الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
إنه ليس عليها حرج في بكائها على أبيها ، لأن هذا أمر فطري ولا يمكن للإنسان أن يدفعه ، لاسيما إذا تذكر الإنسان مصابه أو رأى شيئاً من آثاره من كتب أو ثياب أو مجالس أو ما أشبه ذلك .
ولكن الذي ينبغي للإنسان أن يعتصم بالله تبارك وتعالى وأن يتصبر ، ولا يكثر ذكر مصابه لمفقوده ، لأنه كلما أكثر تذكره تجدد الحزن ، والإنسان مأمور بأن يطرد الأحزان عن نفسه ، وأن يدخل عليها السرور بقدر المستطاع .
أما الإنسان الذي يستجلب البكاء فهذا هو الذي ينهى عنه لاسيما إذا كانت معه نياحة أو ندبة ، فالنياحة أن يأتي بصوت البكاء كنوح الحمام ، والندبة أن ينبدب الميت فيقول : يا أبتاه يا من يأتي إلينا بكذا ويأتي للبيت بكذا ، وما أشبه ذلك .
وإنني بهذه المناسبة أود أن أذكر إخواني المسلمين بما قد يقع وهو قليل والحمد لله ، في بعض الصحف تجد الكاتب يكتب عن صاحب له مات ، فيخاطبه ويقول :
يا فلان يا من نستأنس به في مجالسنا ، يا من نخرج وإياه صباحاً ومساء ، يا من يعللنا بأحاديثه الطيبة ، وما أشبه ذلك .
وهذا من الندب المنهي عنه ، فينبغي للإنسان أن لا يثير الأحزان في نفسه ولا في غيره أيضاً .