تتمة فوائد قول الله تعالى : (( ... ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
إذًا لا تعارض بين الآية والحديث وجهُه؟ أنَّ مَن سَنَّ السنة السيئة فإنه عمِلَ العمل الذي به الإثم والسبب اقتداء الناس به.
ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى أن الإثم إنما يتحمله من كان قابلًا له، لقوله: وازِرَةٌ وِزْرَ أخرى والوازرة هي التي تكون أهلًا لتحَمُّل الوِزر، والذي يكون أهلًا لتحَمُّل الوزر هو مَن جَمَع وصْفَيْن: البلوغ والعقل، لقوله في الحديث الصحيح: رُفِعَ القَلَم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق وعن الصغير حتى يبلغ صحَّحَه كثير من أهل العلم، طيب فإن قال قائل: أليس الأب الراعي على أولاده إذا أهملوا شيئًا كان عليه إثمٌ لإهمالهم؟ فالجواب: بلى، ولكنَّ إهماله إيَّاهم وِزْرٌ وإثم، لقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا قُوا أنفسكم وأهليكم نارًا ولأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: الرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته .
ثم قال عز وجل: ثم إلى ربكم مرجعكم إلى آخره من فوائد هذه الجملة أنَّ المرجع إلى الله يوم القيامة ويتفرَّع على هذه الفائدة وجوب الاستعداد لهذا اللقاء وهذا المرجع، والاستعداد له يكون بترك المعاصي وفعل الطاعات، هذا الاستعداد، ما دام المرجع إلى الله لا يمكن أن ترجع إلى غيره مهما كان، مرجعُك إلى الله عز وجل فهو منه المبتدأ وإليه المنتهى.
ومن فوائدها بيانُ شمول علم الله، لقوله: فينبئكم بما كنتم تعملون بالذي كنتم تعملون كلِّه صغيرِه وكبيرِه والخطاب لجميع الناس وهذا يدل على شمول علم الله عز وجل، وهو كذلك فعلم الله تعالى واسع محيط بكل شيء، وقد نبَّه الله سبحانه وتعالى على بيان كيف كان واسعًا فقال: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ألا يعلم مَن خلق يعني إذا كان الله هو الخالق -وهذا شيء مُقَرٌّ به- لَزِم أن يكون عالـمًا بما خلَق، إذ كيف يمكن أن يخلق ما لا يعلم هذا مستحيل، واضح؟ طيب ألا يعلم من خلق نأخذ عليها جملة اعتراضية من هذه فاعل أو مفعول؟
الطالب: فاعل
الشيخ : يجوز فيها الوجهان أن تكون فاعلًا يعني: ألا يعلَمُ الذي خلَق مَن خلقَه، ويجوز أن تكون مفعولًا به أي: ألا يعلم اللهُ مَن خلَقَه، ومعلوم أن الخالق والمخلوق بينهما تلازم فلا خالق إلا بخلْق ومخلوق ولا مخلوق إلا بخالق.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَ الله سبحانه وتعالى عالِمٌ بأسرار العبد، لقوله: إنه عليم بذات الصدور وقد قال الله تعالى: ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه بل يعلم ما يستقبل للمرء، الإنسان يعلم ما توسوس به نفسه لكن لا يعلم ماذا يكسب غدًا، فالله عز وجل يعلم ماذا يكسبه العبد غدًا.
ومن فوائد الآية الإشارة إلى أن الحساب يوم القيامة يكون على ما في الصدور، لأنه لَمَّا ذكَر الإنباء قال: إنه عليم بذات الصدور يعني فالمرجع في الحساب إلى ما في القلب، فصَحِّح قلبك صحِّح ما في قلبك، لأنَّ المدار عليه، ولهذا شواهد من الآيات ذكرناها أثناء التفسير.
