قال الله تعالى : << و إلى مدين أخاهم شعيبا فقال ياقوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الأخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال تعالى: وإلى مدين أخاهم شعيبًا يقول المؤلف: وأَرْسَلْنَا إلى مَدْين فعلى هذا يكون أخاهم مفعول لِفعل محذوف تقديرُه: أرسلنا وقال أخاهم ولم يقل أخوهم ليش؟
الطالب: اسم من الأسماء الخمسة.
الشيخ : لأنَّه اسم مِن الأسماء الخمسة إن كنَّا مِن أهل الأجرومية أو السِّتَّة لِأهل الألفية، طيب أخاهم شعيبًا الأُخُوَّة هنا ليست في الدين قطعًا، لأنَّ الكفار ليسوا إخوةً للمؤمنين إذًا فهي أُخُوَّة قيل: عند بعض الناس أُخُوَّة إنسانِيَّة وقالوا: إنَّ الكافر والمؤمن أخَوَان في الإنسانية لأنَّ هذا ليس حِمارًا وهذا بشرًا كلُّهم بشَر فالمراد بالأُخوة: الإنسانية وقال إنه يجوز أن تقول: إنَّ هذا أخِي لِلكافر لأنَّك مُشتَرِكٌ معه في الإنسانية ما رأيكم في هذا؟ المهم على كُل حَال يعني بدون عاطفة نحن نُريد أن نبحثَها بعقل بدون عاطفة، العاطفة لا شك أنَّنا نُنكر هذا مِن أول وهْلَة لكن لو قال: أخي في الإنسانية لأنَّنا سمعنا واحد يتكلم في مسجد مِن المساجد يعظ الناس ويقول: هؤلاء إخوتُنا في الإنسانية ما ينبغي أن نُغَلِّظ عليهم ونفعل ونفعل
الطالب: يُرَدّ عليهم أولًّا مِن سورة البينة المؤمنون خير البرية والكافِرُون شَرُّ البرية وهُم إِخْوة للقردة والخنازير فكيف يكونوا إخوة لنا؟ قوله تعالى في سورة الممتَحِنَة عن إبراهيم كفرْنا بكم وبَدَا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحدَه كيف تكون أُخُوَّة وهو قد كَفَر بهم وبَدَا بيننا وبينهم العداوة ويقول: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصم البكم الذين لا يعقلون
الشيخ : الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
الطالب: قد يقولون ليس المراد الأخوة المعروفة .... وإنَّما المراد بها الأخوة التي تتعلق بـ...البشرية ... المساواة.
الشيخ : يعني مُطْلَق الموَافَقَة والمشَابَهَة؟ على كل حال نرد عليهم فنقول هذا شعيب عليه الصلاة والسلام قال الله هنا: وإلى مدين أخَاهم شعيبًا وقال في سورة الشعراء: كَذَّب أصْحَاب الأَيْكَة المُرْسِلين * إذ قال لهم شُعَيْب ما قال أُخُوهم قال أهل العلم: لأنَّ أهْل مدين كان شعيب منهم وهو أخُوهم في النسب، وأصحاب الأيكة ليس منهم فهي قرْيَة حَوْل مدين أرسلَه الله إليهم ولهذا لم يقُل أخوهم نعم بل قال: إذ قال لهم شعيب ولو كانت الأخوة هي الإنسانية في مثل وإلى عاد أخاهم هودًا وإلى ثمود أخاهم صالحًا وما أشبه ذلك لو كان المراد بالأُخُوَّة الإنسانية لكان يُقال أيضًا في أصحاب الأيكة: إنَّه أخوهم ثم إنَّ الأُخُوَّة في اللغة العربية ما هي بمطلق الموافقة البشرية إذا تتبعناها وجدنا أنها إمَّا في النسب يكون الأصل الجامع بينهما نسبًا وهذا ..، وإما أن يكون الأصل الجامع بينهما هدفًا واحد يسعَى إليه الجميع، ومعلومٌ أنَّ الكافر والمسلم مختلِفَان في الهدف ولا يمكن أن يكون أحدُهما موافقًا للآخَر في الهدف .. لا نوافق على هذا القول مهما كان الأمر لأنّه في الحقيقة يؤدِّي إلى أنَّ أيَّ إنسان يقول إن هذه الكافر أخوه يحصُل له رِقَّة ولِين ومُوافقة ويسهل ما في النفوس مِن بُغْض الكفار، كنَّا كما يعرف الكثير منكم إذا قيل نصراني ويهودي يقف الشَّعْر ويتخوف الإنسان ويتهَيَّب لكن الآن صارَت المسألة تمُرُّ على القلب مرورَ الماء البارِد ولا أحد يتأثر إلَّا مَن شاء الله، وهذا له خطره العظيم نسأل الله السلامة،
الطالب: إذا قال: هذا قريني؟
الشيخ : والله أنا أُحِبّ أنه يتحاشى كل لفظ يدل على .... وعلى كل حال القَرين هذا الشيطان قرين للإنسان وهو عدو لكنّه في الوقت الحاضر تَدُلّ على المصاحَبة والموافَقَة والمرَافَقَة فالأولى البُعد عن كلِّ لفظٍ يدل على الاتفاق مع هؤلاء.
