تفسير قول الله تعالى : (( وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ إيتين بها مستقيمة وذلك بفعل شروطها وأركانها وواجباتها وايش بعد ؟ مستحباتها لكن الإتيان في بالثلاثة الأولى على سبيل الوجوب وفي الرابع على سبيل الكمال والاستحباب وقوله : وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ يشمل الفريضة والنافلة وَآتِينَ الزَّكَاةَ أي أعطينها والزكاة في اللغة النماء والزيادة وفي الشرع مال مقدر مخصوص في مال مخصوص يعني جزء من أموال مخصوصة يدفع لمستحقيه وقوله : آتين الزكاة آتين تنصب مفعولين لأنها من باب كسى وأعطى فالمفعول الأول الزكاة والمفعول الثاني محذوف أي مستحقها آتين الزكاة مستحقها لأن إيتاء الزكاة لغير أهلها لا ينفع كما لو صلى الإنسان في غير الوقت وقوله : آتين الزكاة بعد الأمر بإقامة الصلاة فيه دليل على تأكد الزكاة وهل يلزم منه أن أمهات المؤمنين عندهن مالٌ يزكينه ؟ ما يلزم إذا قلنا لا يلزم صار توجيه الخطاب إليهن بإيتاء الزكاة من باب اللفظ لأنه سيقول ما عندنا مال أو يقال أمرنا بايتاء الزكاة :إما التزاماً وإما إعطاء بالفعل ، التزاماً إذا لم يكن عندهن شيء وإعطاء بالفعل إذا كان عندهن شيء ولا شيء أن عندهن ما تجب الزكاة فيه أو عند بعضهم من الحلي كما في حديث أم سلمة أنها كانت تلبس أوضاح من ذهب فقالت يا رسول الله أكنز هو قال : إذا أديت زكاته فليس بكنز فهن عندهن ما يزكين به قد لا يكون دراهم ودنانير ولكن من الحلي وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أطعن الله الطاعة قال العلماء هي موافقة الأمر هذه الطاعة يعني عدم المعصية توافق أمر المطاع إن كان مطلوباً بالفعل وإن كان منهياً عنه بماذا ؟ بالترك وقوله : وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ عطف طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام على طاعة الله بالواو لأن طاعة الرسول من طاعة الله كما قال الله تعالى مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ [النساء :80]وقد سبق لنا مراراً وتكراراً أن المسائل الشرعية تجوز أن يقرن فيها بين الله وبين الرسول صلى الله عليه وسلم لأن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من المسائل الشرعية هو مما أمر الله به وقوله : وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ هل المراد هنا طاعة التعبد أو المراد بها عدم المخالفة ؟ أما بالنسبة لطاعة الله فهي طاعة تعبد والتذلل ورجاء الثواب والخوف من العقاب وأما طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام فإنها طاعة بمعنى موافقة الأمر سواء كان فيما يأمر به من الشرع أو فيما يأمر به من حوائجه الخاصة فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يوجه الأمر إلى أهله إما على سبيل العبادة مما أمره الله به وإما على سبيل الأمور الخاصة المتعلقة به عليه الصلاة والسلام
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى : (( الذين لا يؤتون الزكاة... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- جواز دفع الزكاة لمن لا يعلم أنها زكاة - اللجنة الدائمة
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (واعلموا أن فيكم رسول الله... - ابن عثيمين
- باب : قول الله تعالى : (( أطيعوا الله وأطيعو... - ابن عثيمين
- فائدة : في بيان السبب بذكر فعل الطاعة مرتين عن... - الالباني
- تفسير قوله تعالى: (ويقيموا الصلاة ويؤتوا الز... - ابن عثيمين
- مناقشة قول الله تعالى : (( وأقمن الصلاة وآتي... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( وأقمن الصلاة وآتين... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( وأقمن الصلاة وآتين... - ابن عثيمين