تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد قوله تعالى : << ولقد ءاتينا داوود وسلي... - ابن عثيمينقال تعالى:  وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ [ال...
العالم
طريقة البحث
فوائد قوله تعالى : << ولقد ءاتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ [النمل:15].
يستفاد من هذه الآية: بيان ما منَّ الله سبحانه وتعالى به على داود وسليمان لقوله: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا [النمل:15].
وفيها دليل أيضاً على ثناء الله تعالى على نفسه، لأن كونه يتمدّح سبحانه وتعالى بإيتاء داود وسليمان علماً هذا من الثناء، وهل هذا محمودٌ بالنسبة للخلق أن يتمدّح الإنسان بفضله وإلا لا؟
ليس هذا من المحمود إلا إذا كان في ذلك مصلحةٌ للغير ما هو لك أنت، أما الله تعالى فيتمدّح بنفسه للثناء على نفسه، لكن أنت ما تفعل هذا، أما إذا كان فيه مصلحة للغير كإنسان مثلاً يذكر عن نفسه شيئاً لأجل أن يقتدى به في الخير فهذا لا بأس به، أو لأجل أن ينتفع الناس بما عنده، فهذا أيضاً لا بأس به.
حتى ابن مسعود رضي الله عنه قال: " لو أعلم أن أحداً تدعوه الإبل أعلم مني بكتاب الله لأتيته ".
والعلماء ما زالوا يمدحون كتبهم، ابن مالك يقول:
تُقرب الأقصى بلفظ موجز
وتقتضي رضا بغير سخط
وتبسط البذل بوعد منجز
فائقةً ألفيةَ ابن معط

الطالب: يوم قال فائقة .....؟

الشيخ : المهم على كل حال أن مثل هذا ليس بمصلحة الإنسان، هذا لمصلحة غيره، لأجل أن ينتفعوا من هذا المؤلف مثلاً.
الطالب: .....؟

الشيخ : على كل حال نحن نتكلم على الذي ما فيه ............ مع أن هذا في الحقيقة الإنسان قد يجتهد مهما كانت قد يجتهد، لكن .... يعني إذا أصلح ما بينه وبين ربه ما يهمه الناس.
المهم في هذه الآية دليل على تمدّح الله سبحانه وتعالى بما تفضّل به على عباده، بقوله: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا [النمل:15].
الثالث: ذكرنا فضيلة داود وسليمان ؟
الطالب: لا

الشيخ : فضيلة داود وسليمان،... فضيلة داود وسليمان وأنهما أهلٌ لهذه النعمة، لأن الله تبارك وتعالى يقول: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ [الأنعام:124] فما من فضلٍ يعطيه الله العبد إلا وهو في مكانه، لأن الله حكيم.
الطالب: .....

الشيخ : نعم. وفيه دليل على فضيلة العلم، لقوله: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا [النمل:15].
وهذا لا شك في فضل العلم، قال الله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الزمر:9] لكن يبقى النظر ما هو العلم الممدوح؟ هذا هو الذي الآن الناس فيه في جدل، ما هو العلم الممدوح؟
المراد بذلك علم الشريعة، هذا هو العلم الممدوح، أما ما سوى علم الشريعة فإنه لا يُمدح إلا حيث يوصل إلى محمود، الذي غيره من الشريعة ما يُمدح إلا حيث يوصل إلى أمرٍ محمود.
عكس ما كان عليه الناس اليوم، كثير من الناس الجُهّال يمدحون العلم بغير الشريعة، بعض الناس والعياذ بالله يرى أن علم الشريعة تأخّر، وأن علم الطبيعة تقدّم، ولهذا يمتدح هؤلاء العلماء والصنائع، وطبقات الأرض.. وغير ذلك، وتجده مثلاً يتمدح: هذا أصل العلم، أو هذا هو العلم .. وما أشبه ذلك. أو إذا رأى من الصنائع الغريبة قال: نعم العلم.. العلم، يعني: ما في شك أن الآن هذا يفضّل هذا العصر على عصر الصحابة، هذا ليس هو المقصود.
كل ما أثنى الله على العلم فليس هذا هو المقصود، بل المقصود به علم الشريعة، لأن علم الشريعة هو الذي ينفع الخلق، حتى علم الشريعة هو الذي يدلهم على هذه العلوم الذي يتمدّحون به، لأن الله يأمر بأن نسعى في الأرض هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ [الملك:15]، أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [الأعراف:185] وما أشبه ذلك.
فالحاصل: أن العلم الذي منّ الله به على داود وسليمان وأثنى عليهما به هو علم الشريعة، وهكذا جميع ما في النصوص من مدح العلم فهو علم الشريعة، لأنه هو الذي يُحمد لذاته، وما عداه فمتى يُحمد؟
الطالب: ...

الشيخ : إذا كان موصلاً إلى أمر محمود، وإلا فإنه إن أوصل إلى أمرٍ مذموم كان مذموماً، وإن أوصل إلى أمرٍ لا يُحمد ولا يُذم فهو لا يُحمد ولا يُذم...

Webiste