قال الله تعالى : << وما كنت بجانب الطور إذ نادينا و لكن رحمة من ربك لتنذر قوما مآ أتيناهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون>>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وما كنت بجانب الطور الجبل إذ حين نادينا موسى أن خذ الكتاب بقوة" وما كنت بجانب الطور هذا خبر آخر غير الخبر الأول الذي فيه ابتداء الوحي، لأن الله تعالى بعد ما أهلك القرون الأولى وَعَد موسى ثلاثين ليلة وأتَمَّها بعشر واختار مَن اختار من قومه ثم ذهب إلى الله سبحانه وتعالى لمُناجاته وإنزال التوراة عليه يقول الله تعالى: ما كنت بجانب الطور جانب أي جِهة الطور أو قُرْب الطور، والطور هو الجبل المعروف في سيناء إذ حين نادينا أفاد المؤلف بأن إذ هنا ليست تعليلية ولكنَّها ظرفية، وهي ظرف لِما مضى من الزمان وإذا ظرف لِما يستقبل طيب قال: وإذاً ظرف للحاضر وبهذا استكملت الظروف الثلاثة إذا للمستقبل وإذ للماضي وإذاً للحاضر، قال: إذ نادينا موسى أن خذ الكتاب بقوة" والله قال له: خذ الكتاب بقوة لِموسى؟ ولّا بني إسرائيل؟
الطالب: ...
الشيخ : حين رفع فوقهم الطور قال: خذوا ما آتيناكم بقوة فالظاهر أن المؤلف تَوَهَّم في هذا نعم، وخلنا نتأمل بعد في قوله تعالى: وأمر قومك يأخذوا بأحسنها وش اللي قبله؟ ايش في سورة الأعراف؟ ...
الطالب: وكتبنا له في الألواح مِن كل شيء .
الشيخ : وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا [الأعراف:145] إذاً قول المؤلف:" أن خذ الكتاب بقوة" بالمعنى أتى بها، وإلّا فالله يقول: فخذها أي الألواح اللي فيها التوراة بقوة، يقول إذاً أُمِر موسى أن يأخذها بقوة أن يأخذ الألواح بقوة فعلى كل حال كلام المؤلف إذاً صواب بس إنه أتى به بالمعنى لا باللفظ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ أي خُذ هذه الألواح بِقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها يقول الله عز وجل: ولكن أرسلناك رحمة من ربك اعتدنا أن قوله: رحمة مفعول لأجله عاملها محذوف التقدير: أرسلناك رحمة، وقوله: رحمة ليس المعنى أنَّه هو الرحمة ولكن المعنى أنَّه أرسل بالرحمة لِيَرحم به، فالرحمة مِن الله سبحانه وتعالى وأرسله الله رحمةً كما قال تعالى في آية أخرى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107] ليس المعنى: وما أرسلناك إلا حال كونك رحمة. ولكن: إلا مِن أجل الرحمة. فبيْن المعنيين فرق.
ولكن رحمة مِن ربك أضاف الربوبية إلى الرسول صلى الله عليه وسلم على سبيل التخصيص والتشهير وهذه الرحمة الخاصة وهناك رحمة عامة، وفيها دليل -أي في قوله: مِن ربك- على أنَّ إرسال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الخلق لِيُرحمُوا بِه أنه من الربوبية الخاصة، لأنّ مِن نعمة الله على العبد أن يلهِمَه الهدى لِيهدِيَ الناس به فإنَّ هذا في الحقيقة من أكبر النعم، فالنبي عليه الصلاة والسلام أُوحِيَ إليه لِيُرحَم الخلق بما أُوحِي إليه، وهذا مِن مقتضى الربوبية الخاصة ولهذا قال: من ربك ولم يقل: من ربهم مِن ربك الذي ربَّاك تربية خاصة، لِتُنْذِر اللام هنا حرف جر، لأنها داخلةٌ على أنْ المقدرة أي لأن تنذر ثم تُحوَّل إلى مصدر فيكون لإنذارك قوماً ولهذا على مذهب البصريين تقول اللام حرف جر، وتنذر فعلٌ مضارع منصوب بأن مضمرةً جوازاً بعد اللام، على رأي الكوفيين يقولون: إن اللام هي الناصبة فيقول: اللام لام كي وهي ناصبة، لكن البصريين أدق منهم في هذه الناحية بل حقيقة الأمر أن اللام حرف جر وأنَّ أنْ هي الناصبة مُقدَّرة، طيب أين متعلق لتنذر مُتعَلَّقُها هذا المحذوف الذي قدَّره المؤلف أرسلناك.
