تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ويرجوا رحمة )) جنة (( ربه )) كمن هو عاص بالكفر أو غيره؟ وفي قراءة (( أم من )) فأم بمعنى بل والهمزة (( قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل (( إنما يتذكر )) يتعظ (( أولوا الألباب )) أصحاب العقول .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
أنتِ رحمتي أرحَمُ بك مَن أشاء ولكن يُرَاد بالرحمة معنًى آخر وهي فعل الله بالعبد أي رحمتُه للعبد فأيُّهما أولى في هذه الآية الأخ! أيهما أولى؟
الطالب:... الرحمة بالمعنى...
الشيخ : أي، نعم
الطالب: يحذر الآخرة أي يحذر عذاب الآخرة، ويرجو رحمة الله يعني يحذر النار ويرجو الجنة.
الشيخ : أي نعم هذا ما ذهب اليه المؤلف، لكن لماذا لا نقول: يرجو أن يرحمه الله ويكون المراد بالرحمة هنا رحمة الله التي هي فِعْلُه يعني يرجو أن يرحمه اللهُ بالأمرين بالنجاة من النار وبدخول الجنة هذا المعنى أحسن، لأن المتبادر في الغالب لمعنى الرحمة أن تكون فعل الله يعني أنَّ الله يرحمك، وأيضًا إذا قلنا رحمة الله صار يرجو أن ينجو من النار أو من عذاب الآخرة وأن يفوز بالجنة، ويرجو رحمة ربه قال: " كمَن هو عاص بالكفر أو غيره " أفادنا المؤلف رحمه الله بهذا التقدير أنَّ الآية يُبَيِّنُ الله فيها أنه لا يستوي هذا وهذا، هل يستوي مَن هو قانت آناءَ الليل ساجِدًا وقائمًا كمن هو عاصٍ بالكفر وغيرِه؟ الجواب: لا. وهذا مِن بلاغة القرآن، القرآن فيه أشياء كثيرة تُحذَف، لدلالة المذكور على المحذوف وهذا مِن البلاغة، كيف يكون من البلاغة؟ لأنه إذا حُذِفَ الشيء استفاد المخاطَب فائدتين: الفائدة الأولى اختصار الكلام انتبه! وهذا واضح ولَّا غير واضح؟ الفائدة الثانية: قوة الانتباه، لأنَّ الآية إذا كان فيها شيء محذوف فإنَّ الذهن يتطلع إلى هذا الشيء المحذوف فتجد الانسان يتوقف يفكر يتأمل ما الذي حُذِف؟ وما تقديرُه، لكن لو جاء الكلامُ مرسلًا هكذا لم يحصُل له هذا التوقف وهذا التفكير، أنت الآن لو قرأت الآية الكريمة أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ لوجدت نفسك متشوِّفًا إلى ايش؟ إلى شيءٍ آخَر، الكلام ما تم، لا بد أنَّ هناك شيئًا آخر وحينئِذٍ يشتَدُّ انتباهك وتزدادُ تأمُّلًا في المعنى فصار وجهُ البلاغة -يا عبد الله- واضحًا
الطالب: أول شيء يصير بينتبه أكثر ...
الشيخ : يعني الاختصار، والثاني
الطالب: التركيز
الشيخ : ايش التركيز؟
الطالب: شد الانتباه.
الشيخ : اي شد الانتباه، كيف؟ الأول فهمنا الاختصار واضح أنَّ حذْف الشيء من الكلام يقتَضِي قلة الكلام واختصار الكلام، لكن الثاني؟
الطالب: لأنه إذا كانت العبارة قليلة كان أسهل ..المخاطب وأشد..
الشيخ : لا
الطالب: وأنَّه لما حذف .... لأنه لو كان الكلام تام ... مر عليه بدون ملاحظة تامة ..
