تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قوله تعالى:(( وما يذكر إلا أولوا الألب... - ابن عثيمينيقول الله عز وجل:  وما يذكر إلا أولوا الألباب  ما نافية،  يذكر  أصلها: يتذكر لكن قلبت التاء ذالا وأدغمت في الذال الأخرى صارت  وما يذكر  أي: لا يتعظ وينت...
العالم
طريقة البحث
تفسير قوله تعالى:(( وما يذكر إلا أولوا الألباب )).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
يقول الله عز وجل: وما يذكر إلا أولوا الألباب ما نافية، يذكر أصلها: يتذكر لكن قلبت التاء ذالا وأدغمت في الذال الأخرى صارت وما يذكر أي: لا يتعظ وينتفع بالقرآن إلا أولوا الألباب، أي: إلا أصحاب العقول ، لأن الألباب جمع لب، واللب هو العقل، والمراد بالعقل هنا عقل الإدراك أو عقل التصرف أو الأمران؟ يشمل، لكن الأهم عقل التصرف، عقل إدراك الذي ضده الجنون، وعقل التصرف الذي ضده السفه، فالذي يتذكر بالقرآن هو الإنسان الذي أعطاه الله عقلا يدرك به الأشياء، وأعطاه الله تعالى رشدا يحسن به التصرف هذا هو الذي يتذكر، وأما من أعطاه الله تعالى عقلا يدرك به أشياء وهو العقل المضاد للجنون ولم يعطه عقلا يحسن به التصرف وهو العقل المضاد للسفه فهذا لا ينتفع بالقرآن، لا ينتفع إلا العاقل عقل إدراك وعقل تصرف . في هذه الآية الكريمة فوائد جليلة كثيرة أولا: أن هذا القرآن كلام الله، لقوله تعالى: هو الذي أنزل عليك الكتاب . فإن قال قائل: يرد عليك وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد أنزل من السماء ماء فهل تقول إن الحديد كلام الله، وإن الماء كلا الله؟ لا، لا؟ كلكم تقولون لا؟ طيب لماذا جعلتم أن هذا يدل أن القرآن كلام الله؟ نقول: لأن الكلام صفة لا تقوم بذاته، لا تقوم إلا بمتكلم، بخلاف الماء وبخلاف الحديد فإنه عين قائمة بنفسه فتكون المخلوقة وأما القرآن فليس بمخلوق، لأنه صفة الخالق عز وجل، والمخلوق شيء بائن عن الخالق، منفصل عنه، لكن الكلام صفة هي فعله فليس بمخلوقة.

Webiste