لتنذر قوما الإنذار هو الإعلام بِما يُخَاف، هذا الإنذار الإعلام بِما يخاف، والإعلام بما يُرغَب ايش يُسَمى؟
الطالب: بشارة.
الشيخ : بَشارة أو تبشير، وقوله: قوماً المراد بِهم قريش، ولا يعني ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام مبعُوثٌ إليهم خاصة ولكن لِأنَّ أوَّل مَن أنذرهم كانت قريش وإلَّا فقد بُعِث لهم ولغيرهم تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ -مِن قريش وغيرِهم- نَذِيرًا .
لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ ما نافية، وأتاهم بمعنى جاءهم، ومِن حرف جر زائد إعراباً لا معنىً، ونذير فاعل أتى يعني: ما جاءهم نذير وفائدةُ زيادةِ مِن أنَّ التنصيص على العموم، فِي كل الأزمان الماضية ما أتاهم أحد ينذِرُهم قبل الرسول صلى الله عليه وسلم، وقوله: لتنذر قوما ما أتاهم جملة ما أتاهم في محل نصب صفة لايش؟
الطالب: قوم.
الشيخ : لـقوما وقوله: ما أتاهم من نذير من قبلك قال المؤلف: "وهم.. بمكة" هذا تفسير القوم، إذا قال قائل: أليس إسماعيل رسولا؟
الطالب: بلى.
الشيخ : طيب إذاً هو قد أتاهم قبل النبي صلى الله عليه وسلم ولّا لا؟
الطالب: المراد أولاده أولاده ما ...
الشيخ : أو يُقال: أنه لما طال العهد حتى انمحت صاروا محتاجين إلى نذير ولم يأتهم نذير، فما أتاهم من نذير بعد أن انقرضت معالِم رسالة إسماعيل، وإلّا فلا ريب أن إسماعيل مُرسَل إليهم، لأنه نبي ولكنه انقرضت، ولهذا كان من دعاء إسماعيل وإبراهيم أنهم قالوا: ربنا وابعث فيهم رسولاً مِنْهم وأجمع المفسرون على أنَّ المراد به محمد صلى الله عليه وسلم، فمُنْذ إسماعيل إلى أن بُعِثَ الرسول عليه الصلاة والسلام ما جاءهم نبي وانقرضت معالم النبوة وكان أول من غيرها عمرو بن لحي الخزاعي فإنه هو الذي أدخل عبادة الأصنام وأدخل السوائب على العرب حتى انمحت به الحقيقة.
الطالب: ولا لهم علاقة بـ .. إسرائيل وموسى وعيسى؟
الشيخ : لا ما لهم علاقة، لأنّ رسالة موسى وعيسى إلى قومهم إِلى بني إسرائيل.
لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون لعل هذه للتعليل وهي متعلقة بتنذر تنذرهم لأجل أن يتذكروا أي يتعظوا بِما جئت به، وهذه التعليل سنذكر في الفوائد إن شاء الله ما هي فائدته.
الطالب:...
الشيخ : ما هي خبر يعني ما دخلت على اسم.
الطالب:...
الشيخ : لا، تزاد في خبر ما لكن هنا ما فيها ما دخلت على جملة اسمية، زيادة مِن أنها إذا حُذِفت استقام الكلام بدونها.
