تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال الله تعالى : << فلمآأن أراد أن يبطش بالذ... - ابن عثيمين فلما أن  "زائدة" قوله: فلما أن زائدة  يعني أن كلمة أن زائدة وهو زيادة لفظية وإعرابية وليست زيادة معنوية، لأنها تفيد التوكيد، وجميع الحروف الزائدة في ال...
العالم
طريقة البحث
قال الله تعالى : << فلمآأن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلآ أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فلما أن "زائدة" قوله: فلما أن زائدة يعني أن كلمة أن زائدة وهو زيادة لفظية وإعرابية وليست زيادة معنوية، لأنها تفيد التوكيد، وجميع الحروف الزائدة في القرآن لفظا هي أصلية معنىً، لأنها تفيد معنى التوكيد وتَطَّرِد زيادة أن بعد لما، وكذلك قبل لو ، نعم، كما في قول الشاعر: وأقسم أن لو التقينا وأنتم وأقسم أن لو التقينا وأنتم ومثل قوله تعالى: وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ على أن وأن لو استقاموا تقدم أنها تكون مخففة من الثقيلة يعني: وأنهم لو استقاموا، طيب هنا يقول: فلما أن زائدة أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما بموسى والمستغيث به قال المستغيث لما أن أراد أن يبطش قال: أتريد أن تقتلني، كيف عرف أنه يريد والإرادة عمل قلبي؟ تهيأ وأراد أن يفعل فهو لا بد أنه استند في هذا العلم استند إلى أمر ظاهر، وإلا فالإرادة محلها القلب، وقوله: أراد أي موسى أن يبطش ايش معنى البطش؟ هو الأخذ بقوة، نعم، والأخذ بقوة أراد أن يبطش به قال المستغيث ظاناً أنه يبطش به بما قال له: يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس. قوله: قال المستغيث يعني الفاعل في قال المستغيث وهذا يُبعده أمران أمر معنوي وأمر لفظي: أما الأمر اللفظي فإنَّ قال ضميرها يعود إلى أقرب مذكور وأقرب مذكور ما هو؟ الذي القبطي بالذي هو عدو لهما والثاني: أنه قال: يا موسى أتريد أن تقتلني والله يقول: فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما فنحن نفسر الإرادة الثانية بالإرادة الأولى، لأن القبطي هو الذي قال: أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس، فإذا قال قائل: هذا يُبعده أن القبطي لا علم له بذلك من أين علم؟ قيل: إما أنه استنتج ذلك من قوله للإسرائيلي: إنك لغوي مبين، وقصة القتل اشتهرت في المدينة وبانت وصار الناس يتحدثون عنها فهذا القبطي عرف أن الإسرائيلي عدو له أليس كذلك؟ وهذا لام موسى قال: إنك لغوي مبين، فاستنتج من ذلك أن الذي قتل القبطي بالأمس هو موسى فقال: أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس، وهذا القول هو الراجح من قَوْلَي المفسرين ،والمفسرون لهم في ذلك قولان: أحدهما: أن الذي قال ذلك الإسرائيلي مع أن موسى تهيأ للبطش بالقبطي، لكن هو ظن أنه سيبطش به لذا قال: إنك لغوي مبين، والقول الثاني الذي ذكرناه أن القائل هو القبطي ويُرجح ذلك أنه لما قال: إنك لغوي مبين وقد عُلِم أن الإسرائيليين أعداء للأقباط عَلِم بأن موسى عليه الصلاة والسلام هو الذي. استنتج من هذه القصة أنه هو الذي قتل القبطي بالأمس ولهذا قال: أتريد أن تقتلني لأني قبطي مثل ما قتلت القبطي بالأمس نعم
الطالب:... إنك لغوي مبين.

الشيخ : لكن ما قال... أتريد أن تقتلني....
الطالب:...استنتج القبطي أنه قتل القبطي الآخر ...

الشيخ : نعم ،نعم هو يستنتج هذا لكن لما تهيأ موسى للقتل وهذا قد استصرخه علِم أن من يقتله موسى وأن هذا استصرخه ...بالأمس فحدث القتل
الطالب: أما يحتمل أن القائل له هو الإسرائيلي... يمكن لما أخبر قبل ما يأتي أو لما رأى موسى قال أنه سيقتله كما قتل نفسا بالأمس؟

الشيخ : على كل حال هذا ما هو موجود في القرآن أن الإسرائيلي أخبر القبطي بأن موسى سيقتله أو تهدده بذلك هذا ما هو موجود أما الذي ممكن هو الاستنباط
الطالب: طيب ما ... بالقتل

