تفسير قول الله تعالى : (( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
بين الله عز وجل هذا المثل العظيم فقال : ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون اقرأ يا أحمد أقرأ ... رجلا فيه شركاء متشاكسون تعدل... فيه شركاء متشاكسون أي متنازعون مختلفون كل واحد منهم يقول أنا صاحبه أنا الذي أريد أن أستخدمه وما أشبه ذلك فهم دائما في نزاع وفي خصومة لأن كل واحد منهما يريد أن ينفرد به عن الآخر والرجل الثاني رجلاً سلماً لرجل سلماً أي سالماً فهذا الرجل لا يشركه فيه أحد فإن قال قائل : بما عرفتم أن سلماً بمعنى سالم سالماً من الشركاء ؟ قلنا عرفنا ذلك بذكر المقابل وهو قوله : فيه شركاء متشاكسون لأن الكلمة تعرف بالسياق وذكر المقابل ومن أمثلة ومن أبرز مثال على ذلك قوله تبارك وتعالى : فانفروا ثبات أو انفروا جميعا لو قال لك قائل : ما معنى ثباتٍ ؟ لفهمت معناها مما بعدها أو انفروا جميعا فيكون الثبات ضد المجتمعين أي فرادى انفروا فرادى أو انفروا جميعاً وهذه القواعد في التفسير أن يُعرف تفسير الكلمة بذكر مايقابلها فهنا نقول : رجلاً سَلم سلماً أي خالصاً للرجل لها لمالكه لايشاركه فيه أحد فإن قال قائل : بمَ عرفت ذلك ؟ قلنا بما ذكرنا من القاعدة أن المقابل للشيء أي الذي جُعل معادل له يكون مقابلاً له في المعنى هذا الرجل الذي كان سلماً لرجل هل أحدٌ يشاركه هل أحداً يشاركه في ملكه له ؟ لا هل أحد ينازعه ؟ لا إذن يجب أن نعرف الفرق بين المملوك الذي فيه شركاء الشركاء المتشاكسون والمملوك الذي ليس فيه شركاء ثم نقيس عليه المخلص لله الذي يعبد الله وحده والذي يعبد مع الله غيره ولهذا قال : هل يستويان مثلا أي هل يستوى الرجلان أحدهما فيه شركاء متشاكسون والآخر سلمٌ لرجل هل يستوي هذان ؟ الجواب : لا فالاستفهام هنا إذن بمعنى النفي يعني لايستويان . والاستفهام يأتي لمعانٍ كثيرة كما هو معروف في علم البلاغة ولكنه إذا أتي في موضع النفي فإنه يكون مشرباً معنى التحدي يكون مشربا معنى التحدي لأنه لو قيل مايستويان لفهمنا انتفاء استوائهما لكن قال هل يستويان ؟ فهما مسألتين أمرين :
الأمر الأول : ها ؟ انتفاء الاستواء
والأمر الثاني : التحدي يقول ها هل عندك شيء يثبت أنهما يستويان ؟ فيكون تحويل النفي إلى استفهام أبلغ في النفي و ... هل يستويان مثلا الجواب : لا قال الله تعالى : الحمد لله حمد نفسه عز وجل لكمال صفاته وكمال إنعامه ومن إنعامه أنه يضرب الأمثال للناس في القرآن لعلهم يتذكرون مع أنه عز وجل غني عنهم ومن كفر فإن الله غني عن العالمين كلهم لكن رحمته تأبى إلا أن يبين لعباده مايحتاجون إليه في أمور دينهم ودنياهم ولهذا قال بعد هذا البيان التام في المثل الحمد لله ِ ثم قال : بل أكثرهم لا يعلمون بل هنا للاضراب والاضراب هنا له معنيان :
المعنى الأول : اضراب انتقال ينتقل من شيء إلى آخر .
