تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( قال )) له شم... - ابن عثيمينولهذا قال له  قال تالله إن كنت لتردين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين  قال المؤلف قال له تشميتا هذا ما ذهب إليه المؤلف أنه قال له ذلك يشمت به ويحتمل أنه...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( قال )) له شماتة (( تالله إن )) مخففة من الثقيلة (( كدت )) قاربت (( لتردين )) لتهلكني بإغوائك (( ولولا نعمة ربي )) علي في الدنيا بالإيمان (( لكنت من المحضرين )) معك في النار .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ولهذا قال له قال تالله إن كنت لتردين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين قال المؤلف قال له تشميتا هذا ما ذهب إليه المؤلف أنه قال له ذلك يشمت به ويحتمل أنه قال متحدثا بنعمة الله تالله إن كنت لتردين ولكن الله من علي فلم تستطع أن ترديني وهذا هو الأقرب قال له تالله إن مخففة من الثقيلة
قوله تالله هذا قسم بحرف التاء والقسم تعريفة تأكيد الشيء بذكر معظم بصيغة مخصوصة وكان القسم تأكيدا لأن المقسم كأنه يقول بلسان حاله إن منزلة هذا عندي وقدره عندي أؤكد به ما أخبرت به إذا كان خبرا أو ما سأفعله إن كان إنشاء على كل حال القسم هو تأكيد الشيء بذكر معظم بصيغة مخصوصة حروف القسم ثلاثة الواو والتاء والباء وتختلف فأكثرها استعمالا الواو وأشملها في الاستعمال الباء لأن الباء يقسم بها مقترنة باسم ظاهر مثل أقسم بالله وبضمير مثل بالرب أقسم به لأفعلن كذا وكذا ومع ذكر العامل ومع حذفه أما الواو فلا تدخل إلى على اسم ظاهر ويجب معها حذف العامل وأما التاء فلا تدخل إلا على أسماء مخصوصة وهي الله ورب وقيل أنها تدخل أيضا على الرحمن ومع ذلك لا يذكر معها فعل القسم فأوسعا استعمالا الباء وأكثرها استعمالا الواو
قال تالله إن كدت يقول المؤلف إن مخففة من الثقيلة فأصلها إن إذن هي تفيد التوكيد وإنما قال مخففة من الثقيلة لأن إن تأتي على أوجه متعددة يبينها محمد الشهري
الطالب: تأتي مخففة من الثقيلة
الشيخ : تأتي مخففة من الثقيلة
الطالب:...

الشيخ : لا إذا صارت غير مخففة صارت إنّ نحن نتكلم عن إنْ تأتي مخففة من الثقيلة بس
الطالب: وتأتي نافية

الشيخ : وتأتي نافية
الطالب: وتأتي شرطية
الشيخ : وتأتي شرطية
الطالب: وتأتي زائدة

الشيخ : وتأتي زائدة مثالها شرطية محمد؟
الطالب : إن كنت سأفعل

الشيخ : إن كنت سأفعل
الطالب : إن قام زيد أعطيته مالا

الشيخ : إن قام زيد أعطيته مالا هذه شرطية نافية خالد ؟
الطالب : إن هي إلا حياتنا الدنيا
الشيخ : إن هي إلا حياتنا الدنيا إن أنت إلا نذير زائدة انت نعم عادل؟
الطالب : بني غدانة إلى آخره

