تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ولا تزر... - ابن عثيميننعم يقول:  يرضَهُ لكم ولا تزِرُ وازِرَةٌ وزر أخرى  قال المؤلف التفسير:"  ولا تزر  نفس  وازرة وزر  نفس  أخرى  أي لا تحمله " ولا تزر وازرة لا نافية وازرة ...
العالم
طريقة البحث
تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ولا تزر )) نفس (( وازرة وزر )) نفس (( أخرى )) أي لا تحمله (( ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور )) بما في القلوب .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
نعم يقول: يرضَهُ لكم ولا تزِرُ وازِرَةٌ وزر أخرى قال المؤلف التفسير:" ولا تزر نفس وازرة وزر نفس أخرى أي لا تحمله " ولا تزر وازرة لا نافية وازرة فاعل وهو نكرة في سياق النفي فيعُمّ كلَّ وازرة، ولكن ما معنى الوازرة؟ الوازرة التي تتحمل الإثم وتقوم به، هذه الوازرة، وعلى هذا فمَن دون البلوغ ليس نفسًا وازرة لماذا؟ لأنَّها لا تتَحَمَّل الإثم، ومن كان بالغًا ولم يفعلِ الاثم فليس بوازِر، إذًا فالوازرة يعني القابِلَة للوِزر وهي النفس المكلَّفَة، وإذا أردنا أن نقول: وازرة بالفعل نقول: هي الفاعلة للإثم، فـوازرة هنا تشمل الوازرة حكمًا وقد تشمل الوازرة فعلًا أيضًا، الوازرة حكمًا وحقيقة، الوازرة حكمًا هي القابلة للإثم يعني التي يمكن أن تتحمل الإثم وإن لم تعمل الوزر، الوازرة حقيقة هي التي فعلت الإثم مثال ذلك: رجل بالغ عاقل لكنه صالح نقول: هذا وازِرٌ حكمًا، ورجل آخر زنى أو سرق نقول: هذا وازر فعلًا إذا كان بالغًا عاقلًا، طيب إذًا وهذا هو السر في أنَّ الله قال: ولا تزر وازرة ولم يقل ولا تزر نفْسٌ وِزْرَ أخرى بل قال: لا تزر وازرة، لأنَّ مَن ليست وازِرَة لا تزر شيئًا لا عن نفسها ولا عن غيرها، ولا تزر وازرة طيب وزر اخرى أي إثم نفسٍ أخرى ومعنى لا تزر أي لا يلحقها وِزْرُه أي الاثم ولهذا فسَّرَه المؤلف بقوله:" أي لا تحمله " لا تحمِل وازِرَةٌ وِزْرَ أخرى.
ثم قال: ثم إلى ربكم مرجعكم ثم يعني بعد الشكر من الشاكر والكفر من الكافر يكون إلى الله وحده المرجع ثم إلى ربكم مرجعكم ، وفي هذه الجملة حصر طريقه؟ تقديم ماحقه التأخير، لأن قوله: إلى ربكم خبر مقدم ومرجعكم مبتدأ مؤخر، وقوله: ثم إلى ربكم مرجعكم ولم يقل إلى الله، لأنَّ المقام هنا مقام ربوبية، لأنَّ الرب هو المالك المتصرف الخالق فكان المناسب أن يقول: إلى ربكم، ولو قال: إلى الله مرجعكم لَصَحّ، لأنَّ الله تعالى أيضًا هو المستحق للعبادة ولا يستَحِقُّ العبادة إلَّا من كان ربًّا، وقوله: إلى ربكم مرجعكُم متى؟ يوم القيامة ولكن اعلموا أنَّ كلَّ من مات فقد قامت قيامتُه، لأنه انتقل مِن دار العمل الى دار الجزاء، قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية: " ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت " مع أنَّ الذي يكون بعد الموت قبل قيام الساعة لكن مَن مات فقد قامَتْ قيامَتُه، نعم ثم إلى ربكم مرجعكم فينبِّئُكم بما كنتم تعملون ينبئكم يخبركم لكن قد قيل إنَّ النبأ لا يكون إلَّا في الأمر الهام بخلاف الخبر فيكون حتى في الأمور التوافه، وقال بعض العلماء: هما بمعنى واحد، وقوله: ثم ينبئكم بما كنتم تعملون بما ما اسم موصول بمعنى الذي وعائدُها محذوف وهو المفعول به في قوله: تعملون أي بما كنتم تعملونه، وما الموصولية بل وجميع الأسماء الموصولة تفيد ايش؟ العموم تفيد العموم والدليل على أن الأسماء الموصولة تفيد العموم قوله تعالى: والذي جاء بالصدق وصَدَّق به أولئك هم المتقون فأعاد الإشارة إليه ايش؟ جمعًا مع أنه مفرد وهذا يدل على أنه يفيد العموم، إذًا كل ما نعمل من خير وشر وصغير وكبير وسابقٍ ولاحق فإنَّ الله تعالى ينبِّئُنَا به أي يخبِرُنُا به، وتأَمَّل اللُّطْف والإحسان حيث قال: ينبئكم ولم يقل: يؤاخذكم، لأنه ثبت في الصحيح أنَّ الله عز وجل يخلو بعبده المؤمن فيقَرِّرُه بذنوبه ويقول: عملت كذا في يوم كذا وعملت كذا في يوم كذا حتى يعترف ثم يقول الله له: قد سترتها عليك في الدنيا وأنا اغفرها لك اليوم شوف يا إخوان إنباءٌ بدون مؤاخذة ولهذا قال هنا: ينبئكم بما كنتم تعملون ، ثم المؤاخذة إليه الإنباء وعدٌ عليه والمؤاخَذَة إليه إنَّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ولهذا كان الكفار لا ينَبَّئُون بعملهم كما يُنَبَّأُ المؤمن يعني أن الله يخلو به ويستر عليه ويقرِّرُه بذنوبه معه وحده بل إنهم -والعياذ بالله ينادى على رؤوس الأشهاد- هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين والله أعلم. نعم

Webiste