تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قول الله تعالى : << اليوم أحل لكم الطي... - ابن عثيمينثم قال الله تعالى:  اليوم أحل لكم الطيبات  اليوم يحتمل المراد بذلك ما قبل هذا اليوم ما سوى الزمن الماضي ، أو اليوم الحاضر الذي هو اليوم المعين .  أحل لك...
العالم
طريقة البحث
تفسير قول الله تعالى : << اليوم أحل لكم الطيبات و طعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذآ ءاتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين و لامتخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله و هو في الآخرة من الخاسرين >>.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم قال الله تعالى: اليوم أحل لكم الطيبات اليوم يحتمل المراد بذلك ما قبل هذا اليوم ما سوى الزمن الماضي ، أو اليوم الحاضر الذي هو اليوم المعين . أحل لكم الطيبات من أحلها ؟ أحلها الله عز وجل ، فحذف الفاعل للعلم به كما في قوله: خلق الإنسان ضعيفا فالخالق هو الله عز وجل وهو معلوم والمحلل والمحرم وهو معلوم ، ولذلك حذف الفاعل في الخلق وهو أمر كوني وفي الشرع وهو في الحلال والحرام ، وعلى هذا فمن كان معلوما بالتحليل أو التحريم أو الإيجاد والإعدام فلا حرج أن يحذف ويبنى الفاعل أو يبنى الفعل بما لم يسم فاعله . اليوم أحل لكم أي أحل الله الطيبات ، والطيبات هي ضد الخبيث ، قال الله تعالى: قل لا يستوي الخبيث والطيب فما هو ميزان الطيب ؟ أو هو في ذوق كل إنسان أم في عادة الناس أم ماذا ؟ نقول المرجع في ذلك ما جاءته الشريعة، فما أحلته الشريعة فهو طيب وما حرمت فهو خبيث . فإن قال قائل: ما الأصل ؟ أخ ما هو الأصل في الأطعمة ؟ الحل ، ما الدليل ؟ هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا طيب إذا الأصل حل فإذا ادعى مدعي هذا الشيء حرام من طير أو غيره قلنا له: ما الدليل على ذلك ؟ وما أحله الله فهو طيب لاشك . وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم طعام الذين أوتوا الكتاب يعني اليهود والنصارى ، وليس المراد كلما يطعمون من حب وثمر ، لا، المراد كلما يطعمون من لحم ، ثم أيضا ليس المراد كلما يطعمون من لحم إذا كان لا تشترط له الذكاة لأن ما لا تشترط له الذكاة حلال بدون فعل ، والحبوب والثمار حلال بدون فعل فليس من طعامهم الخاص ولا يمكن أن الله تعالى يقول: طعام الذين أوتوا الكتاب والمراد به هذا الطعام الذي لكل أحد ، فمثلا لو كان أهل الكتاب لا يأكلون إلا الشعير فهل حل الشعير لنا مأخوذ من آية هذه ؟ لا ، لأن هذا ليس من خصائصهم ولم يكن إحلاله متوقفا على فعلهم ، ما الذي يتوقف الإحلال على فعلهم ؟ هي الذبائح ، ولهذا فسر ابن عباس رضي الله عنهما فسر طعامهم بذبائحهم ، وعليه فيكون المراد بـ طعام الذين أوتوا الكتاب هو ذبائحهم وهم اليهود والنصارى ، وظاهر الآية الكريمة أنه لا فرق بين أن يكونوا قد بدلوا و حرفوا أو التزموا بشرائعهم للعموم ولأن هذه الآية في نفس السورة التي حكى الله عنهم أنهم يقولون إن الله ثالث ثلاثة . وطعامكم أي ما ذبحتموه حل لهم فهنا فالأطعمة ثلاثة أنواع: طعام لا يتوقف حله على فعل آدمي فهذا حل للجميع ، حلال يتوقف على ذبح الإنسان فإن ذبحناه فهو حلال لهو وإن ذبحوه فهو حلال لنا . والمحصنات يعني وأحل لكم المحصنات، فعليه فتكون معطوفة قوله: الطيبات والمحصنات من المؤمنات المحصنات من المؤمنات هن الحرائر، حلال لنا ، ويحتمل أن يكون المراد بذلك العفيفات ، فأما الأول فيؤيده قول الله تبارك وتعالى: ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمما ملكت أيمانكم فإن المراد بالمحصنات هنا الحرائر بلا إشكال، أما الثاني أن المراد به العفيفات فيؤيده قوله تعالى: إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة وقوله: والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فالمراد بهن العفيفات عن الزنا، ولكن الذي يبدوا أن المراد بالمحسنات هنا الحرائر ، الآية محتملة ليس فيها ما يدل على هذا ولا على هذا، المحصنات من المؤمنات يعني الحرائر ، وأما المملوكات فلا يحل للإنسان أن يتزوجهن إلا بشروط سبقت في سورة النساء . والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم المحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ، أيش المحصنات ؟ الحرائر أو العفيفات على الخلاف . من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم لكن بشرط إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان اشترط الله تعالى لحل المحصنات من المؤمنات ومن الذين أوتوا الكتاب اشترط إيتاء الأجور وهي المهور التي تبذل عوضا عن استمتاع بالمرأة ، ولهذا سماها الله تعالى أجرا لأن الأجر ما يؤخذ بمقابلة عوض

Webiste