تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد قوله تعالى : (( وأنذرهم يوم الآزفة إذ... - ابن عثيمينالشيخ : نرجع الآن إلى استنباط من الآية الفوائد قال الله تبارك وتعالى :  وأنذرهم يوم الآزفة  .يستفاد من هذه الآية فوائد منها: وجوب الإنذار على رسول الله ...
العالم
طريقة البحث
فوائد قوله تعالى : (( وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : نرجع الآن إلى استنباط من الآية الفوائد قال الله تبارك وتعالى : وأنذرهم يوم الآزفة .
يستفاد من هذه الآية فوائد منها: وجوب الإنذار على رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله: وأنذرهم والأصل في الأمر الوجوب لاسيما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكلف بذلك.
ومن فوائدها: أنه ينبغي للداعية أن يكون مخوف أحيانا ومبشرا أحيانا، أما البشارة أحيانا ففي آيات كثيرة: وبشر المؤمنين وبشر الذين آمنوا وما أشبه ذلك وأما الإنذار فكذلك في مثل هذه الآية، فالداعية ينبغي أن يكون منذرا مبشرا من أجل أن يحرك القلوب.
ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ينبغي في الإنذار أن يذكر الناس أحوال يوم القيامة وأهوالها لقوله : وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الآية قريبة لقوله: يوم الآزفة والقرب هنا يعني أن الوقت يمضي بسرعة حتى لا يشعر الإنسان إلا وقد قامت القيامة، إما قيامته هو، وتسمى القيامة الصغرى أو القيامة العامة.
ومن فوائد الآية الكريمة: بيان هذا التمثيل العظيم في حال الناس ذلك اليوم إذ القلوب لدى الحناجر .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن هذه الحال عامة للمؤمنين وللكافرين دليل ذلك عموم قوله: إذ القلوب ثم قوله: ما للظالمين من حميم فدل ذلك على أن الآية عامة، ولكن هل يلحق المؤمنين شر من ذلك اليوم ؟ لا، لقول الله تعالى : فوقاهم الله شر ذلك اليوم ومجرد الهم والغم لا يلزم منه الشر والضرر .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن القلوب عند شدة الخوف ترتفع حتى تبلغ الحناجر، وهذا يشهد به الواقع قال الله تبارك وتعالى في سورة الأحزاب: وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر والإنسان في نفسه أيضا يحس أنه إذا خاف خوفا شديدا وكأن قلبه قد علق في حنجرته .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الناس في ذلك اليوم مع شدة الخوف يمتلئون غما لقوله: كاظمين والغم هو التحزن أو التهيؤ لما يستقبل، فالغم في المستقبل، والهم والحزن في الماضي.
ومن فوائد الآية الكريمة: تقطع الأسباب بالظالمين فلا يجدون حميما ولا شفيعا لقوله : ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع والمراد بالظالمين ما سبق وهم الكافرون.
فإن قال قائل: الظلم أعم من الكفر فكيف فسرتم الظلم هنا بالكفر ؟ قلنا: لأن الله تعالى قال: والكافرون هم الظالمون ولأن ما دون الكفر من المعاصي تمكن فيه الشفاعة، فإن الشفاعة ثابتة لأهل الكبائر من هذه الأمة.
ومن فوائد الآية الكريمة: تحذير هؤلاء الكفار من ذلك اليوم فإنهم في الدنيا يجدون من يناصرهم ويواليهم ويساعدهم ويعاونهم ولكن في الآخرة لا يجدون شيئا من ذلك.

Webiste