الشيخ : إلى آخره الشاهد قوله" ما إن أنتم ذهب " لأن التقدير ما أنتم ذهبا وهذه يؤتى بها على أنا ما الحجازية تعمل عمل ليس بشرط ألا يكون بعدها إن الزائدة طيب
قال " إن كدت لتردين " كدت يقول المؤلف " قاربت " لأن كاد تدل على المقاربة فهي من أفعال المقاربة وقد اشتهر عند النحويين أن نفيها إثبات وإثباتها نفي فإذا قلت كاد يفعل فهذا إثبات لكنه يدل على أنه فعل وإلا ما فعل ؟ لم يفعل وإذا قلت لم يكد يفعل كذا هذا نفي لكن يدل على أنه فعل لقوله تعالى فذبحوها وما كادوا يفعلون لكن هذا الذي اشتهر ليس بصحيح فهي كغيرها من الأفعال إثباتها إثبات ونفيها نفي فإذا قلت كاد يفعل كذا فإنها إذا كانت بمعنى قارب تدل بمادتها على أنه لم يفعل لأن من قارب الشيء لم يدخل فيه وعلى هذا فإثباتها إثبات فهي أثبتت المقاربة والمقاربة تدل على عدم الفعل وأما لم يكد يفعل كذا فهذه أيضا تدل على انتفاء الفعل وأنه ما قارب فعله أن يفعل هذا الشيء لكن أن وجد قرينة تدل على الفعل مثل تعالى فذبحوها وما كادوا يفعلون فالإثبات جاء من كلمة فذبحوها لا من كلمة ما كادوا يفعلون ولهذا قال الله سبحانه وتعالى أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا النور:40]هل نقول أنه يراها ؟ لا بل نقول لا يقال أنه يراها لأن هذه الظلمة العظيمة جنب عينك ما تشوف إذن فهذا القول المشهور ليس بصحيح بل نقول إن كاد كغيرها من الأفعال إثباتها إثبات ونفيها نفي ولكن معناها معنى قرب طيب
قال إن كدت لتردين اللام هذه للتوكيد لكن يعبر عنها بعض النحويين بقولهم اللام فارقة أو اللام لام الفرق يعنون بذلك أنها تفرق بين إن النافية وبين إن المخففة من الثقيلة لأنها إذا جاءت بعد إن فإنها تدل على أنها مخففة من الثقيلة وليست بنافيه لأن النفي لا يؤكد باللام وهل تجب هذه اللام الفارقة في خبر إن ؟ نقول في هذا تفصيل إن كان المعنى واضحا فإنها لا تجب وإن كان المعنى خفيا فإنها تجب يعني إن احتمل السياق أن تكون إن للنفي وجب الإتيان بلام فارقة وإن لم يكن يحتمل لم يجب فقول الشاعر
" وإن مالك كانت كرام المعادن "
هذه لم تأت فيها اللام لأن السياق يراد به مدح هؤلاء القبيلة والمدح لا يناسبه النفي وإنما يناسبه الإثبات لكن إذا قلت إن زيد قائم وجب عليك الإتيان باللام فتقول إن زيد لقائم لماذا ؟ لأنك لو لم تأت باللام لاحتمل أن يكون معنى قولك إن زيد قائم ما زيد قائم ولهذا سماها بعض النحويين لام الفرق أو اللام الفارقة ولهذا قال ابن مالك:
" وخففت إن فقل العمل وتلزم اللام إذا ما تهمل
وربما استغني عنها إن بدا ما ناطق أراده معتمدا "

فبين رحمه الله أن اللام تلزم إذا أهملت أما أن أعملت فالأمر واضح نقول إن زيد قائم فلا حاجة إلى اللام لماذا؟ لأن إن النافية لا تنصب المبتدأ وترفع الخبر والذي ينصب المبتدأ ويرفع الخبر هو إنْ المخففة من الثقيلة وخلاصة هذه المسألة النحوية أن نقول إنْ المخففة من الثقيلة تعمل ولكن عملها قليل فإذا أهملت وجبت اللام في خبرها إلا إذا كان المعنى واضحا فإذا قلت إن زيد قائم تجب اللام وإلا لا ؟ لأن إن النافية لا تنصب المبتدأ فالمعنى واضح أنها مخففة وإن قلت إن زيد قائم وجب الإتيان باللام لأنك لو حذفتها احتمل أن يكون للنفي وأن يكون للإثبات طيب وإذا كان الرجل يمتدح شخصا ويقول إن زيد كريم
الطالب :...
الشيخ : لأن النفي يقتضي أن تكون إن مخففة من الثقيلة لا نافية والله أعلم

Webiste