تفسير الآية : (( وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولاً معروفًا )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال الله تبارك وتعالى: وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه الذي يظهر لي والعلم عند الله من هذه الآية والتي قبلها أن الناس فيما سبق إذا أرادا قسم مال الميت يقسمونه علنا ظاهرا سواء كان للناس عموما أو ظاهرا لمن حوله ، لقوله: إذا حضر القسمة أولوا القربى إذا حضر القسمة أي قسمة المال الموروث أولوا القربى نأخذ الإعراب قبل . وإذا حضر القسمة أولوا القربى القسمة مفعول مقدم و أولوا فاعل مؤخر ورفع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وحذفت النون منه للإضافة ، واليتامى معطوفة على أولو و المساكين معطوفة على أولوا ، وقوله: فارزقوهم جواب الشرط إذا ، واقترنت الفاء بها لأنها طلبية ، والجواب الذي يقترن بالفاء سبعة أنواع جمعت في بيت من الشعر:
اسمية طلبية وبجامد وبما وقد وبلن وبالتنفيس
الجملة التي معنا الجوابية من أي نوع ؟ طلبية فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا واضح الآن . يقول الله عزوجل: وإذا حضر القسمة أي قسمة المال الموروث ، إذا حضروا أولوا القربى يعني أصحاب القرابة الذين لا يرثون ، وإنما قلنا الذين لا يرثون لأن الذين يرثون لهم نصيب من هذا المقسوم لكن الذين لا يرثون ، القربى هنا بمعنى أيش ؟ بمعنى القرابة ، واليتامى جمع يتيم وهو من مات أبوه قبل بلوغه ، قبل بلوغ من ؟ قبل بلوغ الأب أو الولد ؟ الولد ، من مات أبوه قبل بلوغه سواء ذكرا أو أنثى ، والمساكين هم الفقراء ، وسموا المساكين لأن الفقر أسكنهم ، فإن الفقر ـ أعاذنا الله وإياكم منه ـ يوجب الذل وألا يتكلم الإنسان لأنه يشعر بأنه غير مسئول وغير مقبول فتجده ساكتا لا يتلكم لأنه لا يسمع ، ولكن قد يكون هذا الفقير المسكين عندنا مسموعا رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره والشأن كل الشأن أن تكون وجيها عند الله ، وأنت إذا كنت وجيها عند الله فستكون وجيها عند العباد ، ولكن لا تطلب أن تكون وجيها عند الله لتكون وجيها عند العباد ، اطلب أن تكون وجيها عند الله لتنال رضاه وإذا رضي الله عنك أرضى الناس عنك ، قال: فارزقوهم منه أي أعطوهم ، لأن الرزق بمعنى العطاء ، وقوله: منه ولم يقل: فيه ، لأن هؤلاء يعطون من المال رأسه ، من رأس المال من أصله ، وأما أموال اليتامى فقال الله تعالى: وارزقوهم فيها وقد سبق لنا أنه قال: فيها ولم يقل: منها ، لأنهم يرزقون بعد الاتجار بها ، فيعطون من الربح وهو إشارة على ما سبق إلى أنه ينبغي لولي اليتيم أن يتجر في ماله حتى يحصل على ما يرزقه فيه ، أما هنا قال: ارزقوهم منه يعني من هذا المال الذي يقسم أمامهم . وقولوا لهم قولا معروفا سبحان الله ! إحسان إليهم بالفعل وإحسان بالقول قولوا لهم قولا معروفا أي قولا طيبا تطيب به نفوسهم ، فلنفرض أن المال كثير وأن كل وارث سيحصل على مليون ريال مثلا فإذا أعطيت الفقير مائة ريال الحاضر ، ربما يقول: مائة من مليون ؟ قله قولا معروفا تطيب به نفسه حتى تجمع له بين الإحسان القولي والإحسان الفعلي ، عكس ـ والعياذ بالله ـ من قلبه حجر إذا وجد اليتيم حوله قال: ويش الذي جاء ؟ اذهب اطلب الرزق عند الله ، فهذا قلبه ليس لينا لعباد الله ولا راحما لهم ، والإنسان يجب أن يقدر أنه لو كان هو بهذه الحال ماذا يفعل ؟ سوف يتشوف إلى شيء من هذا المال وسوف يرى أن من أشد الأشياء عليه أن يصرف ولاسيما إذا صرف لقوم منكر غير معروف ، يقول الله عزوجل في هذه الآية: وإذا حضر القسمة ... .
