تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قول الله تعالى : (( وليس عليكم جناح في... - ابن عثيمينوهو اسم ليس مؤخر و  عليكم  جار ومجرور خبره مقدم  َلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ  في ذلك أي في دعائهم لغير آبائهم يعني أن الإنسان لو...
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : (( وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم ... ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وهو اسم ليس مؤخر و عليكم جار ومجرور خبره مقدم َلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ في ذلك أي في دعائهم لغير آبائهم يعني أن الإنسان لو أخطأ فدعا شخصاً لغير أبيه فإنه ليس عليه إثم لأنه أخطأ والخطأ مرفوع عن هذه الأمة وفي قوله : َلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ المؤلف يقول في ذلك" فكأنه خص الآية "والصواب أنها عامة لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فإذا كان السبب هو دعوة الإنسان إلى غير أبيه فإنه لا يقتضي تخصيص هذا العام بهذه المسألة... لأن العبرة للقاعدة المقررة أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وهذه القاعدة لها أدلة من القرآن والسنة فمن القرآن قوله تعالى : قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ [المجادلة1 :2]فالسبب خاص ولكن الحكم عام وكذلك في السنة رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً في السفر قد ظلل عليه وحوله زحام من الناس فقال : ما هذا قالوا صائم فقال : ليس من البر الصيام في السفر إلا أن هنا أي في الحديث الذي ذكرت فيه أن قوله : ليس من البر الصيام في السفر إذا قلنا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فإنه يشكل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم في السفر كما في حديث أبي الدرداء ما فينا صائم إلا رسول صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة ...فكيف نجيب عن هذا الحديث ليس من البر هل النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل براً ؟ كلا نقول كما أشار ابن دقيق العيد لهذه المسألة " إن العبرة بعموم اللفظ لكن يراعى المعنى الذي من أجله وردت هذه الصيغة " ما هو المعنى ؟ هو المشقة فنقول العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب أي أنه لا يختص هذا الحكم بهذا الرجل بعينه لكنه عام في جميع الناس إلا أنه يجب أن نراعي المعنى الذي من أجله وردت هذه الصيغة العامة وهو المشقة فنقول ليس من البر الصيام في السفر إذا أدى إلى مثل هذه الحالة وهذا واضح جداً فهل هذا خرج عن القاعدة العبرة بعموم اللفظ ؟ لا لأنه لو خص الحكم بالرجل المعين لكان خارجاً عن القاعدة لكنه ما خص به نقول أنه عام لكل من صام ولحقه من المشقة ما لحق هذا الرجل إذاً لفالحديث م يخرج عن القاعدة هكذا يا خالِد ؟ ماذا قلت ؟ إذاً قوله تعالى : َلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ لا يختص فيمن دعا رجلاً لغير أبيه مخطئاً بل هو عام وهذه القاعدة العظيمة في الشريعة الإسلامية سيأتي إن شاء الله تعالى بيان ما يترتب عليها من الفوائد ثم قوله : َلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ ظاهره العموم في المأمورات وفي المنهيات ولكن من تدبر النصوص وجد أن هذا خاص في المنهيات فقط أن الإنسان ليس عليه جناح فيما أخطأ به أما في المأمورات فليس عليه جناح فيما أخطأ به ولكن هذه المأمورات إذا كان خطأه مخلاً بصحتها فلابد من إعادتها على وجه صحيح خذوا بالكم فهنا بالنسبة للمنهيات ليس عليه جناح ولا تبعة ولا أثر لكن بالنسبة للمأمورات ليس عليه جناح فيما أخطأ به إلا أنه إذا كان هذا الخطأ مخلا ًبصحة المأمور فإنه يجب إعادة المأمور على وجه صحيح انظر إلى الرجل الأعرابي الذي صلى بغير طمأنينة مخطئاً والا عامداً ؟ مخطئاً لأنه جاهل يقول " والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني " هل النبي عليه الصلاة والسلام تركه أو أمره أن يعيد الصلاة ؟ أمره أن يعيد الصلاة فلهذا نقول إنه ليس عليه إثم في صلاته الأولى التي أخل فيها بواجب الطمأنينة لأنه جاهل لكن يجب عليه العبادة على وجه صحيح وكذلك لو أن أحداً ترك واجباً من واجبات الحج جاهلاً فإنه لا إثم عليه لكن عليه إعادة ذلك الواجب إن كان يمكن تداركه فإن لم يمكن تداركه فعليه بدله عند جماهير أهل العلم وهو فدية يذبحها في مكة ويوزعها على الفقراء انتبهوا لهذا وقوله : فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ ما هذه من صيغ العموم تشمل كل ما حصل فيه الخطأ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ فيه كذا عندكم ؟ هو بعد النهي أما قبل النهي فإنه لا يؤاخذ به الإنسان لأن الحكم لم يتقرر بعد ولهذا قال الله تعالى : وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ [النساء :22] وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ [النساء :23]لأنه قبل تقرير الحكم وثبوته شرعا ًفالأصل البراءة وهو ما يعبر عنه الأصوليون بالبراءة الأصلية وقوله : مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ لأن المدار على القلب إذ أنه هو الذي يدبر الجوارح لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله وهل القلب هو عبارة عن هذه البضعة من اللحم أو أن المراد بالقلب العقل المفكر ومحله هذه القطعة من اللحم ؟ الثاني ولكن أين محل العقل ؟ الصحيح أنه القلب لأن الله قال في القرآن : أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا [الحج :46] فجعل العقل في القلب يَعْقِلُونَ بِهَا ولهذا قال الإمام أحمد إن العقل في القلب وله اتصال بالدماغ ولكني رأيت كلاما ً لشيخ الإسلام ابن تيمية أقرب إلى الواقع وإلى الطب الحديث يقول إن أصل التفكير في الدماغ فهو مفكر

Webiste