ومن فوائدها الإشارة إلى أن القلب هو الذي عليه مدار الصَّلَاح، لأنه إذا كان الحساب على ما في القلب فهو عليه مدار الصلاح، ويؤيده قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: إلا وإن في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب
ومن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى أن الإثم إنما يتحمله من كان قابلًا له، لقوله: وازِرَةٌ وِزْرَ أخرى والوازرة هي التي تكون أهلًا لتحَمُّل الوِزر، والذي يكون أهلًا لتحَمُّل الوزر هو مَن جَمَع وصْفَيْن: البلوغ والعقل، لقوله في الحديث الصحيح: رُفِعَ القَلَم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق وعن الصغير حتى يبلغ صحَّحَه كثير من أهل العلم، طيب فإن قال قائل: أليس الأب الراعي على أولاده إذا أهملوا شيئًا كان عليه إثمٌ لإهمالهم؟ فالجواب: بلى، ولكنَّ إهماله إيَّاهم وِزْرٌ وإثم، لقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا قُوا أنفسكم وأهليكم نارًا ولأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: الرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته .
ثم قال عز وجل: ثم إلى ربكم مرجعكم إلى آخره من فوائد هذه الجملة أنَّ المرجع إلى الله يوم القيامة ويتفرَّع على هذه الفائدة وجوب الاستعداد لهذا اللقاء وهذا المرجع، والاستعداد له يكون بترك المعاصي وفعل الطاعات، هذا الاستعداد، ما دام المرجع إلى الله لا يمكن أن ترجع إلى غيره مهما كان، مرجعُك إلى الله عز وجل فهو منه المبتدأ وإليه المنتهى.
ومن فوائدها بيانُ شمول علم الله، لقوله: فينبئكم بما كنتم تعملون بالذي كنتم تعملون كلِّه صغيرِه وكبيرِه والخطاب لجميع الناس وهذا يدل على شمول علم الله عز وجل، وهو كذلك فعلم الله تعالى واسع محيط بكل شيء، وقد نبَّه الله سبحانه وتعالى على بيان كيف كان واسعًا فقال: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ألا يعلم مَن خلق يعني إذا كان الله هو الخالق -وهذا شيء مُقَرٌّ به- لَزِم أن يكون عالـمًا بما خلَق، إذ كيف يمكن أن يخلق ما لا يعلم هذا مستحيل، واضح؟ طيب ألا يعلم من خلق نأخذ عليها جملة اعتراضية من هذه فاعل أو مفعول؟
الطالب: فاعل
الشيخ : يجوز فيها الوجهان أن تكون فاعلًا يعني: ألا يعلَمُ الذي خلَق مَن خلقَه، ويجوز أن تكون مفعولًا به أي: ألا يعلم اللهُ مَن خلَقَه، ومعلوم أن الخالق والمخلوق بينهما تلازم فلا خالق إلا بخلْق ومخلوق ولا مخلوق إلا بخالق.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنَ الله سبحانه وتعالى عالِمٌ بأسرار العبد، لقوله: إنه عليم بذات الصدور وقد قال الله تعالى: ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه بل يعلم ما يستقبل للمرء، الإنسان يعلم ما توسوس به نفسه لكن لا يعلم ماذا يكسب غدًا، فالله عز وجل يعلم ماذا يكسبه العبد غدًا.
ومن فوائد الآية الإشارة إلى أن الحساب يوم القيامة يكون على ما في الصدور، لأنه لَمَّا ذكَر الإنباء قال: إنه عليم بذات الصدور يعني فالمرجع في الحساب إلى ما في القلب، فصَحِّح قلبك صحِّح ما في قلبك، لأنَّ المدار عليه، ولهذا شواهد من الآيات ذكرناها أثناء التفسير.
ومن فوائدها الإشارة إلى أن القلب هو الذي عليه مدار الصَّلَاح، لأنه إذا كان الحساب على ما في القلب فهو عليه مدار الصلاح، ويؤيده قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: إلا وإن في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب
الفتاوى المشابهة
- فوائد الآية . - ابن عثيمين
- تتمة فوائد الآية : (( قل إن تخفوا ما في صدور... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( وكان الله بكل شيء... - ابن عثيمين
- هل يستفاد من قوله (( ولا تزر وازرة وزر أخرى... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد قوله تعالى : (( أم يقولون افترى ع... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( إن تكفروا فإن الله... - ابن عثيمين
- تتمة تفسير قول الله تعالى : (( ... إنه عليم... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (ألا تزر وازرة وزر أخرى) - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( إن تكفروا فإن الله... - ابن عثيمين
- تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ولا تزر... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد قول الله تعالى : (( ... ولا تزر و... - ابن عثيمين