تم نسخ النصتم نسخ العنوان
باب فضل الإحسان إلى المملوك : قال الله تعالى... - ابن عثيمينالشيخ : ثم ذكر فضل الإحسان إلى المملوك وصدّر هذا بقوله تعالى:  واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار...
العالم
طريقة البحث
باب فضل الإحسان إلى المملوك : قال الله تعالى: (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم )).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم ذكر فضل الإحسان إلى المملوك وصدّر هذا بقوله تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا اعبدوا الله يعني أطيعوا الله فعبادة الله هي طاعته بامتثال أمره واجتناب نهيه، وهذا هو الذي خلق العباد من أجله، قال الله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما خلقنا الله لنأكل ونشرب ونلبس ونسكن ونتمتع لا هذه كلها وسائل، الغاية هي العبادة وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فمن لم يعبد الله أو عبد مع الله غيره أو لم يعبد أحدًا فإنه أضاع دينه ودنياه، لأنه أضاع ما خلق من أجله، وقوله: ولا تشركوا به شيئًا عام، شيئًا يعم كل مشرك به لأنه نكرة في سياق النهي فيكون عامًّا، لا تشرك بعبادة الله أحدًا لا الرسول ولا جبريل ولا وليًّا من أولياء الله ولا صِديقًا ولا شهيدًا لا تعبد إلا الله وحده لا تشرك به شيئًا، فمن أشرك بالله شيئًا فإن كان شركًا أكبر فقد قال الله في حقه: إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار مثاله: أن يذهب إلى قبر ثم يسجد له أو يدعوه يقول يا سيدي أغثني يا سيدي ارزقني ولدًا ارزقني زوجة ارزقني مالًا فهذا شرك أكبر مخرج عن الملة، حتى لو صام الإنسان وتصدق وصلى وقرأ القرآن وحج البيت وهو باقٍ على هذا الشرك فإنه لا يدخل الجنة، الجنة عليه حرام ومأواه النار وما للظالمين من أنصار لأنه أشرك بالله وبالوالدين إحسانًا إلى آخره، ولم يذكر الله عز وجل حق النبي عليه الصلاة والسلام مع أن حق الرسول أعظم من حق الوالدين يجب على الإنسان أن يحب الرسول عليه الصلاة والسلام أشد من حبه لنفسه ومن حبه لولده ومن حبه لوالده يجب، وحق الرسول فوق كل حقوق الخلق، قال العلماء: " لأن حق الرسول من حق الله " لأن عبادة الله لا يمكن أن تقبل إلا باتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحق الرسول داخل في ضمن حق الله عز وجل، فمن لم يجرد العبادة لله إخلاصًا وللرسول اتباعًا فلا عبادة له، ولهذا لم يذكر حق الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه داخل في حق الله، وقوله: بالوالدين يشمل الأم والأب إحسانًا يعني: أحسنوا بالوالدين إحسانًا، إحسانًا بالمال تعطيهم من مالك إذا كانوا فقراء محتاجين أو غير فقراء، ولكن تعطيهم كمالًا كماليات تتودد إليهما ومن الإحسان أن تخدمهما، أرسلك أبوك إلى شيء اذهب قال انتظر فلانًا انتظره قال ائت لي بالحاجة الفلانية تأتي له فتخدمهما بالمال وبالبدن وبالجاه أيضًا، لو كان الابن له جاه عند الناس أو عند الدولة وأبوه محتاج إلى جاهه فمن الإحسان أن يخدمه بجاهه وكذلك الأم، فالإحسان هنا يشمل كل ما يعد إحسانًا، ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على الآية وما بعدها من الأحاديث.

Webiste