تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح حديث : ( علي بن أبي طالب رضي الله ع... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرّحمن الرّحيم .قال في آخر حديث علي بن أبي طالب السّابق ممّا نقله عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:  واهدني إلى أحسن الأخلاق لا يهدي لأ...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح حديث : ( علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال : ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض - إلى قوله - من المسلمين ، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ، أنت ربي وأنا عبدك إلى آخره ) . رواه مسلم ، وفي رواية له : ( إن ذلك في صلاة الليل ) . . مع شرح الشيخ لبقية الحديث الذي لم يذكره ابن حجر رحمه الله .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
قال في آخر حديث علي بن أبي طالب السّابق ممّا نقله عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: واهدني إلى أحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلاّ أنت واصرف عنّي سيّء الأخلاق لا يصرف عنّي سيّئها إلاّ أنت نعم، اهدني لأحسن الأخلاق أي هداية علم وإرشاد وأحسن الأخلاق يعني أكملها وأتّمها والأخلاق جمع خلق وهو الصّفة الباطنة، والخَلق الصّفة الظّاهرة، فالإنسان خَلق وخُلُق، الخلُق في الباطن والخَلق في الظاهر، وهذا يشمل الأخلاق فيما بين الإنسان وبين ربّه وفيما بينه وبين العباد أحسن الأخلاق
لا يهدي إلى أحسنها إلاّ أنت هذا إظهار افتقار لله عزّ وجلّ وتوسّل له بهذه الصّفة وهي أنّه لا يستطيع أحد أن يهدي لأحسنها إلاّ الله عزّ وجلّ، أخذنا الفوائد وإلاّ؟
الطالب : ...

الشيخ : هاه؟
الطالب : أثناء الشّرح نأخذ الفوائد.

الشيخ : قال: واصرف عنّي سيّء الأخلاق لا يصرف عنّي سيّئها إلاّ أنت عكس ما سبق، اصرفها عنّي أي بحيث لا أهتدي لها، لا أتلبّس بها، لا يصرف عنّي سيّئها إلاّ أنت
لبّيك وسعديك والخير كلّه في يديك والشّرّ ليس إليك ، لبّيك أي إجابة لك وكما ترون بصيغة التّثنية وهل المراد الدّلالة على التّكرار أو المراد حقيقة التّثنية؟ الأوّل هو المراد أي أنّ المعنى إجابة لك بعد إجابة مثل قوله تعالى: ثمّ ارجع البصر كرّتين المراد مطلق التّعدّد أي كرّة بعد كرّة فيشمل إلى ما شاء الله، ومعنى لبّيك إجابة وهو واضح في كلام النّاس، إذا دعاك رجل تقول له لبّيك، وقيل المعنى إقامة من قولهم ألبّ بالمكان إذا أقام فيه، ولا مانع من أن نقول إجابة لك وإقامة على طاعتك، فيكوم شاملا للمعنيين، وسعديك أي إسعادا بعد إسعاد، والمراد بسعديك أي مؤونتك، أو إسعادك أن أكون سعيدا، ونقول فيه كما قلنا في لبّيك أنّ المراد بذلك مطلق التّكرار لا التّثنية
والخير كلّه في يديك ، الخير في الدّنيا والآخرة كلّه في يد الله عزّ وجلّ هو الذي يقدّره وهو الذي يعطيه من شاء ويمنعه من شاء على ما تقتضيه حكمته وعدله، والشّرّ ليس إليك، يعني الشّر لا ينسب إلى الله عزّ وجلّ أبدا، لأنّ أفعاله كلّها خير وليس فيها شرّ بوجه من الوجوه حتى ما يكون من المخلوقات من الشّرور فإنّه لا يكون شرّا بالنّسبة لإيجاد الله له
والشّرّ ليس إليك، أنا بك وإليك ، أنا بك أي وجودي بك، وقوّتي بك، وعملي بك فالباء هنا للاستعانة، وإليك الغاية والقصد ففي الأول استعانة وفي الثاني إخلاص، إليك وحدك لا أرجع لغيرك، أنا بك وإليك، نعم، تباركت وتعاليت، تباركت أي حلّت البركة فيك بمعنى أنّ اسمك مبارك، وذكرك مبارك، وكلامك مبارك، وكلّ ما يصدر من الله عزّ وجلّ فإنّه مبارك، تعاليت أي ترفّعت مكانا ومنزلة وهو أبلغ من قول علوت، يعني فيها أي تعاليت إشارة إلى التّرفّع، ترفّعه عن كلّ سفول ونزول سبحانه وتعالى، أستغفرك أطلب مغفرتك، والمغفرة ستر الذّنب والتّجاوز عنه
وأتوب إليك : أرجع إليك من معصيتك إلى طاعتك وهي بمعنى أسألك التّوبة فهي خبر بمعنى الدّعاء.
نرجع إلى فوائد الحديث من قوله: ظلمت نفسي .
الطالب : واهدني إلى أحسن الأخلاق .

الشيخ : واهدني إلى أحسن الأخلاق نعم.
من فوائد هذا الحديث أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مفتقر إلى الله تعالى وذلك بطلب دعائه له ولو كان غنيّا عن الله ما احتاج أن يدعوه.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ كلّ أحد محتاج إلى حسن الأخلاق بل إلى أحسنها يعني إذا كان النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم محتاج لذلك فمن دونه من باب أولى.

Webiste