسير كلمة في القرآن ما يدُلُّ على هذا في البقرة وش؟ السَّيْرُ في الأرض الذي أمَرَ الله به هل هو سيرٌ بالقدَم أو سيرٌ بالقلب أو بهما؟
الطالب: بهما ...
الشيخ : يعني بهما على انفراد وعلى اجتماع واضح؟ فهنا نقول: تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون يشمل مَن رآها وشاهدَها ومِن سمع به وبلَغَتْه
الفتاوى المشابهة
- شرح قول المصنف: " وهم يزعمون أنهم وفقوا بهذه... - ابن عثيمين
- الرد على من قدم العقل على النقل من خمسة أوجه - ابن عثيمين
- في قوله تعالى : (( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون... - ابن عثيمين
- لماذا لا نترك الإستدلال بالعقل حتى لا نشابه... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (إن الذين ينادونك من وراء... - ابن عثيمين
- ثانيا : العقل. - ابن عثيمين
- العقل - ابن عثيمين
- ما قولكم فيمن يستدل على الأسماء والصفات بالع... - ابن عثيمين
- بيان المراد بالعقل في قوله تعالى: (( أفلا تع... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << ولقد تركنا منهآ ءاية ب... - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : << ولقد تركنا منهآ ءاية بين... - ابن عثيمين