تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قول الله تعالى : (( ومن يعص الله ورسول... - ابن عثيمينقال الله تعالى :  وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا [الأحزاب :36] ومن يعص الله   من  اسم استفهام ، ما الذي أدراكم أنها شرط...
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : (( ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال الله تعالى : وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا [الأحزاب :36] ومن يعص الله من اسم استفهام ، ما الذي أدراكم أنها شرطية ؟
الطالب :...

الشيخ : لا غير الجواب
الطالب :فعل الشرط
الشيخ :فعل الشرط لأنه مجزوم ومن يعص الله لكنه مجزوم بحذف حرف العلة من يعص الله المعصية مخالفة الأمر أو إن شئت فقل المعصية خلاف الطاعة سواء كانت وقوعا ً في منهياً عنه أو تركاً لمأمور به لكن إذا قيل طاعة ومعصية صارت الطاعة فعل المأمور والمعصية فعل المحظور ، أما إذا قيل معصية وحدها أو طاعة وحدها فإنها تشمل الأمرين ، قال : ومن يعص الله ورسوله سواء عصاهما جميعاً يعني أمر من الله وأمر من رسوله وقعت فيه المعصية أو عصى الله وحده أو عصى الرسول وحده فإنه قد ضل ضلالاً مبيناً ، معصيتهما جميعاً مثالها قوله تعالى : فاتقوا الله ما استطعتم وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم لو خالف الإنسان في ذلك يكون قد عصى الله ورسوله لأن الأمر هنا من الله ومن رسوله وأحياناً يرد الأمر في القرآن دون السنة فإذا عصاه الإنسان صار عاصياً لله وأحياناً يرد في السنة دون القرآن فإذا عصاه الإنسان صار عاصياً للرسول ولكن لتعلم أن معصية الرسول عليه الصلاة والسلام معصية لله لأن الرسول يتكلم عمن أرسله فإذا عصيته فقد عصيت من أرسله لو أن رجلاً أتاك وقال إن فلاناً أرسلني إليك وقال ليفعل كذا وكذا وخالفت الرسول تكون مخالفاً في الواقع لمن ؟ للمرسل ولهذا قال الله عز وجل : مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ [النساء :80]فعلى هذا يكون من يعص الله ورسوله سواء على سبيل الانفراد أو على سبيل الاشتراك وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا هذا جواب الشرط وقرن بالفاء لأنها اقترنت في قد وهناك ضوابط لجواب الشرط الذي يجب اقترانه بالفاء ذكرت في بيت قد أنشد لكم من قبل فما هذا البيت ؟ أظن عبد الرحمن بن داوود يبغي يقرؤه علينا
الطالب : ...
الشيخ : يستمع إليها ابن الوليد .
الطالب : " اسمية طلبية وبجامد وبما وبقد وبلن وبالتنفيس "
الشيخ : نعم " اسمية طلبية وبجامد وبما وبقد وبلن وبالتنفيس "
كم ؟ سبعة ، إذا كان جواب الشرط أحد هذه الأشياء المسردة فإنه يقترن بالفاء وجوباً ولا يشذ عن هذه القاعدة إلا أمر نادر كقول الشاعر " من يفعل الحسنات الله يشكرها " ولم يقل فالله يشكره لكن هذا نادر أو ضرورة ، هنا اللي معنا من الأشياء السبعة قد وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا قال المؤلف :" بينا " ونحن تكلمنا أن أبان الرباعية تكون متعدية وتكون لازمة إذا كانت لازمة فهي بمعنى بان ، إذا كانت متعدية فهي بمعنى أظهر ، هنا قال : ضلالاً مبيناً هل تصلح بمعنى أظهر ؟ يعني بمعنى ضلالاً مظهراً ما تصلح إذا فهي من أبان اللازم الذي يكون منه الاسم على بين لا على مبين وقوله لا على مبين بمعنى مظهر فما هو المبين بمعنى مظهر ؟مثل قوله تعالى : إن هو إلا ذكر وقرآن مبين هذا من اللازم والا من المتعدي ، من المتعدي يقيناً نعم لأن القرآن مظهر للحقائق ولهذا قال بعده : لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ [يس :70] وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا

Webiste