تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد قوله تعالى : << أولئك يؤتون أجرهم مرتي... - ابن عثيمينوقوله تعالى:  أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَئونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ  إلى آخره  ومما رزقناهم ينفقون  يُستفا...
العالم
طريقة البحث
فوائد قوله تعالى : << أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا...........>>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وقوله تعالى: أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَئونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ إلى آخره ومما رزقناهم ينفقون يُستفاد من هذه الآية الكريمة أن المؤمنين مِن أهل الكتاب لهم أجران: الأجر الأول الإيمان بكتابهم، والثاني الإيمان بالقرآن.
ومن فوائدها إثبات عدل الله سبحانه وتعالى حيث لم يُضيِّع أجرهم الأول بالأجر الثاني ولا الأجر الثاني بالأجر الأول.
يستفاد من ذلك أيضاً أن الثواب على قدر العمل، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره هؤلاء كان ثوابهم مرتين لأنهم عمِلوا مرتين.
ومن فوائد الآية أيضا إثبات الأسباب والعلل، لقوله: بما صبروا .
ومن فوائدها فضيلة الصبر ما دام أن الصبرَ سبب للأجر فلا شك أنه صفة حميدة وفاضلة، نعم وأظن أننا في التفسير ذكرنا أن الصبر ينقسم إلى ثلاثةِ أقسام:
الطالب: صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على أقدار الله.

الشيخ : .. وأن أفضلها أولها ثم الثاني ثم الثالث.
ويستفاد منها أيضاً أن الحسنات يذهبن السيئات، لقوله: ويدرؤون بالحسنة السيئة .
ومن فوائدها أيضا أنه ينبغي مقابلة المسيء بالإحسان يعني الآية كما قُلنا عامة لدرئه سيئاتهم بحسناتهم ودرئهم سيئات غيرهم بالإحسان إليهم، وأتينا لذلك بشاهد من القرآن، ولكن هذا الدرْء ثقيل على المرء درءُ سيئات الغير بالإحسان إليه هذا ثقيل على المرء جداً ولهذا قال الله تعالى: وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت:35] أكثرُ الناس يقول: والله لأكِيلَنَّ له الصاع بالصاعين والصفعة بالصفعتين لكن الأمر ليس كذلك ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ -وش النتيجة؟- فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت:34] وشوف أتى بإذا الفجائية للدلالة على أنّ هذا الأمر يتحول بسرعة، هذا العدو يتحول بسرعة يكون كأنه ولي حميم يعني صديق قريب لك، إذاً نقول إنه يستفاد منه أيش؟ أن الحسنات يذهبن السيئات وأنه ينبغي مقابلة الإساءة بالإحسان، إلا أننا ذكرنا أن هذا ينبغي أن لا يكون مظهر عجز في المرء فإن كان مظهر عجز في المرء فلا ينبغي، لأن الله يقول: وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ [الشورى:41]
الطالب:....

الشيخ : إي نعم ولو كان فاسقاً هذا بالنسبة لحقك الخاص، أما بالنسبة لحق الله لا، يعامل بما يقتضيه الشرع، نعم.
الطالب: ....

الشيخ : إن الحسنات يذهبن السيئات نعم ربما تُذْهِب السيئات الحسنات بالمقابلة، بطريق المقابلة، لأن الحسنات والسيئات تُوزَن يوم القيامة فإذا رَجَح أحدهما صار الحكم له.
ويستفاد من هذه الآية أيضاً فضيلة الإنفاق من رزق الله ومما رزقناهم .
ويستفاد منه أيضا أن المنفِق لم يُنفِق مِما صنعه أو اكتسبه بنفسه ولكن ينفِق من أين ؟ مِن رزق الله فالله هو الذي رزقك وهو الذي أمرك، فأنت في الحقيقة خادم عبد متصرِّف حسبَ أمر سيدك، قال لك: اكتسِب فاكتسبت قال لك: أنفِق فأنفقْت.
طيب قوله ومما رزقناهم ينفقون كيف نجمع بين ما هنا وبين قولِه في وصفِ عباد الرحمن وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [الفرقان:67] وبين قولِه: وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا [الإسراء:29] نقول: نَجمَع بينهما بأنّ غالبَ أحوال الناس ألا ينفقوا جميع أموالهم لأن إنفاق جميع المال قد يكون مضراً بهم، لكن في بعض الأحيان يكون إنفاق جميع المال محموداً فلهذا قال: لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك فلا تنفق ولا تبسطها كل البسط فتنفِق كل ما عندك، لكن النصوص الأخرى تدل على أنّ المسألة مبنية على أي شيء؟ على تغيِّر الحكم بتغيِّر الأحوال، فقد يكون الأفضل إنفاق جميع المال وقد يكون مِن الأفضل إنفاق بعضه.
ويستفاد من الآية الكريمة أيضاً قوله: ومما رزقناهم ينفقون أنّ الإنفاق مِن رزق الله تبارك وتعالى محمود، والرزق كما عرفنا في باب العقيدة الرزق ما ينفع من حلال وضدِّه يقول ..: والرزق ما ينفع من حلال وضدِّه، وهو وش ضدُّه؟ الحرام فهل يُحمد الإنسان إذا أنفق مِن حرام؟ لا، لأنه ما يُثاب عليه والواجب عليه أنه يرد الشيء ويتخلص منه هذا الواجب عليه، لكن المراد هنا الرزق الذي يُحمد على الإنفاق منه إذا كان زرقاً حلالا، أما مَن اكتسب شيئاً حراماً فإن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر بِأنه إن أنفقه لم يُبَارك لَه فيه، وإن تصدق به لم يُقبَل منه، وإن خَلَّفه كان زاده إلى النار، وهذا يدل على أن الإنفاق من المحرم لا ينفع المرء، لكن ينفعه متى؟ إذا أنفقه يريد التخلص منه فإنه ينفعه بمعنى أنَّه لا يلحقه شيء من جَرَّاءِه، وينفعه، لأن إنفاقه للتخلص منه توبة والتوبة تنفع العبد، فمثلاً إذا كان إنسان عنده مائة ألف درهم اكتسبها من حرام وأنفقها للتخلص منها هل يُعطى أجر من تصدق بها؟ لا، لكن يُعطى أجرا على التوبةِ من هذا الذنب الذي فعله وأما .... لكن لو أنه اكتسبها من حلال وأنفقها أُعْطِيَ الأجر بقدرها وعلى حسب المضاعفة التي جاء بها النص.
قال الله تبارك تعالى-نبتدأ درس اليوم وإذا سمعوا اللغو نعم؟
الطالب:.....

الشيخ : إذا كان، ما يفيد الإنسان، لأن العاجز ترك الشيء لعجزه عنه ....ولهذا قال الله تعالى: وكان الله عفواً قديراً فمدح نفسه بأنه عافٍ مع القدرة، أما من عفا لعجزِه وش الفائدة؟ واحد مثلاً يضربه جندي وهو ما يقدر يقاتل الجندي، يقول:.. جزاك الله خير، الله يحسن إليك. نعم، هذا عاجز لكن لو يضربه واحد من ... وش يسوي له؟ يمكن يعطيه عن الصاع صاعين

Webiste