الطالب: هو قرين يعني .......
الشيخ : نعم إذا ردونا إلى آدم قلنا أنتم إخوتنا؟ ... لا على كل حال نحن ذكرناها لأن حقيقةً هذه وقعت وأحد الإخوان تكلَّم الإخوان اللي نعرف منهم الغَيْرَة يعني هو رجل طيب لكنَّه تكلَّم في هذه المسألة وقال إنهم أخوة وزعَم أنَّها الأخوة البشرية وإلى مدين أخاهم شعيبًا طيب مدين هو اسم للقبيلة ولَّا اسم للبلد؟
الطالب: .... ولما توجه تلقاء مدين
الشيخ : طيب هل شعيب أخٌ للبلد؟ طيب هو ما يُقال قرى مدين أو يقال مدين؟ ... وش الآية؟
الطالب: ... وقوم إبراهيم وقوم لوط * وأصحاب مَدين وكُذِّب موسى
الشيخ : أي نعم هذه القرينة ظاهرة أن المراد بها المكَان، يبقَى أخاهم هذا مِن باب إطلَاق القرية وإرادة الأهل يعني مثل إطلاق القرية وإرادَة الأهل وكذلك الآية التي ذكرها الأخ ولما توجه تلقاء مدين مع أنه ما هي صريحة الآية تلقاء يعني الإنسان يتوجه أيضًا تلقاء القوم ما هي صريحة
الطالب: ....
الشيخ : في احتمال وإذا قلنا بهذا أيضًا يدخل في الإشكال أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله وارجُوا اليوم الآخر يا قوم يا هذه نداء وقوم مُنادى مبنِي ولَّا معرب؟
الطالب: معرب
الشيخ : طيب، منادى منصُوبٌ على النداء وعلامَة نصبِه كسرةٌ ظاهرةٌ في آخره
الطالب: فتحة مقدَّرة في آخره
الشيخ : فتحة مقدَّرة على الياء المحذوفة
الطالب: ...
الشيخ : إذًا فتحة مقدَّرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة لالتقاء الساكنَين منع مِن ظهورها اشتغالُ المحل بحركة المناسَبَة، أعِد الإعراب يا غانم قومِ مُنادى منصوب نعم بفتحة
الطالب: مقدرة، على ما قبل الياء
الشيخ : على ما قبل الياء المحذوفة
الطالب: المحذوفة للتخفيف
الشيخ : للتخفيف، منَع مِن ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة طيب، قال: يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر اعبدوا الله أي تذلَّلُوا له بالطاعة، لأنَّ العبادة مأخوذة مِن التَّذَلُّل ومنه قولهم: طريق مُعَبَّد أي مُذَلَّل للسالكين فالعبادة إذًا التذلل لله تعالى بطاعته، والطاعة هي امتثال الأمر واجْتِنَاب النهي. عند الإِطلاق أمَّا إذا قُرنت فقيل: طاعة ومعصية صارَت الطاعة في الأوامر والمعاصِي في النواهي، قال اعبدوا الله أي أخلصوا له العبادة وحدَه لقوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25] فالمراد هنا بالعبادة أي إخْلَاصها إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى، وارجوا اليوم الآخر قال: " اخشوه وهو يوم القيامة " الرجَاء يُطلَق على الطمع في المحبُوب أَو لا؟ صحِيح هذا هو الأصل الطمع في المحبوبن ولهذا يقال: التمَنِّي والرجاء، ويطلق الرجاء بمعنى الخوف فهو إذًا مِن باب الأضداد، لأنَّ في اللغة العربية كلمات تدُلّ على المعنى وضِدِّه تُسَمَّى الأضداد، وألَّف عُلماء اللغة في هذا كتبًا تجدُها كلِمة واحدة تصلح لهذا ولهذا للشيء ولِضِدِّه، فهل هنا الرَّجَاء بمعنى الخوف ولَّا الرجاء بمعنى الطمع في المحبُوب؟ المؤلف حملَها على أنَّ المراد بها الخوف، وذلك لأنَّ المقام مقَام إنذار ويحتَمِل أن يكُون المرادُ بها الرجاء الذي هو الطمع في المحبوب لأنَّ اليوم الآخر فيه محبوب وفيه مكروه ولَّا لا؟ قال الله تعالى: فمنهم شقي وسعيد * فأما الذين شقوا ففي النار وأمَّا الذين سعدوا ففي الجنة لو قال لنا قائل: ألَا يجوز أن نَحْمِلَه على المعْنَيَيْن جميعًا ارجُوه خوفًا من العقاب وطمعًا في الثواب ما يصلح؟ يصلُح أن يكُون شاملًا للأمرَيْن وقد تقدَّم لنا أنَّ القول الراجح عندي وهو قول لبعض العلماء هو جواز استعمال المشترك في معنيَيْن إذا لم يحصُل تنافِي إذا لم يكُن بينهما تنَافِي بحيث أنه يكون اللفظ محتمل لهما على وجهٍ لا يتناقَض فمَا المانع من أن يُسْتَعْمَل في معنيَيْن والله أعلم.
تفسير أو بيان لِمَا أُرْسِلَ به، وفي قوله: يا قَومِ مِن التلطُّف ما هو ظاهِر لأنَّ قَوْمَ الرجل لا بُدَّ أن ينصُرُوه ويقبلُوا ما جاء
الطالب: اسم من الأسماء الخمسة.
الشيخ : لأنَّه اسم مِن الأسماء الخمسة إن كنَّا مِن أهل الأجرومية أو السِّتَّة لِأهل الألفية، طيب أخاهم شعيبًا الأُخُوَّة هنا ليست في الدين قطعًا، لأنَّ الكفار ليسوا إخوةً للمؤمنين إذًا فهي أُخُوَّة قيل: عند بعض الناس أُخُوَّة إنسانِيَّة وقالوا: إنَّ الكافر والمؤمن أخَوَان في الإنسانية لأنَّ هذا ليس حِمارًا وهذا بشرًا كلُّهم بشَر فالمراد بالأُخوة: الإنسانية وقال إنه يجوز أن تقول: إنَّ هذا أخِي لِلكافر لأنَّك مُشتَرِكٌ معه في الإنسانية ما رأيكم في هذا؟ المهم على كُل حَال يعني بدون عاطفة نحن نُريد أن نبحثَها بعقل بدون عاطفة، العاطفة لا شك أنَّنا نُنكر هذا مِن أول وهْلَة لكن لو قال: أخي في الإنسانية لأنَّنا سمعنا واحد يتكلم في مسجد مِن المساجد يعظ الناس ويقول: هؤلاء إخوتُنا في الإنسانية ما ينبغي أن نُغَلِّظ عليهم ونفعل ونفعل
الطالب: يُرَدّ عليهم أولًّا مِن سورة البينة المؤمنون خير البرية والكافِرُون شَرُّ البرية وهُم إِخْوة للقردة والخنازير فكيف يكونوا إخوة لنا؟ قوله تعالى في سورة الممتَحِنَة عن إبراهيم كفرْنا بكم وبَدَا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحدَه كيف تكون أُخُوَّة وهو قد كَفَر بهم وبَدَا بيننا وبينهم العداوة ويقول: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصم البكم الذين لا يعقلون
الشيخ : الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
الطالب: قد يقولون ليس المراد الأخوة المعروفة .... وإنَّما المراد بها الأخوة التي تتعلق بـ...البشرية ... المساواة.
