الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان على يوم الدين :
القرآن كتاب الله عز وجل أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليكون للعالمين نذيراً ، وجعل سماعه حجة ملزمة فقال جل وعلا : { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } .
فمن سمع كلام الله وهو يعرف اللغة العربية فقد قامت عليه الحجة ، وإذا قامت عليه الحجة فإما أن يقوم بموجبها وما تقتضيه هذه الحجة وإما أن يخالف ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : "القرآن حجة لك أو عليك" .
وعلى من قرأ القرآن إذا لم يفهم معناه أن يتفهمه من أهل العلم ، لأن الله لم ينزل الكتباب العزيز لمجرد قراءته بل لتدبره والعمل به قال الله تبارك وتعالى : { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب }.
وما ضر الناس اليوم إلا أنهم لا يفكرون في معرفة معاني القرآن الكريم إلا قليلاً ، فتجد أكثر المسلمين يقرأون القرآن تعبدا لتلاوته واحتساباً لأجره لا يتدبرونه ولا يتأملونه ولا يسألون عن معناه ، فهم والأميون على حد سواء قال الله تعالى : { ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم يظنون } .
فجعل الله تعالى الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني ، أي إلا قراءة ، جعلهم أميين ، فعلى المرئ أن يتدبر معاني كتابا الله وأن يتعظ بما فيها حتى يكون القرآن حجة له لا عليه .