تتمة فوائد حديث : ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض ... ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : فإن قال قائل أو ليس الله تعالى قد قال: وإنّك لعلى خلق عظيم ؟ فالجواب بلى، فيقول إذن ما الفائدة من قوله اهدني إلى أحسن الأخلاق ؟ فيقال إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم في هذا الحديث دعا إلى ما هو أكمل ممّا أخبر الله به عنه لأحسن الأخلاق، هذه واحدة، ثانيا أن الدّعاء قد يكون المراد به الثّبات على أحسن الأخلاق وإن كان في الدّاعي أصل الخلق الحسن لكن يسأل الله أن يثبّته.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه لا قادر على الهداية لأحسن الأخلاق إلاّ الله عزّ وجلّ لقوله: لا يهدي لأحسنها إلاّ أنت .
ومن فوائد هذا الحديث التّوسّل إلى الله بصفاته المناسبة لما يدعو به الإنسان لقوله: لا يهدي لأحسنها إلاّ أنت .
ومن فوائد هذا الحديث أنّ الإنسان محتاج إلى أمرين بالنّسبة للأخلاق خلوّ من الأخلاق السّيّئة واتّصاف بالأخلاق الكاملة ولهذا قال: اصرف عنّي سيّئها لا يصرف عنّي سيّئها إلاّ أنت ولا يكمل الإنسان إلاّ بهذا، بالخلوّ من الأخلاق السّيئة والاتّصاف بالأخلاق الحسنة.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه لا بأس بالتّلبية في غير الإحرام لقول النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لبّيك وذلك لأنّ لبّى بمعنى أجاب وأقام وهو في كلّ عبادة بحسبها فالذي يقول في دعاء الاستفتاح لبّيك لا يريد أنّه دخل في النّسك يريد أنّه لبّى الله في هذه العبادة
ومن خصال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم وأخلاقه أنّه إذا رأى في الدّنيا ما يعجبه قال: لبّيك إنّ العيش عيش الآخرة كلّ ما رأى ما يعجبه، افرض مثلا أنّك رأيت سيّارة أعجبتك وش تقول يا عادل؟
الطالب : ...
الشيخ : لبّيك إنّ العيش عيش الآخرة، رأى قصرا منيفا مشيدا أعجبه ماذا يقول؟ لبّيك إنّ العيش عيش الآخرة، فيقول لبّيك من أجل أن يجذب نفسه إلى عبادة الله لأنّ النّفس قد تنصرف إلى زهرة الدّنيا ويقول إنّ العيش عيش الآخرة ليسلّي نفسه أنّه إذا فاته عيش الدّنيا فالعيش عيش الآخرة وهذا حقّ ولهذا هؤلاء الذين عندهم القصور وعندهم السّيّارات هل سيخلّدون في هذه القصور؟
الطالب : لا.
الشيخ : أبدا، هل ستبقى لهم هذه السّيّارات؟ أبدا إذن هذا العيش ليس بشيء، العيش حقيقة هو عيش الآخرة.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم مفتقر إلى الله تعالى في الإسعاد لقوله: وسعديك .
ومن فوائده أنّ الخير بيد الله وإذا كان بيد الله فمن تطلب أن يأتيك الخير؟
الله عزّ وجلّ، حتى في الأمور التي يكون فيها البشر سببا اسأل الله، لو أنّك مثلا عند الطّبيب يعالجك لا تجعل قلبك معلّقا بالطّبيب وحده، اجعله معلّقا بمن؟ بالله عزّ وجلّ، لأنّ الخير في يده سبحانه وتعالى.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ الشّرّ لا ينسب إلى الله أبدا لقوله: والشّرّ ليس إليك وهنا إشكال بل إشكالان
الأوّل: إذا قلنا إنّ الشّرّ ليس ينسب إلى الله فهل نقول إنّ الشّرّ غير مقدّر لله؟ قد يقول قائل إنّ الشّر غير مقدّر لله لأنّ الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: الشّرّ ليس إليك فالمعاصي والفساد والقحط والجدب ليس من تقدير الله لأنّه شرّ والشّرّ ليس إليه هذا واحد
الإشكال الثاني كيف نجمع بين هذا وبين قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الإيمان بالقدر أن تؤمن بالقدر خيره وشرّه، والقدر من الله عزّ وجلّ خيره وشرّه فأثبت أنّ في قدر الله شرّا.