اسمية طلبية وبجامد وبما وقد وبلن وبالتنفيس
الجملة التي معنا الجوابية من أي نوع ؟ طلبية فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا واضح الآن . يقول الله عزوجل: وإذا حضر القسمة أي قسمة المال الموروث ، إذا حضروا أولوا القربى يعني أصحاب القرابة الذين لا يرثون ، وإنما قلنا الذين لا يرثون لأن الذين يرثون لهم نصيب من هذا المقسوم لكن الذين لا يرثون ، القربى هنا بمعنى أيش ؟ بمعنى القرابة ، واليتامى جمع يتيم وهو من مات أبوه قبل بلوغه ، قبل بلوغ من ؟ قبل بلوغ الأب أو الولد ؟ الولد ، من مات أبوه قبل بلوغه سواء ذكرا أو أنثى ، والمساكين هم الفقراء ، وسموا المساكين لأن الفقر أسكنهم ، فإن الفقر ـ أعاذنا الله وإياكم منه ـ يوجب الذل وألا يتكلم الإنسان لأنه يشعر بأنه غير مسئول وغير مقبول فتجده ساكتا لا يتلكم لأنه لا يسمع ، ولكن قد يكون هذا الفقير المسكين عندنا مسموعا رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره والشأن كل الشأن أن تكون وجيها عند الله ، وأنت إذا كنت وجيها عند الله فستكون وجيها عند العباد ، ولكن لا تطلب أن تكون وجيها عند الله لتكون وجيها عند العباد ، اطلب أن تكون وجيها عند الله لتنال رضاه وإذا رضي الله عنك أرضى الناس عنك ، قال: فارزقوهم منه أي أعطوهم ، لأن الرزق بمعنى العطاء ، وقوله: منه ولم يقل: فيه ، لأن هؤلاء يعطون من المال رأسه ، من رأس المال من أصله ، وأما أموال اليتامى فقال الله تعالى: وارزقوهم فيها وقد سبق لنا أنه قال: فيها ولم يقل: منها ، لأنهم يرزقون بعد الاتجار بها ، فيعطون من الربح وهو إشارة على ما سبق إلى أنه ينبغي لولي اليتيم أن يتجر في ماله حتى يحصل على ما يرزقه فيه ، أما هنا قال: ارزقوهم منه يعني من هذا المال الذي يقسم أمامهم . وقولوا لهم قولا معروفا سبحان الله ! إحسان إليهم بالفعل وإحسان بالقول قولوا لهم قولا معروفا أي قولا طيبا تطيب به نفوسهم ، فلنفرض أن المال كثير وأن كل وارث سيحصل على مليون ريال مثلا فإذا أعطيت الفقير مائة ريال الحاضر ، ربما يقول: مائة من مليون ؟ قله قولا معروفا تطيب به نفسه حتى تجمع له بين الإحسان القولي والإحسان الفعلي ، عكس ـ والعياذ بالله ـ من قلبه حجر إذا وجد اليتيم حوله قال: ويش الذي جاء ؟ اذهب اطلب الرزق عند الله ، فهذا قلبه ليس لينا لعباد الله ولا راحما لهم ، والإنسان يجب أن يقدر أنه لو كان هو بهذه الحال ماذا يفعل ؟ سوف يتشوف إلى شيء من هذا المال وسوف يرى أن من أشد الأشياء عليه أن يصرف ولاسيما إذا صرف لقوم منكر غير معروف ، يقول الله عزوجل في هذه الآية: وإذا حضر القسمة ... .
الفتاوى المشابهة
- تتمة تفسير قوله تعالى :" واعبدوا الله ولا تش... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى:" واليتامى " وحد اليتيم. - ابن عثيمين
- قوله تعالى ( وإذا حضر القسمة ... ) الآية , هل... - الالباني
- باب فضل الإحسان إلى المملوك : قال الله تعالى... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى:" واعبدوا الله ولا تشركوا ب... - ابن عثيمين
- قوله - تعالى - : (( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ... - الالباني
- كما نعلم أن الزكاة تدفع للفقراء والمساكين وا... - ابن عثيمين
- قوله تعالى " وإذا حضر القسمة أولوا القربى والم... - الالباني
- في قوله تعالى (( وإذا حضر القسمة أولى القربى... - ابن عثيمين
- فوائد الآية : (( وإذا حضر القسمة أولوا القرب... - ابن عثيمين
- تفسير الآية : (( وإذا حضر القسمة أولوا القرب... - ابن عثيمين