تم نسخ النصتم نسخ العنوان
معنى البسملة: بسم الله الرحمن الرحيم. - ابن عثيمينأعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم، البسملة تقدم لنا الكلام عليها مرارا وتكرارا، وقلنا: إن الجار ومجرور متعلق بمحذوف، ...
العالم
طريقة البحث
معنى البسملة: بسم الله الرحمن الرحيم.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم، البسملة تقدم لنا الكلام عليها مرارا وتكرارا، وقلنا: إن الجار ومجرور متعلق بمحذوف، وهذا المحذوف يقدر فعلا متأخرا مناسبا، كذا؟ يقدر متأخرا مناسبا، فإذا قلت: بسم الله، وأنت تريد أن تأكل، كيف تقدر الفعل؟ بسم الله آكل.طيب قلنا إنه يجب أن يقدر أن يكون متعلقا بمحذوف، لماذا؟ لماذا لا نقول إنه غير متعلق؟ لأن الجار والمجرور لابد له من متعلق يتعلق به،لابد للجار من التعلق بفعل أو معناه نحو مرتق ، لأن الجار والمجرور معمول، وبمنزلة المفعول به فلابد له من عامل. لماذا قدرناه فعلا متأخرا؟ لفائدتين، الفائدة الأولى: التبرك بتقديم اسم الله عزوجل، والفائدة الثانية: الحصر، لأن تأخير العامل يفيد الحصر، كأنك تقول: لا آكل باسم أحد متبركا به ومستعينا إلا باسم الله عزوجل.لماذا قدرناه فعلا؟لأن الأصل في العمل الأفعال، وهذه يعرفها أهل النحو، لأن الأصل في العمل الأفعال ولذلك لا تعمل الأسماء إلا بشروط، اسم الفاعل يعمل عمل الفعل بشروط ، المصدر يعمل عمل الفعل بشروط، اسم المفعول يعمل عمل الفعل بشروط، الفعل يعمل بشروط؟ لا، لأنه هو الأصل في العمل، ولهذا نقدره فعلا، لماذا قدرناه خاصا؟ لأنه أدل على المقصود، ممكن أن نقدر: بسم الله أبتدئ ، لكن تبتدئ أيش؟ ما تبدأ؟ تبتدئ أكل، تبتدئ شرب، تبتدئ وضوء، تبتدئ عمل، ماذا تبتدئ؟ وإذا قلت: بسم الله آكل وعينت الفعل صار أدل على المقصود، ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام: من لم يذبح فليذبح بسم الله أو قال: على اسم الله فخص الفعل.إذا نقول: الجار والمجرور متعلق بالمحذوف كمل؟ متأخر فعل مناسب للمقام. أما الله فهو علم على الله سبحانه وتعالى على الذات المقدسة لا يكون إلا له، وهو أصل الأسماء، ولهذا تأتي الأسماء تابعة له: بسم الله الرحمن الرحيم، تأتي تابعة له.الرحمن ذوا الرحمة الواسعة، ولهذا جاء على صفة على وزن فعلان الذي يدل على الامتلاء والسعة.الرحيم الموصل للرحمة من يشاء من عباده، ولهذا جاء على وزن الفعيل الدال على وقوع الفعل، فهنا رحمة هي صفته هذه دل عليها الرحمن، ورحمة هي فعله أي إيصال الرحمة إلى المرحوم دل عليها الرحيم.الرحمن الرحيم اسمان من أسماء الله يدلان على الذات، وعلى صفة الرحمة، وعلى الأثر أو الحكم الدال عليه ذلك المعنى، إذا اجتمع في هذين الاسمين كل ما يجب أن يتعلق بالإيمان باسم الله، لأن الإيمان بالاسم أن تؤمن بالاسم، ويش بعد؟ والصفة والأثر الذي هو الحكم المترتب على هذا، فنقول: الله رحمن ذوا رحمة يرحم، كلها موجودة في القرآن، فالرحمن كما ترون ذوا الرحمة: وربك الغني ذو الرحمة يرحم: يعذب من يشاء ويرحم من يشاء ، الرحمن اسم دال على الرحمة وهي رحمة حقيقية دل عليها السمع والعقل، ما أدري الكلام عربي وإلا غير عبي؟ عربي، دل عليها السمع و العقل، ويش معنى السمع؟ النصوص، الكتاب والسنة، العقل: النظر، والاعتبار، دلالة السمع على رحمة الله كثيرة ما تحصى، دلالة النظر أن نقول كم في العالم من نعمة؟ ويش الجواب؟ لا تحصى،وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها كذا؟ نعم، لا تحصى بأنواعها وأجناسها فضلا عن أفرادها، هذه النعم ويش تدل عليه؟ تدل على أن المنعم راحم، ولو لا الرحمة ما حصلت النعمة، وكم في العالم من اندفاع نقمة أليس كذلك؟ طيب لماذا؟ من آثار الرحمة، لو لا الرحمة ما اندفعت النقمة، ومن عجب أن قوما يدعون العقل، يقولون: إن الرحمة لا يدل عليه العقل، بل العقل يدل على خلافها ـ أعوذ بالله ـ لأيش؟ قال: لأن الرحمة انعطاف، ولين، وخضوع، ورقة، وهذا لا يليق بالله عزوجل ـ شف الشيطان ـ لا يليق، صحيح لا يليق؟ نقول: الرحمة بهذا المعنى من هي رحمته؟ رحمة المخلوق، لكن رحمة الخالق ليست كرحمة المخلوق، ثم إننا نمنع أن تكون الرحمة كما زعمتم حتى في المخلوق، يأتي ملك تام السلطان لا يخشى أحدا إلا الله ويرحم هذا الفقير، هل نقول: رحمة هذه تنافي ما عنده من السلطان والعظمة اللائقة به؟ أبدا، ما تنافي ولا يقال: والله هذا ملك مهين يرحم الفقراء ويرحم الضعفاء، لا، بل يعد هذا من كماله، يعد من كماله، ثم نقول لهم: العقل دل عليه، نمنع قولكم: العقل لا يدل عليه، نمنع قولكم: بأن العقل لا يدل عليه، بل نقول: إن العقل دل عليه، لو تسأل عامة السوق بعد أن نزل المطر في الليل وخرج الناس يمشون في المطر وهواء المطر ورطوبته تلقي عامته تقول ما شاء الله نزل المطر برحمته، فيه بركة، الحمد لله، رحمة الله واسعة، رحمة الله واسعة، ويش عرف إن هذا المطر من أين؟ من الرحمة، لكن يقولون: إن الإرادة ثبتت بالعقل، إرادة الله ثبتت بالعقل، طيب بماذا؟ قالوا: ثبتت بالتخصيص، إنه خص هذا يجعل هذه سماء، وهذه أرض، وهذه بقرة، وهذه شاة، وهذه بعير، وهذا حمار إلى آخره، الذي خصص هذا من هذا هو؟ الإرادة، إذا فيه إرادة لله دل عليها التخصيص، اسأل طالب علم ما هو عامي قل له: كيف تستدل بالعقل على أرادة الله؟ ويش يقول؟ ما يستطيع، ربما يستطيع أن يقول: أستدل على إرادة الله هذا الكون هذا كله بإرادة الله، لكن ما يقول إن التخصيص هو الذي يدل على الإرادة ، كذا وإلا لا؟ ومع ذلك الرحمة ما دل عليها العقل عندهم والإرادة دل عليها العقل، ونحن نقول: إن الإرادة والرحمة كلاهما، أو كلتاهما دل عليها العقل ولا شك في هذا.البسملة ذكرنا فيما سبق أنها آية من القرآن لاشك، مستقلة لا تابعة لا للتي قبلها ولا للتي بعدها، مستقلة، لكن يؤتى بها لابتداء السورة، كل سورة تبتدأ بالبسملة إلا واحدة من السور وهي براءة فإنه لم يثبت عند الصحابة أن الرسول صلى الله عليه وسلم ابتدأها بالبسملة، ولذلك جعلوا فاصلا بينها وبين الأنفال ولم يجعلوا بسملة، لأنهم ترددوا هل هي بقية الأنفال أو هي مستقلة، فقالوا:نجعل الفاصل ولا نجعل البسملة إنما البسملة آية مستقلة تبتدأ بها كل السورة حتى الفاتحة وهي أول السور تبتدأ بها، وهل هي من السورة؟ قلنا: لا، وعلى هذا فما يوجد في المصحف الآن المرقم في الفاتحة الخاصة فيها رقم واحد، على أنها أول آية من الفاتحة هو قول مرجوح، والراجح أنها ليست آية من الفاتحة، وقد مر علينا بيان وجهان هذا القول.

Webiste