والمعنى الثاني : اضراب إبطال يبطل الأول ويثبت الثاني فإذا قلت : ماقام زيد بل عمروٌ فهذا اضراب إبطال أبطلت الأول وأثبت الثاني وفي قوله تعالى : بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون هذا انتقال من معنى إلى معنى أشد منه . في هذه الآية بل أكثرهم لا يعلمون هل هي اضراب إبطال أم هي اضراب انتقال ؟
الطالب : ...
الشيخ : هيه اضراب انتقال لأنه لم يسبق شيء أبطلته وقول الله : أكثرهم لا يعلمون المراد بأكثرهم هنا أكثر الناس كما جاء ذلك في آيات أخرى ولكن أكثر الناس لا يعلمون وانتفاء العلم هنا لانتفاء لازمه وهو العمل والامتثال فأكثر الناس في جهل وأكثر الناس في غيّ في جهل لايعرفون الحق وفي غي لايعرفون الحق ولا يعملون به وكلهم يصحّ أن ننفي عنهم العلم أما من كان في جهل فنفي العلم عنه واضح وأما من كان في غي فنفي العلم لأنه لم ينتفع به ولم يعمل به
الأمر الأول : ها ؟ انتفاء الاستواء
والأمر الثاني : التحدي يقول ها هل عندك شيء يثبت أنهما يستويان ؟ فيكون تحويل النفي إلى استفهام أبلغ في النفي و ... هل يستويان مثلا الجواب : لا قال الله تعالى : الحمد لله حمد نفسه عز وجل لكمال صفاته وكمال إنعامه ومن إنعامه أنه يضرب الأمثال للناس في القرآن لعلهم يتذكرون مع أنه عز وجل غني عنهم ومن كفر فإن الله غني عن العالمين كلهم لكن رحمته تأبى إلا أن يبين لعباده مايحتاجون إليه في أمور دينهم ودنياهم ولهذا قال بعد هذا البيان التام في المثل الحمد لله ِ ثم قال : بل أكثرهم لا يعلمون بل هنا للاضراب والاضراب هنا له معنيان :
المعنى الأول : اضراب انتقال ينتقل من شيء إلى آخر .
والمعنى الثاني : اضراب إبطال يبطل الأول ويثبت الثاني فإذا قلت : ماقام زيد بل عمروٌ فهذا اضراب إبطال أبطلت الأول وأثبت الثاني وفي قوله تعالى : بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون هذا انتقال من معنى إلى معنى أشد منه . في هذه الآية بل أكثرهم لا يعلمون هل هي اضراب إبطال أم هي اضراب انتقال ؟
الطالب : ...
الشيخ : هيه اضراب انتقال لأنه لم يسبق شيء أبطلته وقول الله : أكثرهم لا يعلمون المراد بأكثرهم هنا أكثر الناس كما جاء ذلك في آيات أخرى ولكن أكثر الناس لا يعلمون وانتفاء العلم هنا لانتفاء لازمه وهو العمل والامتثال فأكثر الناس في جهل وأكثر الناس في غيّ في جهل لايعرفون الحق وفي غي لايعرفون الحق ولا يعملون به وكلهم يصحّ أن ننفي عنهم العلم أما من كان في جهل فنفي العلم عنه واضح وأما من كان في غي فنفي العلم لأنه لم ينتفع به ولم يعمل به
الفتاوى المشابهة
- من الرجلان المقصودان في قوله تعالى " قال رجل... - ابن عثيمين
- القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابل... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( قل أروني الذين ألح... - ابن عثيمين
- هل قوله الرجل أسلمت لله مثل قوله لا إله إلا... - ابن عثيمين
- تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ويرجوا... - ابن عثيمين
- ما صحة حديث :( الناس شركاء في ثلاث ... ).؟ - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( ضرب الله ))... - ابن عثيمين
- هل كلمة خير وشر اسم تفضيل .؟ - ابن عثيمين
- تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( ضرب الل... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( ضرب الله مثلا رجلا... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( ضرب الله مثلا رجلا... - ابن عثيمين