الشيخ : لا، لأنه لما قال له: إنك لغوي مبين علم أن هناك شيء سابق اللي هو القبطي علم أن هناك شيئا سابقا لهذا الإسرائيلي فالقضية مشتهرة والمعروف في عداوة الأقباط هم الإسرائيليين، فكون هذا الإسرائيلي يستغيث لموسى وموسى يتهيأ للقتل استنتج القبطي من ذلك أن الذي قتل الرجل القبطي بالأمس هو موسى، وأن القضية مشابهة لقضية اليوم.
الطالب: لا مناسبة بين قوله إنك لغوي مبين ثم تهيأ له لأن مقتضى إنك لغوي مبين أن لا يجيبه إلى ذلك

الشيخ : هو على كل حال هو من شيعته ولامه وإن كان يعينه كما يجري الآن، الآن لا يترك أحد من أقاربه أو من أصحابه عمل مشكلة ثم عملها في اليوم الثاني تلومه ومع ذلك تنصره ما يمنع هذا فيلومه وينصره ولهذا جاء أن هذا الولد أشقانا وأتعبنا وهو يروح للسلطات ... وهو يلومه وهو يعينه.
الطالب:...

الشيخ : الامر الأول أن الضمير يعود على أقرب مذكور هذا قاعدة في اللغة العربية فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال قال من يريد أن يُبطَش به قال: أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس، والأمر الثاني في قوله: أتريد أن تقتلني أن الرجل قال: أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس. والله يقول: فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما أراد أن يبطش قال أتريد أن تقتلني فإرادة القتل ما توجهت للإسرائيلي أصلا فالقرآن يدل على أن إرادة القتل توجهت إلى من؟ إلى القبطي. فقال القبطي هذا الكلام: أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس.
قال إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين قال: إن: ما، ايش معنى إن؟ يعني أنّ إن بمعنى ما وهي نافية وقوله: تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض الجبار معناه المتعالي المترفع على غيره وهو من أسماء الله سبحانه وتعالى ويوصف به غيره، ولكنه من أسماء الله له ثلاثة معاني: الجبار من أسماء الله سبحانه وتعالى له ثلاثة معاني: أحدهما المتعاظم وذو القوة والبطش، والثاني: في ... الجبار الذي يجبر الكسير ويرحمه ويعطف عليه، والثالث: يقول ابن القيم في النونية:
وله مسمى ثالث وهو العلو فليس يدنو منه من إنسان
من قولهم جبارة للنخلة ال عليا ......................
وجبار بمعنى الارتفاع ومنه قولهم نخلة جبارة يعني طويلة مرتفعة، لكن إذا جاءت في صفات غير الله فإنها للذم قال الله تعالى: كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين هذه التهمة إلا أن تكون جبارا في الأرض من أين استند إليها؟ من قتله بالأمس وإرادة قتله اليوم. ثانيا: وما تريد أن تكون من المصلحين أخذها أيضا من قتله بالأمس وسيَقتُل اليوم، والمصلح عادة لا يعتدي على أحد المتخاصمَين ماذا يصنع؟ يحاول الإصلاح بينهما، فهو يقول: إنك بإرادتك القتل وقد قتلت بالأمس معناها أنك تريد أن تكون جبارا ولا تريد الإصلاح إذ أن من يريد الإصلاح يسعى بالإصلاح بين الناس ما يسعى يستعدي على أحدهم دون الآخر، وهذا الذي قاله على ينطبق حقاً على موسى؟ نعم؟ لا، ما ينطبق عليه، لأن موسى عليه الصلاة والسلام ما أراد إلا الإصلاح ولكنه هذا الرجل ظن أنه لا يريد إلا الجبروت والاعتداء على من كان من غير شيعته.
وما تريد أن تكون من المصلحين * وجاء رجل فسمع القبطي ذلك فعلم أن القاتل موسى فانطلق إلى فرعون فأخبرهم بذلك، فأمر فرعون الذباحين بقتل موسى فأخذوا في الطريق إليه" هذا الذي فسره بناء على ما اختاره من أن الذي قال: أتريد هو الإسرائيلي، أما على القول الثاني فإن القبطي لما رأى أن موسى يريد أن يقتله فاستنتج أنه القاتل بالأمس ذهب ترك المخاصمة وذهب إلى آل فرعون وأخبرهم، وإذا أخبرهم فسوف ينتقمون لأنفسهم، أرسلوا من يطلب موسى أو لم يرسلوا ولكن جعلوا يتشاورون كما هو ظاهر في كلام الرجل وعليه فلا نجزم أنهم أرسلوا إلى موسى من يذبحه، لأن الرجل الذي جاء وهو ناصح لم يقل: إن الملأ أرسلوا من يذبحه ولكن قال: إنهم يأتمرون بك ليقتلوك. يعني يتشاورون فيما بينهم ماذا يصنعون.

Webiste