الشيخ : يعني مُطْلَق الموَافَقَة والمشَابَهَة؟ على كل حال نرد عليهم فنقول هذا شعيب عليه الصلاة والسلام قال الله هنا: وإلى مدين أخَاهم شعيبًا وقال في سورة الشعراء: كَذَّب أصْحَاب الأَيْكَة المُرْسِلين * إذ قال لهم شُعَيْب ما قال أُخُوهم قال أهل العلم: لأنَّ أهْل مدين كان شعيب منهم وهو أخُوهم في النسب، وأصحاب الأيكة ليس منهم فهي قرْيَة حَوْل مدين أرسلَه الله إليهم ولهذا لم يقُل أخوهم نعم بل قال: إذ قال لهم شعيب ولو كانت الأخوة هي الإنسانية في مثل وإلى عاد أخاهم هودًا وإلى ثمود أخاهم صالحًا وما أشبه ذلك لو كان المراد بالأُخُوَّة الإنسانية لكان يُقال أيضًا في أصحاب الأيكة: إنَّه أخوهم ثم إنَّ الأُخُوَّة في اللغة العربية ما هي بمطلق الموافقة البشرية إذا تتبعناها وجدنا أنها إمَّا في النسب يكون الأصل الجامع بينهما نسبًا وهذا ..، وإما أن يكون الأصل الجامع بينهما هدفًا واحد يسعَى إليه الجميع، ومعلومٌ أنَّ الكافر والمسلم مختلِفَان في الهدف ولا يمكن أن يكون أحدُهما موافقًا للآخَر في الهدف .. لا نوافق على هذا القول مهما كان الأمر لأنّه في الحقيقة يؤدِّي إلى أنَّ أيَّ إنسان يقول إن هذه الكافر أخوه يحصُل له رِقَّة ولِين ومُوافقة ويسهل ما في النفوس مِن بُغْض الكفار، كنَّا كما يعرف الكثير منكم إذا قيل نصراني ويهودي يقف الشَّعْر ويتخوف الإنسان ويتهَيَّب لكن الآن صارَت المسألة تمُرُّ على القلب مرورَ الماء البارِد ولا أحد يتأثر إلَّا مَن شاء الله، وهذا له خطره العظيم نسأل الله السلامة،
الطالب: إذا قال: هذا قريني؟
الشيخ : والله أنا أُحِبّ أنه يتحاشى كل لفظ يدل على .... وعلى كل حال القَرين هذا الشيطان قرين للإنسان وهو عدو لكنّه في الوقت الحاضر تَدُلّ على المصاحَبة والموافَقَة والمرَافَقَة فالأولى البُعد عن كلِّ لفظٍ يدل على الاتفاق مع هؤلاء.
الطالب: هو قرين يعني .......
الشيخ : نعم إذا ردونا إلى آدم قلنا أنتم إخوتنا؟ ... لا على كل حال نحن ذكرناها لأن حقيقةً هذه وقعت وأحد الإخوان تكلَّم الإخوان اللي نعرف منهم الغَيْرَة يعني هو رجل طيب لكنَّه تكلَّم في هذه المسألة وقال إنهم أخوة وزعَم أنَّها الأخوة البشرية وإلى مدين أخاهم شعيبًا طيب مدين هو اسم للقبيلة ولَّا اسم للبلد؟
الطالب: .... ولما توجه تلقاء مدين
الشيخ : طيب هل شعيب أخٌ للبلد؟ طيب هو ما يُقال قرى مدين أو يقال مدين؟ ... وش الآية؟
الطالب: ... وقوم إبراهيم وقوم لوط * وأصحاب مَدين وكُذِّب موسى
الشيخ : أي نعم هذه القرينة ظاهرة أن المراد بها المكَان، يبقَى أخاهم هذا مِن باب إطلَاق القرية وإرادة الأهل يعني مثل إطلاق القرية وإرادَة الأهل وكذلك الآية التي ذكرها الأخ ولما توجه تلقاء مدين مع أنه ما هي صريحة الآية تلقاء يعني الإنسان يتوجه أيضًا تلقاء القوم ما هي صريحة
الطالب: ....
الشيخ : في احتمال وإذا قلنا بهذا أيضًا يدخل في الإشكال أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله وارجُوا اليوم الآخر يا قوم يا هذه نداء وقوم مُنادى مبنِي ولَّا معرب؟
الطالب: معرب
الشيخ : طيب، منادى منصُوبٌ على النداء وعلامَة نصبِه كسرةٌ ظاهرةٌ في آخره
الطالب: فتحة مقدَّرة في آخره
الشيخ : فتحة مقدَّرة على الياء المحذوفة
الطالب: ...