الطالب:...
الشيخ : القاعدة إنك لو حذفتها هنا قلت: ما أتاهم نذير. صحّ فهو دليل على زيادتها
الطالب: ...
الشيخ : حين رفع فوقهم الطور قال: خذوا ما آتيناكم بقوة فالظاهر أن المؤلف تَوَهَّم في هذا نعم، وخلنا نتأمل بعد في قوله تعالى: وأمر قومك يأخذوا بأحسنها وش اللي قبله؟ ايش في سورة الأعراف؟ ...
الطالب: وكتبنا له في الألواح مِن كل شيء .
الشيخ : وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا [الأعراف:145] إذاً قول المؤلف:" أن خذ الكتاب بقوة" بالمعنى أتى بها، وإلّا فالله يقول: فخذها أي الألواح اللي فيها التوراة بقوة، يقول إذاً أُمِر موسى أن يأخذها بقوة أن يأخذ الألواح بقوة فعلى كل حال كلام المؤلف إذاً صواب بس إنه أتى به بالمعنى لا باللفظ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ أي خُذ هذه الألواح بِقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها يقول الله عز وجل: ولكن أرسلناك رحمة من ربك اعتدنا أن قوله: رحمة مفعول لأجله عاملها محذوف التقدير: أرسلناك رحمة، وقوله: رحمة ليس المعنى أنَّه هو الرحمة ولكن المعنى أنَّه أرسل بالرحمة لِيَرحم به، فالرحمة مِن الله سبحانه وتعالى وأرسله الله رحمةً كما قال تعالى في آية أخرى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107] ليس المعنى: وما أرسلناك إلا حال كونك رحمة. ولكن: إلا مِن أجل الرحمة. فبيْن المعنيين فرق.
ولكن رحمة مِن ربك أضاف الربوبية إلى الرسول صلى الله عليه وسلم على سبيل التخصيص والتشهير وهذه الرحمة الخاصة وهناك رحمة عامة، وفيها دليل -أي في قوله: مِن ربك- على أنَّ إرسال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الخلق لِيُرحمُوا بِه أنه من الربوبية الخاصة، لأنّ مِن نعمة الله على العبد أن يلهِمَه الهدى لِيهدِيَ الناس به فإنَّ هذا في الحقيقة من أكبر النعم، فالنبي عليه الصلاة والسلام أُوحِيَ إليه لِيُرحَم الخلق بما أُوحِي إليه، وهذا مِن مقتضى الربوبية الخاصة ولهذا قال: من ربك ولم يقل: من ربهم مِن ربك الذي ربَّاك تربية خاصة، لِتُنْذِر اللام هنا حرف جر، لأنها داخلةٌ على أنْ المقدرة أي لأن تنذر ثم تُحوَّل إلى مصدر فيكون لإنذارك قوماً ولهذا على مذهب البصريين تقول اللام حرف جر، وتنذر فعلٌ مضارع منصوب بأن مضمرةً جوازاً بعد اللام، على رأي الكوفيين يقولون: إن اللام هي الناصبة فيقول: اللام لام كي وهي ناصبة، لكن البصريين أدق منهم في هذه الناحية بل حقيقة الأمر أن اللام حرف جر وأنَّ أنْ هي الناصبة مُقدَّرة، طيب أين متعلق لتنذر مُتعَلَّقُها هذا المحذوف الذي قدَّره المؤلف أرسلناك.
لتنذر قوما الإنذار هو الإعلام بِما يُخَاف، هذا الإنذار الإعلام بِما يخاف، والإعلام بما يُرغَب ايش يُسَمى؟
الطالب: بشارة.
الشيخ : بَشارة أو تبشير، وقوله: قوماً المراد بِهم قريش، ولا يعني ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام مبعُوثٌ إليهم خاصة ولكن لِأنَّ أوَّل مَن أنذرهم كانت قريش وإلَّا فقد بُعِث لهم ولغيرهم تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ -مِن قريش وغيرِهم- نَذِيرًا .
لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ ما نافية، وأتاهم بمعنى جاءهم، ومِن حرف جر زائد إعراباً لا معنىً، ونذير فاعل أتى يعني: ما جاءهم نذير وفائدةُ زيادةِ مِن أنَّ التنصيص على العموم، فِي كل الأزمان الماضية ما أتاهم أحد ينذِرُهم قبل الرسول صلى الله عليه وسلم، وقوله: لتنذر قوما ما أتاهم جملة ما أتاهم في محل نصب صفة لايش؟
الطالب: قوم.
الشيخ : لـقوما وقوله: ما أتاهم من نذير من قبلك قال المؤلف: "وهم.. بمكة" هذا تفسير القوم، إذا قال قائل: أليس إسماعيل رسولا؟
الطالب: بلى.
الشيخ : طيب إذاً هو قد أتاهم قبل النبي صلى الله عليه وسلم ولّا لا؟
الطالب: المراد أولاده أولاده ما ...
الشيخ : أو يُقال: أنه لما طال العهد حتى انمحت صاروا محتاجين إلى نذير ولم يأتهم نذير، فما أتاهم من نذير بعد أن انقرضت معالِم رسالة إسماعيل، وإلّا فلا ريب أن إسماعيل مُرسَل إليهم، لأنه نبي ولكنه انقرضت، ولهذا كان من دعاء إسماعيل وإبراهيم أنهم قالوا: ربنا وابعث فيهم رسولاً مِنْهم وأجمع المفسرون على أنَّ المراد به محمد صلى الله عليه وسلم، فمُنْذ إسماعيل إلى أن بُعِثَ الرسول عليه الصلاة والسلام ما جاءهم نبي وانقرضت معالم النبوة وكان أول من غيرها عمرو بن لحي الخزاعي فإنه هو الذي أدخل عبادة الأصنام وأدخل السوائب على العرب حتى انمحت به الحقيقة.
الطالب: ولا لهم علاقة بـ .. إسرائيل وموسى وعيسى؟
الشيخ : لا ما لهم علاقة، لأنّ رسالة موسى وعيسى إلى قومهم إِلى بني إسرائيل.
لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون لعل هذه للتعليل وهي متعلقة بتنذر تنذرهم لأجل أن يتذكروا أي يتعظوا بِما جئت به، وهذه التعليل سنذكر في الفوائد إن شاء الله ما هي فائدته.
الطالب:...
الشيخ : ما هي خبر يعني ما دخلت على اسم.
الطالب:...
الشيخ : لا، تزاد في خبر ما لكن هنا ما فيها ما دخلت على جملة اسمية، زيادة مِن أنها إذا حُذِفت استقام الكلام بدونها.
الطالب:...
الشيخ : القاعدة إنك لو حذفتها هنا قلت: ما أتاهم نذير. صحّ فهو دليل على زيادتها
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى: (فليدع ناديه. - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : << وقالوا لولآ أنزل عليه ءا... - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( وما آتيناهم من كتب... - ابن عثيمين
- باب : من بلغ ستين سنة، فقد أعذر الله إليه في... - ابن عثيمين
- نرجو التفصيل في مسألة إرسال النذير وإقامة الحج... - الالباني
- تفسير قوله تعالى لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم... - الفوزان
- ما معنى قوله تعالى: {وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ}؟ - ابن باز
- قوله تعالى: ( وكل أمة رسول...) وأيضا قوله تع... - ابن عثيمين
- كيف نجمع بين الأحاديث الدالة على أن أبوي النبي... - الالباني
- تفسير قوله تعالى: (هذا نذير من النذر الأولى) - ابن عثيمين
- قال الله تعالى : << وما كنت بجانب الطور إذ ن... - ابن عثيمين