الجواب: أمّا الأوّل فنقول إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: الشّرّ ليس إليك ولم يقل الشّرّ ليس منك قال ليس إليك أي لا ينسب إليه الشّرّ فيقال إنّ الله شرّير عزّ وجلّ حشاه وكلاّ، وفرق بين العبارتين، وإذا عرفت الفرق بين العبارتين تبيّن لك أنّه لا حجّة لبعض القدريّة الذين يقولون إنّ الله مقدّر للخير وليس مقدّرا للشّرّ ويستدلّون بهذا الحديث، نقول أمعن النّظر، افهموا العبارة، الشّرّ ليس إليك، غير الشّرّ ليس منك هذه واحدة، أمّا الجمع بين الحديث وبين حديث الإيمان بالقدر خيره وشرّه فنقول المراد بالشّرّ الذي في الإيمان بالقدر شرّ المخلوقات المفعولات لا شرّ الخالق الفاعل ففعل الله ليس فيه شرّ، الشّرّ في المفعولات، في المخلوقات أفهمتم يا جماعة؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، يعني مثلا خلق الله عزّ وجلّ سباعا وثعابين وعقارب كلّ هذه شرور بالنّسبة للإنسان يخلق الله تعالى الزّلازل والصّواعق والفياضانات والعواصف كلّها شرّ بالنّسبة للإنسان لكن بالنّسبة لإيجاد الله لها وفعل الله لها هل هي شرّ؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا والله، خير عظيم، لها فوائد جمّة أشار الله تعالى إلى بعضها في القرآن قال الله تعالى: ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلّهم يرجعون والرّجوع إلى طاعة الله خير عظيم، ولو بسط الله الرّزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزّل بقدر ما يشاء هذا خير أيضا، ومن الخير أن تعلم كمال قدرة الله عزّ وجلّ حيث خلق للناس ما فيه منفعة عظيمة وعكسه انظر إلى الذّئب جسمه بالنّسبة للبعير؟
الطالب : صغير.
الشيخ : نعم، صغير كأيد من أيديها ومع ذلك انظر ضرره على الخلق وانظر نفع البعير قال الله عزّ وجلّ: ولهم فيها منافع ومشارب فيتبيّن بذلك قدرة الله عزّ وجلّ كيف خلق المتضادّات، ومن الحكم أنّ كثيرا من النّاس لا يقرأ الأوراد ولا يلتفت إليها إلاّ إذا خاف من ذات الشّرور ولولا ذات الشّرور ما اهتمّ بالأوراد ولا بالذّكر، هذه فائدة، وهناك فوائد أخرى تظهر للمتأمّل، تبيّن الآن أنّ إيجاد الله تعالى لهذه الشّرور ليس شرّا بالنّسبة إيش؟
الطالب : إلى الله.
الشيخ : إلى الله بل هو خير عظيم يظهر للمتأمّل، وبذلك صدق قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: والشّرّ ليس إليك طيب هل يجوز أن يقول الإنسان بيدك الخير والشّرّ؟ الجواب لا، لأنّه إذا قال هذا نسب الشّرّ إلى الله، إذا قال هذا خالف ما جاءت به السّنّة الخير في يديك والشّرّ ليس إليك .
ومن فوائد هذا الحديث أنّ الإنسان لا تقوم مصالح دينه ودنياه إلاّ إذا آمن بهذه القضيّة العظيمة التي أشار إليها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بقوله: أنا بك وإليك ففيه الإشارة إلى الاستعانة بالله والإخلاص لله في قوله: أنا بك وإليك .
من فوائد الحديث البركة العظيمة فيما يتعلّق بأسماء الله وصفاته بقوله تباركت وقد فسّرها الإمام محمّد بن عبد الوهّاب رحمه الله فقال: " تباركت أي أنّ البركة تنال بذكرك " وهذا لا شكّ أنّه داخل في المعنى لكنّ المعنى أعمّ، فكلّ ما يصدر من الله فهو خير وبركة ولا سيما في الشّرائع، رجل سمّى الله حين ذبح الذّبيحة فكانت حلالا وآخر لم يسمّ فكانت حراما والفعل واحد، السّكين واحد وإنهار الدّم واحد، والذّابح واحد، التي سمّي عليها الله إيش؟
الطالب : حلال.
الشيخ : طيّبة حلال طاهرة، والثانية خبيثة حرام نجسة، كلّه بسبب ذكر الله عزّ وجلّ، الأكل إذا سمّى الإنسان على الأكل بارك الله فيه، وإذا لم يسمّ شاركه الشّيطان ونزعت منه البركة وهلمّ جرّا، تجد البركة في كلّ ما يتعلّق بالله جلّ وعلا، يستفاد من هذا أو ينبني على هذه الفائدة ألاّ تطلب البركة إلاّ؟
الطالب : من الله.
الشيخ : إلاّ من الله عزّ وجلّ
ومن فوائد هذا الحديث تنزّه الله تبارك وتعالى عن كلّ ما لا يليق بجلاله لقوله: تعاليت ويستدلّ بها أيضا على علوّه تعالى المكاني وأنّه تبارك وتعالى فوق كلّ شيء.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو المعصوم يسأل الله المغفرة ويتفرّع منها أنّ سؤالنا نحن للمغفرة أشدّ إلحاحا لأنّ الواحد منّا لا يدري هل غفرت الذّنوب أم لم تغفر فهو يأتي بالأسباب الموجبة للمغفرة لكن لا يعلم هل تحصل المغفرة أو لا، لأنّه قد يكون السّبب الذي علّقت عليه المغفرة بحقّه إيش؟ ناقصا لا يقوى على أن يكون سببا لمحو الذّنوب ومغفرتها.