الشيخ : إذًا فتحة مقدَّرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة لالتقاء الساكنَين منع مِن ظهورها اشتغالُ المحل بحركة المناسَبَة، أعِد الإعراب يا غانم قومِ مُنادى منصوب نعم بفتحة
الطالب: مقدرة، على ما قبل الياء
الشيخ : على ما قبل الياء المحذوفة
الطالب: المحذوفة للتخفيف
الشيخ : للتخفيف، منَع مِن ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة طيب، قال: يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر اعبدوا الله أي تذلَّلُوا له بالطاعة، لأنَّ العبادة مأخوذة مِن التَّذَلُّل ومنه قولهم: طريق مُعَبَّد أي مُذَلَّل للسالكين فالعبادة إذًا التذلل لله تعالى بطاعته، والطاعة هي امتثال الأمر واجْتِنَاب النهي. عند الإِطلاق أمَّا إذا قُرنت فقيل: طاعة ومعصية صارَت الطاعة في الأوامر والمعاصِي في النواهي، قال اعبدوا الله أي أخلصوا له العبادة وحدَه لقوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25] فالمراد هنا بالعبادة أي إخْلَاصها إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى، وارجوا اليوم الآخر قال: " اخشوه وهو يوم القيامة " الرجَاء يُطلَق على الطمع في المحبُوب أَو لا؟ صحِيح هذا هو الأصل الطمع في المحبوبن ولهذا يقال: التمَنِّي والرجاء، ويطلق الرجاء بمعنى الخوف فهو إذًا مِن باب الأضداد، لأنَّ في اللغة العربية كلمات تدُلّ على المعنى وضِدِّه تُسَمَّى الأضداد، وألَّف عُلماء اللغة في هذا كتبًا تجدُها كلِمة واحدة تصلح لهذا ولهذا للشيء ولِضِدِّه، فهل هنا الرَّجَاء بمعنى الخوف ولَّا الرجاء بمعنى الطمع في المحبُوب؟ المؤلف حملَها على أنَّ المراد بها الخوف، وذلك لأنَّ المقام مقَام إنذار ويحتَمِل أن يكُون المرادُ بها الرجاء الذي هو الطمع في المحبوب لأنَّ اليوم الآخر فيه محبوب وفيه مكروه ولَّا لا؟ قال الله تعالى: فمنهم شقي وسعيد * فأما الذين شقوا ففي النار وأمَّا الذين سعدوا ففي الجنة لو قال لنا قائل: ألَا يجوز أن نَحْمِلَه على المعْنَيَيْن جميعًا ارجُوه خوفًا من العقاب وطمعًا في الثواب ما يصلح؟ يصلُح أن يكُون شاملًا للأمرَيْن وقد تقدَّم لنا أنَّ القول الراجح عندي وهو قول لبعض العلماء هو جواز استعمال المشترك في معنيَيْن إذا لم يحصُل تنافِي إذا لم يكُن بينهما تنَافِي بحيث أنه يكون اللفظ محتمل لهما على وجهٍ لا يتناقَض فمَا المانع من أن يُسْتَعْمَل في معنيَيْن والله أعلم.
تفسير أو بيان لِمَا أُرْسِلَ به، وفي قوله: يا قَومِ مِن التلطُّف ما هو ظاهِر لأنَّ قَوْمَ الرجل لا بُدَّ أن ينصُرُوه ويقبلُوا ما جاء
الفتاوى المشابهة
- قال الله تعالى : << ولقد أرسلنآ إلى ثمود أخا... - ابن عثيمين
- شرح قول ابن مالك رحمه الله : وعامل الحال بها... - ابن عثيمين
- علاقة الشيخ بشعيب الأرناؤوط. - الالباني
- فوائد الآية (( كلوا واشربوا من رزق الله ولا... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( كلوا واشربوا من رزق ال... - ابن عثيمين
- هل أهل مدين هم أصحاب الأيكة ؟ - ابن عثيمين
- جاء في القرآن عن بعض الأنبياء قوله تعالى ((... - ابن عثيمين
- المراد بالأخوة بين شعيب ومدين أخوة النسب - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : << وإلى مدين أخاهم شعيبا... - ابن عثيمين
- تتمة تفسير قوله تعالى : << و إلى مدين أخاهم... - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : << و إلى مدين أخاهم شعيبا ف... - ابن عثيمين