فوائد قول الله تعالى : (( إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وقال تعالى : إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا [الأحزاب :10]خمسة أشياء ذكرهم الله بها ليتبين وجه النعمة فيستفاد من الآية الكريمة أنه ينبغي لمن ذكر أن يذكر له وجه ما ذكر به يا ولد ، الإجمال ليس كالتفصيل إذا ً نأخذ من هذه فائدة أنه ينبغي للمذكر أن يفصل فيما ذكر به ليكون ذلك أبلغ في تذكر المخاطب .
ويستفاد من الآية الكريمة أن الحالة التي وقعت للمسلمين حال عظيمة رهيبة وأنهم لا يستطيعون أن يدفعوا بأنفسهم وبهذا يتبين وجه نعمة الله سبحانه وتعالى عليهم لأن الأعداء يحيطون بهم ولأن أبصارهم زاغت وقلوبهم بلغت الحناجر والأوهام والأفكار التي عندهم قد تكون قد دوختهم من هنا وهناك لقوله : وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا .
ويستفاد من الآية الكريمة أن المخاوف تربك الإنسان حتى في تصوراته لقوله : وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا فإن الإنسان المستقر ما تكون عنده ظنون متباينة متعارضة لأنه مستقر لكن عندما يحصل الفزع عندما يحصل الخوف تأتي الظنون من كل جانب من كل وجه نعم .
ويستفاد من الآية الكريمة أن خوف الإنسان الخوف الطبيعي من المخلوق لا يعد شركاً من أين تؤخذ ؟ من قوله : زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ فإن هذا من شدة الخوف وهو خوف من مخلوق لكن الباعث عليه الأمر الطبيعي وإذا كان أمراً طبيعياً فإنه لا يؤاخذ به الإنسان ولهذا وصفت به الرسل عليهم الصلاة والسلام بل وصف به أولوا العزم من الرسل قال الله تعالى عن موسى : فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ [القصص :21]ولما كلفه الله بالرسالة قال : فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ [الشعراء :14]فهذا خوف طبيعي ما يلام عليه الإنسان .
وفي الآية الكريمة دليل على أن الصحابة رضي الله عنهم على ما هم عليه من المرتبة العالية قد تعترضهم الظنون بسبب الضيق لقوله : وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا وهو يخاطب المؤمنين يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ فهم لشدة الضيق قد تعتريهم مثل هذه الوساوس لكنها في الحقيقة سحابة صيف عندما يرجع الإنسان إلى وعد الله عز وجل يزول عنه هذا كله ويتبدل ولهذا سيأتينا في سياق الآيات قوله تعالى : وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ [الأحزاب :22]سبحان الله يرون هذه الأحزاب العظيمة ثم يطمئنون أنفسهم بأن هذا ما وعد الله ورسوله وصدق الله ورسوله لأن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب ثم لما رأوا هذه الأحزاب العظيمة وما يترتب على وجودهم من الشدة والضيق عرفوا أن النصر قريب فإن الله عز وجل قال : أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ [البقرة :214]شوف نصر الله قريب في مثل هذه الحالة نعم مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا إذا طبقت هذه على حال المؤمنين في وقت الأحزاب وجدت أنها تنطبق ، آخر الآية أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ إذاً صدق عليهم أن هذا ما وعد الله ورسوله وصدقوا الله ورسوله في قرب النصر والحاصل أن مثل هذه الأمور التي تأتي عارضة ما تؤثر على مرتبة الإنسان وعلى حاله لأنها تزول .
ويستفاد من الآية الكريمة أن الإنسان إذا غلبته الحال حتى وردت مثل هذه الظنون فإنه لا يحط من مرتبته لكن كما قلت قبل قليل إذا استقرت به الحال وهدأت هذه الظنون عرف الحق .
ويستفاد من الآية الكريمة أن الحالة التي وقعت للمسلمين حال عظيمة رهيبة وأنهم لا يستطيعون أن يدفعوا بأنفسهم وبهذا يتبين وجه نعمة الله سبحانه وتعالى عليهم لأن الأعداء يحيطون بهم ولأن أبصارهم زاغت وقلوبهم بلغت الحناجر والأوهام والأفكار التي عندهم قد تكون قد دوختهم من هنا وهناك لقوله : وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا .
ويستفاد من الآية الكريمة أن المخاوف تربك الإنسان حتى في تصوراته لقوله : وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا فإن الإنسان المستقر ما تكون عنده ظنون متباينة متعارضة لأنه مستقر لكن عندما يحصل الفزع عندما يحصل الخوف تأتي الظنون من كل جانب من كل وجه نعم .
ويستفاد من الآية الكريمة أن خوف الإنسان الخوف الطبيعي من المخلوق لا يعد شركاً من أين تؤخذ ؟ من قوله : زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ فإن هذا من شدة الخوف وهو خوف من مخلوق لكن الباعث عليه الأمر الطبيعي وإذا كان أمراً طبيعياً فإنه لا يؤاخذ به الإنسان ولهذا وصفت به الرسل عليهم الصلاة والسلام بل وصف به أولوا العزم من الرسل قال الله تعالى عن موسى : فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ [القصص :21]ولما كلفه الله بالرسالة قال : فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ [الشعراء :14]فهذا خوف طبيعي ما يلام عليه الإنسان .
وفي الآية الكريمة دليل على أن الصحابة رضي الله عنهم على ما هم عليه من المرتبة العالية قد تعترضهم الظنون بسبب الضيق لقوله : وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا وهو يخاطب المؤمنين يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ فهم لشدة الضيق قد تعتريهم مثل هذه الوساوس لكنها في الحقيقة سحابة صيف عندما يرجع الإنسان إلى وعد الله عز وجل يزول عنه هذا كله ويتبدل ولهذا سيأتينا في سياق الآيات قوله تعالى : وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ [الأحزاب :22]سبحان الله يرون هذه الأحزاب العظيمة ثم يطمئنون أنفسهم بأن هذا ما وعد الله ورسوله وصدق الله ورسوله لأن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب ثم لما رأوا هذه الأحزاب العظيمة وما يترتب على وجودهم من الشدة والضيق عرفوا أن النصر قريب فإن الله عز وجل قال : أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ [البقرة :214]شوف نصر الله قريب في مثل هذه الحالة نعم مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا إذا طبقت هذه على حال المؤمنين في وقت الأحزاب وجدت أنها تنطبق ، آخر الآية أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ إذاً صدق عليهم أن هذا ما وعد الله ورسوله وصدقوا الله ورسوله في قرب النصر والحاصل أن مثل هذه الأمور التي تأتي عارضة ما تؤثر على مرتبة الإنسان وعلى حاله لأنها تزول .
ويستفاد من الآية الكريمة أن الإنسان إذا غلبته الحال حتى وردت مثل هذه الظنون فإنه لا يحط من مرتبته لكن كما قلت قبل قليل إذا استقرت به الحال وهدأت هذه الظنون عرف الحق .
الفتاوى المشابهة
- كيف الجمع بين قولنا إن الله إذا رأى من عبده... - ابن عثيمين
- مناقشة تفسير قوله تعالى : (( وأنذرهم يوم الآ... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنو... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف :وهو سبحانه فوق عرشه رقيب على... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( وإذ يقول المنافقون... - ابن عثيمين
- فوائد قوله تعالى : (( وأنذرهم يوم الآزفة إذ... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( إذ جاءوكم من فوقكم... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( وتظنون بالله الظنو... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( وإذ زاغت الأبصار و... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( إذ جاءوكم من فوقكم... - ابن عثيمين