تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال الله تعالى : << أولئك يؤتون أجرهم مرتين... - ابن عثيمينقال الله تعالى:  أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا  أولئك المشار إليهم من؟ الذين أوتوا الكتاب ثم آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم، أوتوا الكتاب من قبل ف...
العالم
طريقة البحث
قال الله تعالى : << أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال الله تعالى: أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا أولئك المشار إليهم من؟ الذين أوتوا الكتاب ثم آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم، أوتوا الكتاب من قبل فآمَنوا به ثم آمَنوا بالرسول، يؤتون أجرهم أي يعطون يعني يعطون أجرهم وهذه فيها شاهد لدرس البارحة ولا لا؟ يعطون أجرهم درس النحو ...
الطالب: هذه يؤتون من باب الكسر.

الشيخ : مِن باب الكسر، .. يفعل فيها .. مقام الفاعل لأنه .. عن المفعول، وهو الواو نائب فاعل يؤتون والمفعول الثاني أجرهم نعم، وأما قوله: مرتين فإنه مفعول مطلق يعني أنّه دال على المصدر لكنه بغير لفظه، كل ما دل على المصدر بغير لفظه فهو مفعول مطلق، مرتين بإيمانهم بالكتابين فهم يُؤتون أجرَهم مرتين المرة الأولى على الإيمان بالكتاب السابق، والمرة الثانية على الإيمان بالقرآن، وأما أهل الجاهلية الذي آمنوا بالقرآن فيُعطَون أجرهم مرة واحدة، لأنهم ما آمنوا مرتين، وقد ثبت بهذا الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام إضافة لهذه الآية فإن النبي عليه الصلاة والسلام ذَكَر الذين يؤتون أجرهم مرتين: الرجل الذي آمن بالكتاب الذي نَزَل إليه ثم آمن بما أُنزِل على محمد، والرجل يعتق المرأة ويتزوجها، والثالث العبد الذي أحسن في عبادة الله وفي معاملة مواليه، قال: يؤتون أجرهم مرتين بِما صبروا الباء للسببية، وما مصدرية وما معنى المصدرية أو ما علامتها؟ علامتها أن تُحوَّل .. ما بعدها إلى مصدر، فهنا نقول في التحويل كما قال المؤلف: لصبرهم" وأسألكم الآن هل تصح أن تكون ما اسما موصولا؟
الطالب:....

الشيخ : أي بالذي صبروا يصِح؟ أي بالذي صبروا يؤتون أجرهم مرتين بالذي صبروا؟ لا، ما يصح وش معنى بالذي صبروا ثم لو كانت موصولة لكانت على تقدير الضمير بالذي صبروه وهذا ما يستقيم فإذاً هنا يتعين أن تكون مصدرية أي بصبرهم وهو أحد محامِل ما العشرة نُكرِّرها لأجل تبقى في أذهاننا. حافظه؟ اقرأها.
الطالب: محامل ما عشرٌ إذا رُمت عدّها فحافظ على بيت سليم من الشعر
ستفهم شرط الوصل فاعجب لنكرها لكف ونفي زيد تعظيم مصدر

الشيخ : .... سيبويه الثاني طيب
ستفهم شرط الوصل فاعجب لمثلها بِكفًّ ونفي زِيد تعظيمُ مصدر
اللي معنا مِن هذا البيت قوله: مصدر، وقوله: بما صبروا أي بصبرهم على العمل بهما وهذا الصبر على العمل بهما هل هو مِن باب الصبر على طاعة الله أو مِن باب الصبر عن معصية الله أو مِن باب الصبر على أقدار الله؟ نقول: هو الثلاثة تجتمِع، هم صبروا على طاعة الله فإن الشرع فيه أوامر شاقّة على النفوس تحتاج إلى معالجة فهذا صبر على طاعة الله، في الشرائع نواهي نُهِي عنها قد يشُقُّ على النفس تركُها ففيها صبر عن معصية الله، كذلك أيضاً في الشرائع إيذاء فإنّ المجرمين يُؤْذون المؤمنين وربما يضربونهم وربما يقتلونَهم أليس كذلك؟ وهذا صبر ايش؟
الطالب: على أقدار الله.

الشيخ : على أقدار الله المؤلمة، فعلى هذا يكون الصبر على الشرائع يتضمن الصبر بأنواعه الثلاثة: الصبر على طاعة الله وعن معصيته وعلى أقداره المؤلمة.
طيب بما صبروا ويدرؤون وأصل الصبر في اللغة الحبس ومنه قولهم قُتِل فلان صبراً أي محبوساً على القتل، أُمسِك وقُتِل، فمعنى الصبر حبس النفس والنفس تحتاج إلى حبس على طاعة الله سبحانه وتعالى لأنه كم من إنسان يقول له ضميره: افعل كذا من الطاعة وربما يفعل البعض ثم يعجز فلا يصبِر نفسه، وكذلك بالنسبة للمعاصي فإنّ النفس المطمئنة تزجر المرءَ عن المعصية ولكن تأتيها النفس الأمارة بالسوء فتأمره بالمعصية وحينئذ تتصارع النفسان والتوفيق بيد الله عز وجل، كذلك بالنسبة للأقدار مِن الناس مَن لا يصبر على الأقدار بل إذا نزل به القدر يمكن -والعياذ بالله- يكفر كما قال الله عز وجل: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ [الحج:11] فإنّ بعض الناس قد لا يصبِر على الأقدار المؤلمة وتجده يقنَط، فيه ناس يقال: إنهم إذا أصيبوا بالمصائب انتحروا، هؤلاء غاية في الصبر؟ لا، بالعكس ما فيهم صبر هؤلاء ما صبروا على الأقدار فقتلوا أنفسهم ليُعَذَّبُوا بما قتلوا به أنفسهم في نار جهنم -والعياذ بالله- ويُخَلَّدُون فيها، لكن الصبر على الأقدار المؤلمة هذا أمر يمكن للإنسان أن يصبر عليه ويُحاسِب نفسه حتى يستقيم فالمهم أن الصبر إذاً ثلاثة أقسام صبر على طاعة الله وعن معصيته وعلى أقداره المؤلمة أيهما أعلى وأكمل؟ من حيث .. على طاعة الله الصبر على الطاعة أفضل، لأن فيه جهادين: جهاد على العمل وجهاد على تحمُّل العمل، ثم الصبر عن المعصية، لأنه إلا جهاد واحد، على العمل ولّا على تحمل تركه؟ تحمُّل تركه ما فيه عمل يقال: لا تزن لا تزن ما أُمِرت كُلِّفت بفعل شيء نعم، الصبر على الأقدار المؤذية أو المؤلمة هو أدناه، لأنه صبر على ما لا اختيار للمرء فيه، كما قال بعض السلف: إما أن تصبر صبر الكرام وإما أن تسْلُوَ سُلُوَّ البهائم. كل إنسان إذا أُصِيب بمصيبة وطال عليها الزمن تبقى في نفسه ولّا لا؟ ينسى يسْلُوَ سُلُوَّ البهائم، البهيمة تجده .. ولدها .. لكن إذا حط لها علفا جيد وماء جيد نسيت، فإما أن تصبر صبر الكرام وإما أن تسْلُوَ سُلُوَّ البهائم، ولهذا كان صبر يوسف على ترك الزنا بامرأة العزيز أكملَ من صبره على ما حصل من قضية إخوانه له بلا ريب ولهذا قال الله تعالى: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [يوسف:24] ولم يقل مثل هذا حين ألقوه في غيابت الجب نعم

Webiste