القارئ: لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [النور:61].

الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم تقدم أن الله سبحانه وتعالى بين بل أوجب أن يستأذن الصغار والمماليك في ثلاث ساعات الأولى من قبل صلاة الفجر والثانية حين تضعون ثيابكم من الظهيرة والثالثة من بعد صلاة العشاء وبين الله سبحانه وتعالى الحكمة في ذلك بأن هذه الأوقات الثلاثة عورات الإنسان فربما يدخل الشخص عليه بدون استئذان فيجده على عورته أي على ما يستقبح أن يرى ويستهجن وأظننا ما تكلمنا على الفوائد وسبق أيضا أنه ليس عليهم ولا على أوليائهم جناح بعد هذه الثلاث في أن يدخلوا بدون استئذان وبين الله الحكمة من ذلك أيضا بأنهم طوافون علينا بعضنا على بعض طواف متردد وإيجاب الاستئذان في كل ما ترددوا فيه حرج ومشقة
طيب نبدأ الآن بالفوائد أولا توجيه الخطاب للمؤمنين والحكم لغيرهم يدل على أنهم مسئولون عنهم
ثانيا وجوب استئذان هذين الصنفين من الناس الصغار والمماليك في ثلاثة أوقات فقط وهي المذكورة وأما ما سواهم فيجب عليهم الاستئذان دائما
الفائدة الثالثة ظاهر الآية أنه لا يجب عليه استئذان لأنه صغير ولا يهتم بالأمور
الطالب:....

الشيخ : نعم طيب
وفيه دليل على تعليل الأحكام وأرجوا لا أحد يسأل ما دمنا نستنبط لأنه قد يكون في ذهني شيء ثم هذا السؤال يحول بيني وبينه لأن محل السؤال والمناقشة الدرس
الفائدة الثالثة ما هي ؟ قلنا تعليل الأحكام بمعنى أن أحكام الله سبحانه وتعالى كلها مبينة على الحكم وجه ذلك الآية أن الله علل الحكم الأول والحكم الثاني الحكم الأول وجوب الاستئذان في ثلاثة أوقات لأنها عورات والحكم الثاني عدم الاستئذان فيما عاداها لأنهم طوافون عليكم
الفائدة الرابعة تحريم النظر إلى العورات ما وجهه ؟ أنه إذا وجب الاستئذان في هذه الأوقات الثلاثة خوفا من أن يفاجأهم على عورة فمن تعمد النظر إلى عورة فهو أولى إذن فيستفاد منه تحريم النظر إلى العورة سواء كان الناظر صغيرا أو كبيرا وأما تهاون بعض الناس في نظر الصغير إلى العورة فهذا خطأ بعض الناس إذا صار الصغير ست سنين سبع سنين ما يهمه أن ينظر إلى عورته وذلك لا يجوز لأنه لابد أن يرتسم في ذهنه هذا المنظر ثم ربما يذكره في يوم من الأيام الحاصل أن هذا فيه دليل على تحريم النظر إلى العورة من الصغير والكبير ولكن المراد بالصغير الذي يميز لأن قوله ليستأذنكم دليل على أنه مميز يؤمر بالاستئذان فيستأذن أما الصغير وغير المميز فهذا لا يدري عن شيء
الفائدة الخامسة رفع الحرج والمشقة على الناس من اين نأخذه ؟
الطالب: ...

الشيخ : من رفع الحرج في عدم الاستئذان في غير هذه الأوقات الثلاثة لأنهم طوافون عليهم مترددون والاستئذان فيه مشقة
الفائدة السادسة أن الولي آثم لما ارتكبه موليه من معصية أو مخالفة إذا كان قد فرط في تربيته وتأديبه لقوله ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن
الفائدة السابعة طهارة بدن الطفل وإن غلب على الظن أنه نجس من أين نأخذه ؟
الطالب: طوافون

الشيخ : كيف ؟
الطالب:...

الشيخ : ما يخالف ...الاستئذان
الطالب:....

الشيخ : أنها ليست بنجس وعلل ذلك بأنها من الطوافين وهؤلاء من الطوافين ربما يؤخذ من هذا طهارة بدن الطفل وأنه طاهر ما لم يتيقن النجاسة إذا تيقن النجاسة هذا شيء ثاني
والفائدة الثامنة في هذه الآية منة الله تعالى على العباد في بيان الآيات الكونية والشرعية حتى لا يبقى للناس على الله حجة بعد هذا البيان كذلك يبين الله لكم الآيات
الفائدة التاسعة أنه لا يستطيع أحد أن يأتي بمثل تشريع الله عز وجل ونظامه من أين تؤخذ؟
الطالب:...

الشيخ : لا من كونه جعل ذلك من الآيات وآيات الله معناها أنها لا تصلح لغيره إذ لو صلحت لغيره لم تكن آية له فهذا يدل على أن شرع الله لا يمكن أن يأتي أحد بمثله وإلا ما صح أن يكون آية لكان غير آية
وفيه أيضا دليل على ثبوت ملك اليمين للآدميين وأن الإسلام جاء بالرق لقوله والذين ملكت أيمانكم ولكن كما هو معروف أن الإسلام حمى حقوق هؤلاء المماليك ورغب في تحريرهم وعتقهم وجعل للعتق أسبابا متعددة
الفائدة الحادية عشر جواز وضع الثوب عند النوم وأن يلتحف الإنسان بلحاف لقوله : وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة قيد الظهيرة في قوله : وحين تضعون ثيابكم وفي الأول ما قيده قال من قبل صلاة الفجر وكذلك فيما بعد ومن بعد صلاة العشاء ولم يقل وحين تضعون ثيابكم من الفجر أو من العشاء
الطالب:...