الشيخ : لأن هذا المحذوف لا بد منه فالإنسان يتطلَّع ما هذا المحذوف الكلام الآن ناقص يعني بمعني أنَّ الكلام يحتاج إلى شيء، فيتطلع الانسان إلى معرفة هذا الشيء، وحينئِذٍ يزدادُ في التدبر فهذه من بلاغة القران أعني أنه يُحذَف أحيانًا يحذِف الله عز وجل أشياء يحتاج المخاطب اليها مِن أجل هذه الفائدة، بل من أجل هاتين الفائدتين، قال المؤلف رحمه الله: " وفي قراءَةٍ أَم من " في قراءة أَم من وش تزيد هذي القراءة على الأولى؟
الطالب: أم
الشيخ : أم، طيب وقول المؤلف: " في قراءة " من اصطلاح المؤلف رحمه الله أنه إذا قال: في قراءة. أو قال: بفتح كذا وضم كذا. أو قال: بالتاء والياء فإنَّ القراءة سبْعِيَّة فالقراءة سبعية، وأما إذا قال: وقرئ. أحيانًا يعَبِّر فيقول: وقرئ. فالقراءة شاذة غير سبعية، انتبهوا لهذا الاصطلاح: إذا اتى بقراءتين متساويتين مثل يقول: في قراءة. أو بالضم والفتح. أو بالياء والتاء. وما أشبه ذلك من العبارات فالقراءة سبعية، أما إذا قال: وقُرِئَ بصيغة المبني للمجهول فالقراءَة شاذَّة، بناءً على هذه القاعدة تكون القراءة أم من؟
الطالب: سبعية
الشيخ : سبعية لأنه قال:" وفي قراءة أم من فـأم بمعنى بل والهمزة " بمعنى بل والهمزة أي: بل أَمَن هو، بل أَمَن هو قانت آناءَ الليل فتكون للإضراب، والإضراب هنا إبطالي أو انتقالي؟
الطالب: انتقالي
الشيخ : انتقالي مؤكد يا جماعة؟ مؤكَّد، أنه إضراب انتقالي، والفرق بين الإضراب الانتقالي والإضراب الإبطالي أنه في الإضراب الإبطالي يكون الأول ملغى والعمدة على الثاني، وأما في الانتقالي فالأول باق على ما هو عليه والثاني استئنافي استئنافي لا علاقة له بالأول.
قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون قل مَن؟ يا محمد أو قل يا مَن يصح منه الخطاب هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون استفهام بمعنى النفي هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون الجواب: لا، لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وهذا عامٌّ في كل علم فلا يستوي العالم والجاهل حتى في علم النِّجَارة والحِدَادَة والكيمياء وغيرها لا يستوي الذي يعلم والذي لا يعلم، لكن هذا لا يقتضي أن يكون العالم ممدوحًا لا يقتضي أن يكون العالم ممدوحًا، لأنَّ مِن العلوم مَن جهلُه خيرٌ مِن علمه، فإذا كان العلمُ مذمومًا وقلنا: لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. صار غيرُ العالم أفضل، وإذا كان العِلْم ممدوحًا وقلنا: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. صار العالم أفضل، طيب إذا جاءت هذه الكلمة أو هذه الجملة في عِلْمِ الشريعة؟
الطالب: العالم أفضل.
الشيخ : العالم أفضل، في علم النحو؟
الطالب: العالم أفضل.
الشيخ : طيب، في علم الكلام؟
الطالب: الجاهل أفضل.
الشيخ : الجاهل أفضل نعم كما قال بعض السلف: الجهلُ بالكلام عِلْم. الجهل بالكلام علمٌ، لأنَّ علمَ الكلام أدَّى بأصحابِه إلى مهالِك حتى إنّ فَطَاحِل عُلمائهم يتَمَنَّوْن وهم في سياق الموت أنَهم ماتوا على دين العجائز، ودين العجائز أسلم وإن كان جهلًا لكنَّه أسلم من عِلْمٍ يؤَدِّي بهم -والعياذ بالله- إلى الشك والحيرة، طيب هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وهذه مِن الآيات القليلة اللَّفظ الكثيرة المعنى، لأنه يمكن أن تُطَبِّقَها على كل علم، لكن هل هو هذا العلم محمود أو مذموم على حسب الحال، " أي لا يستويان كما لا يستوي " ايش؟
الطالب: العالم والجاهل
الشيخ : العالم والجاهل " وش الكلام هذا؟ معكم حاشية .. لو قال العلم والجهل كان أوضح
الطالب: ما ذكر يا شيخ ما تكلم يا شيخ
الشيخ : لا لا، وش اللي قبله؟
الطالب:... الرحمة بالمعنى...
