تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير الآية : (( ومن يعص الله ورسوله ويتعد ح... - ابن عثيمينثم قال الله تبارك وتعالى:  ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين . المعصية مخالفة الأمر أو الوقوع في النهي ، فمن ترك الواج...
العالم
طريقة البحث
تفسير الآية : (( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذابٌ مهينٌ )) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال الله تبارك وتعالى: ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين . المعصية مخالفة الأمر أو الوقوع في النهي ، فمن ترك الواجب فقد عصى ومن فعل المحرم فقد عصى ، ونقول في قولهن: ومن يعص الله رسوله كما قلنا في قوله: من يطع الله رسوله إلا أن الإعراب هنا يختلف فإن يعص فعل الشرط مجزوم بحذف حرف العلة وهي الياء ، وقوله: ويتعد حدوده يتعد عندكم بالفتح ؟ نعم ، كيف صح الفتح مع أن المعطوف على يعص المجزوم ؟ يعني مجزومة بحذف الألف ، وأصلها ؟ يتعدى ، وقوله: يتعد حدوده أي يتجاوزها ، والمراد بالحدود هنا الأوامر أو النواهي ؟ الأوامر ، قال: من يتعد حدوده أي يتجاوز ما حده أمرا ، ما حده بأوامر يدخله نارا خالدا فيها هذه جواب الشرط ، والنار معروفة هي هذه الجسم الملتهب الحار ، أو نقول معروفة وكذا ؟ معروفة وكذا دون أن نقول السماء فوقنا والأرض تحتنا ، خالدا فيها هنا قال: خالدا وهناك قال: خالدين في الجنة فهل هناك نكتة قصدي فائدة أو حكمة ؟ الجواب نعم لأن أهل الجنة يتنعمون باجتماع بعضهم إلى بعض ، ولهذا قال: خالدين فيها أما أهل النار ـ والعياذ بالله ـ فقد ورد أن كل واحد منهم في تابوت لا يرى أحد ولا يراه أحد اللهم إلا على سبيل التقريب ، فهذا هو السر والعلم عند الله في أن أهل الجنة قال فيهم خالدين وأهل النار قال: خالدا فيها ، وله عذاب مهين يعني مع إدخاله النار وخلوده فيها لا يبقى مستقرا ، بل هو معذب عذاب إهانة فيكون عذابا جسميا وعذابا قلبيا نفسا ، لأن العذاب الجسمي أهون من العذاب القلبي والألم القلبي ، ولهذا قال العلماء ينبغي أن يختن الإنسان وهو صغير ، لأن ختان الصغير ليس فيه إلا الألم الجسمي ، أما الكبير إذا ختم وهو كبير صار فيه ألم جسمي وألم قلبي نفسي ، يفكر هو ربما هذا جرح يزداد ربما يموت وما أشبه ذلك ، لكن الصغير إذا برد عليه سكت وإذا صال عليه الوجع صاح ...، المهم أن عذاب أهل النار ـ والعياذ بالله ـ عذاب مهين أي ذو إهانة ، لأنهم يقررون ويوبخون .
في هذه الآية الكريمة فوائد ، منها: أن معصية الله عز وجل سبب لدخول النار ، لقوله: ومن يعص الله يدخله نارا خالدين فيها وإنما قلنا سبب لأنه قد يتخلف بوجود مانع وهو عفو الله عز وجل في غير الشرك ، أما الشرك فلابد أن يدخل صاحبه النار ويخلد إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وعلى هذا فنقول: المعصية إن كانت دون الشرك فهي سبب لدخول النار وليس دخول النار واجبا بها إذ قد يرفع عنه ، وإن كان شركا فهي سبب حتمي لابد أن يدخل صاحبها النار ويخلد فيها . ومن فوائدها: تحريم الوصية للوارث ، كيف ذلك ؟ لأنك إذا أوصيت الوارث تعديت الحدود ، فإذا أوصت المرأة لزوجها بالثلث ، كان له على مقتضى الوصية ثلث ونصف ، وهذا تعدي لحدود ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: إن الله أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث

Webiste