الشيخ : يعني يعلمون ...
الطالب:...

الشيخ : هذه واحدة والشيء الثاني
الطالب:...

الشيخ : الظاهر أن مثل ما قال محمد أن ما كل الناس يكون عند الظهر عورة له لا تكون عورة له إنما يكون عورة لمن يضع ثوبه لينام عند الظهيرة وبعضهم قال لأن نومة الظهر ليست طويلة فبعض الناس لا يفسخ ثيابه ولهذا قيدها بقوله حين تضعون ثيابكم من الظهيرة بخلاف نوم الليل فإن الناس يخلعون ثيابهم لأن مدته تطول
الطالب:...

الشيخ : ونحن لا نسأل عن جواز وضع الثوب نسأل عن الحكمة في تقييد الظهر بقوله وحين تضعون ثيابكم ولم يقيده في الليل وهذا ما هو سؤال يجوز أو لا يجوز الجواب جائز
طيب وفيه أيضا دليل الفائدة الثانية عشر فيه دليل على عناية الله سبحانه بالخلق وأنهم وإن رضوا بما يستقبح فلن يرضى الله به فقد يقول قائل أنا لا يهمني إذا دخل علي طفلي في هذه الأوقات الثلاثة فنقول له ولكن الله سبحانه وتعالى قد اعتنى بك ومنع من الدخول عليك في هذه الأوقات الثلاثة
الثالثة عشر ذكرناها ما ادري وهي جواز الدخول بدون استئذان في غير هذه الأوقات الثلاثة ذكرناها
الطالب:...

الشيخ : طيب فيه بحث هل هذه الآية محكمة أو منسوخة أو ترك العمل بها لزوال الحاجة إليها وايش قلنا امس؟
الطالب:...وثبت عن ابن عباس أنه قال ....

الشيخ : ولا حجب ولا شيء
الطالب: ولا حجب ... الصحيح ان يقال ...

الشيخ : يعني إذن الآية محكمة وهو كذلك ويجب أن نعرف أنه لا يجوز أن نقول عن آية أو حديث إنه منسوخ إلا بعد ايش ؟ أن يتعذر الجمع بينه وبين ما قيل أنه ناسخ وأن يعلم التاريخ بتأخر الناسخ وإلا إذا كان ما تستطيع أن تجمع فكل العلم إلى الله أما أن تبدأ بالنسخ لأن معنى النسخ إبطال هذا النص وإبطال النص صعب ولذلك يجب على الإنسان أن يتورع عن إطلاق النسخ فيما لم يثبت نسخه ثم إن ترك العمل بها لا يدل على أنها منسوخة في الحقيقة لأن كم من أشياء محكمة وترك الناس العمل بها فترك الناس للعمل بها إما تهاونا وإما لزوال السبب الموجب للاستئذان والآن المؤلف
وفي الآية أيضا الفائدة الخامسة عشر في الآية أيضا إثبات العلم والحكمة لله من هذين الاسمين والله عليم حكيم والحكمة سبق لنا أنها وضع الأشياء في مواضعها بل سبق لنا أن الحكيم ليس معناه ذو الحكمة فقط بل معناه ذو الحكم والحكمة وايش تقول عبد الرحمن .
الطالب:.... المشقة تجلب التيسير.؟

الشيخ : أي نعم فيها أن المشقة تجلب التيسير نشوف كلام المؤلف لأن له تعليق في هذه الآية قال " وآية الاستئذان قيل منسوخة وقيل لا ولكن تهاون الناس في ترك الاستئذان " هذا القولان الذين أشرنا إليهما والصحيح أن الآية محكمة وباقية وأن ترك الاستئذان إما للتهاون وإما لزوال السبب الموجب للاستئذان وأما أن نقول إن الأحكام الشرعية تنسخ لترك الناس العمل بها فهذا لا وجه له
الطالب:....

الشيخ : في ترك الاستئذان تهاون الناس في تركه الذي ينبغي ...أن نقول في ذلك تهاونوا في فعله... وما سبب تهاونهم نقول تركهم ترك الاستئذان .
الطالب:....

الشيخ : إذا قصر في تربيته وتأديبه أما إذا ما قصر فلا
الطالب :اذا كان بالغا

الشيخ : إذا كان بالغ فقد استقل بنفسه اذا بلغ يكون مثل غيره إذا قدر على تغيير المنكر وجب عليه كنا ايضا بحثنا أمس في مسألة قوله تعالى ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن وقلنا للآية منطوق ومفهوم منطوقها لا إشكال فيه وهو نفي الجناح لأنه لا يوجد جناح... لكن مفهومها أنه عليهم جناح في هذه الأوقات الثلاثة على الأولياء وعلى الصغار وهذا فيه إشكال لأن الصغار ليسوا مكلفين حتى يكون عليهم جناح في معصية .
الطالب:...في احد الأفراد

الشيخ : في احد الأفراد أي نعم يقول المفهوم ليس له... فيصدق بوجود صورة من العموم ولو صورة واحدة