الشيخ : أي، نعم
الطالب: يحذر الآخرة أي يحذر عذاب الآخرة، ويرجو رحمة الله يعني يحذر النار ويرجو الجنة.
الشيخ : أي نعم هذا ما ذهب اليه المؤلف، لكن لماذا لا نقول: يرجو أن يرحمه الله ويكون المراد بالرحمة هنا رحمة الله التي هي فِعْلُه يعني يرجو أن يرحمه اللهُ بالأمرين بالنجاة من النار وبدخول الجنة هذا المعنى أحسن، لأن المتبادر في الغالب لمعنى الرحمة أن تكون فعل الله يعني أنَّ الله يرحمك، وأيضًا إذا قلنا رحمة الله صار يرجو أن ينجو من النار أو من عذاب الآخرة وأن يفوز بالجنة، ويرجو رحمة ربه قال: " كمَن هو عاص بالكفر أو غيره " أفادنا المؤلف رحمه الله بهذا التقدير أنَّ الآية يُبَيِّنُ الله فيها أنه لا يستوي هذا وهذا، هل يستوي مَن هو قانت آناءَ الليل ساجِدًا وقائمًا كمن هو عاصٍ بالكفر وغيرِه؟ الجواب: لا. وهذا مِن بلاغة القرآن، القرآن فيه أشياء كثيرة تُحذَف، لدلالة المذكور على المحذوف وهذا مِن البلاغة، كيف يكون من البلاغة؟ لأنه إذا حُذِفَ الشيء استفاد المخاطَب فائدتين: الفائدة الأولى اختصار الكلام انتبه! وهذا واضح ولَّا غير واضح؟ الفائدة الثانية: قوة الانتباه، لأنَّ الآية إذا كان فيها شيء محذوف فإنَّ الذهن يتطلع إلى هذا الشيء المحذوف فتجد الانسان يتوقف يفكر يتأمل ما الذي حُذِف؟ وما تقديرُه، لكن لو جاء الكلامُ مرسلًا هكذا لم يحصُل له هذا التوقف وهذا التفكير، أنت الآن لو قرأت الآية الكريمة أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ لوجدت نفسك متشوِّفًا إلى ايش؟ إلى شيءٍ آخَر، الكلام ما تم، لا بد أنَّ هناك شيئًا آخر وحينئِذٍ يشتَدُّ انتباهك وتزدادُ تأمُّلًا في المعنى فصار وجهُ البلاغة -يا عبد الله- واضحًا
الطالب: أول شيء يصير بينتبه أكثر ...
الشيخ : يعني الاختصار، والثاني
الطالب: التركيز
الشيخ : ايش التركيز؟
الطالب: شد الانتباه.
الشيخ : اي شد الانتباه، كيف؟ الأول فهمنا الاختصار واضح أنَّ حذْف الشيء من الكلام يقتَضِي قلة الكلام واختصار الكلام، لكن الثاني؟
الطالب: لأنه إذا كانت العبارة قليلة كان أسهل ..المخاطب وأشد..
الشيخ : لا
الطالب: وأنَّه لما حذف .... لأنه لو كان الكلام تام ... مر عليه بدون ملاحظة تامة ..
الشيخ : لأن هذا المحذوف لا بد منه فالإنسان يتطلَّع ما هذا المحذوف الكلام الآن ناقص يعني بمعني أنَّ الكلام يحتاج إلى شيء، فيتطلع الانسان إلى معرفة هذا الشيء، وحينئِذٍ يزدادُ في التدبر فهذه من بلاغة القران أعني أنه يُحذَف أحيانًا يحذِف الله عز وجل أشياء يحتاج المخاطب اليها مِن أجل هذه الفائدة، بل من أجل هاتين الفائدتين، قال المؤلف رحمه الله: " وفي قراءَةٍ أَم من " في قراءة أَم من وش تزيد هذي القراءة على الأولى؟
الطالب: أم
الشيخ : أم، طيب وقول المؤلف: " في قراءة " من اصطلاح المؤلف رحمه الله أنه إذا قال: في قراءة. أو قال: بفتح كذا وضم كذا. أو قال: بالتاء والياء فإنَّ القراءة سبْعِيَّة فالقراءة سبعية، وأما إذا قال: وقرئ. أحيانًا يعَبِّر فيقول: وقرئ. فالقراءة شاذة غير سبعية، انتبهوا لهذا الاصطلاح: إذا اتى بقراءتين متساويتين مثل يقول: في قراءة. أو بالضم والفتح. أو بالياء والتاء. وما أشبه ذلك من العبارات فالقراءة سبعية، أما إذا قال: وقُرِئَ بصيغة المبني للمجهول فالقراءَة شاذَّة، بناءً على هذه القاعدة تكون القراءة أم من؟
الطالب: سبعية
الشيخ : سبعية لأنه قال:" وفي قراءة أم من فـأم بمعنى بل والهمزة " بمعنى بل والهمزة أي: بل أَمَن هو، بل أَمَن هو قانت آناءَ الليل فتكون للإضراب، والإضراب هنا إبطالي أو انتقالي؟
الطالب: انتقالي
الشيخ : انتقالي مؤكد يا جماعة؟ مؤكَّد، أنه إضراب انتقالي، والفرق بين الإضراب الانتقالي والإضراب الإبطالي أنه في الإضراب الإبطالي يكون الأول ملغى والعمدة على الثاني، وأما في الانتقالي فالأول باق على ما هو عليه والثاني استئنافي استئنافي لا علاقة له بالأول.
قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون قل مَن؟ يا محمد أو قل يا مَن يصح منه الخطاب هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون استفهام بمعنى النفي هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون الجواب: لا، لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وهذا عامٌّ في كل علم فلا يستوي العالم والجاهل حتى في علم النِّجَارة والحِدَادَة والكيمياء وغيرها لا يستوي الذي يعلم والذي لا يعلم، لكن هذا لا يقتضي أن يكون العالم ممدوحًا لا يقتضي أن يكون العالم ممدوحًا، لأنَّ مِن العلوم مَن جهلُه خيرٌ مِن علمه، فإذا كان العلمُ مذمومًا وقلنا: لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. صار غيرُ العالم أفضل، وإذا كان العِلْم ممدوحًا وقلنا: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. صار العالم أفضل، طيب إذا جاءت هذه الكلمة أو هذه الجملة في عِلْمِ الشريعة؟
الطالب: العالم أفضل.
الشيخ : العالم أفضل، في علم النحو؟
الطالب: العالم أفضل.
الشيخ : طيب، في علم الكلام؟
الطالب: الجاهل أفضل.
الشيخ : الجاهل أفضل نعم كما قال بعض السلف: الجهلُ بالكلام عِلْم. الجهل بالكلام علمٌ، لأنَّ علمَ الكلام أدَّى بأصحابِه إلى مهالِك حتى إنّ فَطَاحِل عُلمائهم يتَمَنَّوْن وهم في سياق الموت أنَهم ماتوا على دين العجائز، ودين العجائز أسلم وإن كان جهلًا لكنَّه أسلم من عِلْمٍ يؤَدِّي بهم -والعياذ بالله- إلى الشك والحيرة، طيب هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وهذه مِن الآيات القليلة اللَّفظ الكثيرة المعنى، لأنه يمكن أن تُطَبِّقَها على كل علم، لكن هل هو هذا العلم محمود أو مذموم على حسب الحال، " أي لا يستويان كما لا يستوي " ايش؟
الطالب: العالم والجاهل
الشيخ : العالم والجاهل " وش الكلام هذا؟ معكم حاشية .. لو قال العلم والجهل كان أوضح
الطالب: ما ذكر يا شيخ ما تكلم يا شيخ
الشيخ : لا لا، وش اللي قبله؟
الفتاوى المشابهة
- شرح قول المصنف "... لا إذا استويا...". - ابن عثيمين
- باب : إذا استووا في القراءة فليؤمهم أكبرهم . - ابن عثيمين
- قراءة من حاشية الجلالين . - ابن عثيمين
- كتاب العلم: باب فضل العلم تعلما وتعليما لله:... - ابن عثيمين
- معنى قول الناظم: يا للعقول أيستوي من قـال با... - ابن عثيمين
- تتمة باب فضل العلم تعلما وتعليما لله: قال ال... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( أمن هو قانت آناء ا... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد قول الله تعالى : (( أمن هو قانت آ... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( أمن )) بتخفي... - ابن عثيمين
- تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( قل هل ي... - ابن عثيمين
- تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ويرجوا... - ابن عثيمين