تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قول الله تعالى : (( ويرى الذين أوتوا ا... - ابن عثيمينثم قال عز وجل  ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك الحق ، يرى بمعنى يعلم لأن الرؤيا تكون بمعنى الرؤية بالعين وتكون الرؤيا بالقلب والرؤيا بالقلب...
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : (( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال عز وجل ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك الحق ، يرى بمعنى يعلم لأن الرؤيا تكون بمعنى الرؤية بالعين وتكون الرؤيا بالقلب والرؤيا بالقلب هي العلم و رأى بمعنى علم تأتي في القرآن كثيرا مثل قوله تعالى إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا نراه بمعنى نعلمه لأنه ليس المعنى نراه بأعيننا إلا أنه لم يقع وليس المعنى نظن أن الله منزه عن الظن ، وعلى هذا يكون نراه بمعنى نعلمه هنا يرى الذين أوتوا العلم أي بعلم لكنه إذا جاءت يرى بمعنى يعلم دلت على أن العلم في أعلى مقامات العلم وأنه صار كالمشاهد بالعين يرى رؤيا بالغة كالذي يشاهد و قوله الذين أوتوا العلم أي أعطوه وهل المراد بهم أهل الكتاب أو هو عام؟ يقول المؤلف " الذين أوتوا العلم مؤمنو أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأصحابه "، والصواب أنها أعم من ذلك وأن المراد بالذين أوتوا العلم كل من أعطاهم الله تعالى العلم فيشمل أهل الكتاب من اليهود والنصارى، النجاشي رحمه الله من النصارى و رأى أن الذي أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم حق و عبد الله بن سلام من أحبار اليهود رأى أن الذي أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق و كذلك من آتاه الله علما من هذه الأمة فإنه يرى أن الذي أنزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق نعم، بخلاف من كان جاهلا فإن إيمانه إيمان تقليد وهو إن كان مجزئا عنه لكنه ليس كإيمان الذي آتاه الله العلم. ويدل على أن المراد بالذين أوتوا العلم ما هو أعم ، قوله تعالى شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم الذين أوتوا العلم هم الذين يرون أنما إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق وذلك بما آتاهم الله تعالى من العلم الراسخ في قلوبهم و لهذا تجد عبادة العامي يعبد الله سبحانه وتعالى عبادة يعني أشبه ما تكون بالعادة وإن كان يرى يف قبله الإنابة والخشوع والاستحضار لكنه ليس كالذي يعبد الله تعالى على بصيرة وعلى علم لأن في قلب هذا من اليقين ما ليس في قلب الأول فيكون عاما يرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق إذا كانت يرى علمية فإنها تنصب مفعولين أين المفعول الأول؟
الطلاب: ....

الشيخ : لا لا، الذين وين الذين ؟
الطالب : الذي أنزل .

الشيخ : الذي أنزل الاسم الموصول وهو الحق ، الحق هو المفعول الثاني واضح ، أما الذين الأولى فهي فاعل طيب، قوله الذي أنزل إليك من ربك يعني القرآن فإن الله تعالى أنزله إلى النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل وقوله من ربك هنا أضاف الربوبية إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأن الوحي ربوبية خاصة إذ لا أحد يشارك النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأمة في ذلك فلهذا أضاف الربوبية إليه وحده فقال الذي أنزل إليك من ربك للعناية بهذا المنزل إليه والمنزل أيضا وقوله من ربك تقدم أن معنى الربوبية هو الخلق والملك والتدبير فالله تعالى خالق النبي صلى الله عليه وسلم ومالكه ومدبره قال المؤلف " أي القرآن " هو فصل الحق " الحق هذا هو المفعول الثاني وهو ضمير فصل ، لفظه للفظ الضمير لكنه ليس ضميرا ولذلك لا نقول إنه اسم وأيضا لا نقول له محل من الإعراب ، يعني لا محل له من الإعراب وليس باسم لكنه جيء به للفصل والدليل أنه لا محل له من الإعراب قوله تعالى لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين ، لو كان له محل من الإعراب لقال هم الغالبون فلما قال هم الغالبين وصارت الغالبين خبر كان دل هذا على أن الضمير ليس له محل من الإعراب لكن ما فائدته ذكر العلماء أن له ثلاث فوائد الفائدة الأولى عبد الرحمن ؟
الطالب : الفصل بين الصفة والخبر .

الشيخ : الفصل بين الصفة والخبر ، الفائدة الثانية ؟
الطالب : الحصر .
الشيح : الحصر ، الفائدة الثالثة ؟
الطالب: التوكيد .

الشيخ : التوكيد. فهو يفيد ثلاثة أشياء ثلاث فوائد الحصر ، والتوكيد والتفريق أو الفصل بين الخبر والصفة ، كذا عبد الرحمن؟ هات مثالا تشرح به هذا .
الطالب : ....

الشيخ : زيد الفاضل ، كلمة الفاضل ها هنا يحتمل أنها صفة لزيد وأن الخبر لم يأت فيكون الإنسان الآن مترقبا للخبر كأن يكون تقديره زيد الفاضل حاضر ، إذا قلت زيد الفاضل حاضر صارت الفاضل هنا صفة بلا شك وحاضر خبر فإذا قلت زيد الفاضل بس فقط يحتمل أن تريد أن تخبر بأن زيدا فاضل ويحتمل أنك تريد أن تصف زيدا بأنه فاضل والخبر لم يأت. أليس كذلك؟ فإذا قلت زيد هو الفاضل تعين أن تكون الفاضل الآن خبرا ولا لا؟ طيب ، هذا وجه كونه فاصلا بين الصفة والخبر طيب، هو مؤكد أيضا ، مؤكد لأنك إذا قلت زبد الفاضل وزيد هو الفاضل هذه أوكد، نعم هذه أوكد بلا شك .كذلك مفيد للحصر لأنك إذا قلت زيد هو الفاضل معناه لا غيره فضمير الفصل أيضا يفيد ثلاث فوائد ، الحصر والتوكيد والفصل بين الخبر والصفة طيب . يقول عز وجل هو الحق الحق بمعنى الشيء الثابت هذا الحق فقولك أحق الشيء أي أثبته حقت عليهم كلمة ربك أي ثبتت ووجبت. فما هو الثبوت في القرآن الصدق في الأخبار والعدل في الأحكام فالحق إذا أضيف إلى الحكم فمعناه العدل أي أنه حكم عادل. ولهذا لو تنازع خصمان عند القاضي وحكم لأحدهما بما تقتضيه الشريعة قلنا هذا حق لأنه عدل ولو حكم بالثاني بخلافه قلنا هذا ليس بحق هذا باطل لأنه حكم بغير الحق. فالحق في الأحكام هو إيش؟ العدل و في الأخبار الصدق فالذين آتاهم الله العلم يعلمون أن هذا القرآن حق في أحكامه و حق في أخباره. فأحكامه كلها عدل لأنها وضعت الشيء في نصابه و جعلت الحق لمستحقه و أخبارها أيضا إيش ثابتة حق يعني ثابتة ما فيها كذب ، إذا الحق يا أخ ، لا الذي وراء ، فإذا قلت هذا خبر حق أي صدق هذا حكم حق أي عدل و لهذا قال الله تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا قال العلماء صدقا في ألأخبار وعدلا في الأحكام نعم ، هو الحق .

Webiste