ومن فوائد هذا الحديث افتقار النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم إلى مغفرة الله لقوله أستغفرك.
ومن فوائد الحديث أيضا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مفتقر إلى التّوبة إلى الله عزّ وجلّ ومن دونه من باب أولى، انتهى الكلام عن هذا الحديث ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من المنتفعين به.
الطالب : آمين.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه لا قادر على الهداية لأحسن الأخلاق إلاّ الله عزّ وجلّ لقوله: لا يهدي لأحسنها إلاّ أنت .
ومن فوائد هذا الحديث التّوسّل إلى الله بصفاته المناسبة لما يدعو به الإنسان لقوله: لا يهدي لأحسنها إلاّ أنت .
ومن فوائد هذا الحديث أنّ الإنسان محتاج إلى أمرين بالنّسبة للأخلاق خلوّ من الأخلاق السّيّئة واتّصاف بالأخلاق الكاملة ولهذا قال: اصرف عنّي سيّئها لا يصرف عنّي سيّئها إلاّ أنت ولا يكمل الإنسان إلاّ بهذا، بالخلوّ من الأخلاق السّيئة والاتّصاف بالأخلاق الحسنة.
ومن فوائد هذا الحديث أنّه لا بأس بالتّلبية في غير الإحرام لقول النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لبّيك وذلك لأنّ لبّى بمعنى أجاب وأقام وهو في كلّ عبادة بحسبها فالذي يقول في دعاء الاستفتاح لبّيك لا يريد أنّه دخل في النّسك يريد أنّه لبّى الله في هذه العبادة
ومن خصال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم وأخلاقه أنّه إذا رأى في الدّنيا ما يعجبه قال: لبّيك إنّ العيش عيش الآخرة كلّ ما رأى ما يعجبه، افرض مثلا أنّك رأيت سيّارة أعجبتك وش تقول يا عادل؟
الطالب : ...
الشيخ : لبّيك إنّ العيش عيش الآخرة، رأى قصرا منيفا مشيدا أعجبه ماذا يقول؟ لبّيك إنّ العيش عيش الآخرة، فيقول لبّيك من أجل أن يجذب نفسه إلى عبادة الله لأنّ النّفس قد تنصرف إلى زهرة الدّنيا ويقول إنّ العيش عيش الآخرة ليسلّي نفسه أنّه إذا فاته عيش الدّنيا فالعيش عيش الآخرة وهذا حقّ ولهذا هؤلاء الذين عندهم القصور وعندهم السّيّارات هل سيخلّدون في هذه القصور؟
الطالب : لا.
الشيخ : أبدا، هل ستبقى لهم هذه السّيّارات؟ أبدا إذن هذا العيش ليس بشيء، العيش حقيقة هو عيش الآخرة.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم مفتقر إلى الله تعالى في الإسعاد لقوله: وسعديك .
ومن فوائده أنّ الخير بيد الله وإذا كان بيد الله فمن تطلب أن يأتيك الخير؟
الله عزّ وجلّ، حتى في الأمور التي يكون فيها البشر سببا اسأل الله، لو أنّك مثلا عند الطّبيب يعالجك لا تجعل قلبك معلّقا بالطّبيب وحده، اجعله معلّقا بمن؟ بالله عزّ وجلّ، لأنّ الخير في يده سبحانه وتعالى.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ الشّرّ لا ينسب إلى الله أبدا لقوله: والشّرّ ليس إليك وهنا إشكال بل إشكالان
الأوّل: إذا قلنا إنّ الشّرّ ليس ينسب إلى الله فهل نقول إنّ الشّرّ غير مقدّر لله؟ قد يقول قائل إنّ الشّر غير مقدّر لله لأنّ الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: الشّرّ ليس إليك فالمعاصي والفساد والقحط والجدب ليس من تقدير الله لأنّه شرّ والشّرّ ليس إليه هذا واحد
الإشكال الثاني كيف نجمع بين هذا وبين قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الإيمان بالقدر أن تؤمن بالقدر خيره وشرّه، والقدر من الله عزّ وجلّ خيره وشرّه فأثبت أنّ في قدر الله شرّا.
الجواب: أمّا الأوّل فنقول إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: الشّرّ ليس إليك ولم يقل الشّرّ ليس منك قال ليس إليك أي لا ينسب إليه الشّرّ فيقال إنّ الله شرّير عزّ وجلّ حشاه وكلاّ، وفرق بين العبارتين، وإذا عرفت الفرق بين العبارتين تبيّن لك أنّه لا حجّة لبعض القدريّة الذين يقولون إنّ الله مقدّر للخير وليس مقدّرا للشّرّ ويستدلّون بهذا الحديث، نقول أمعن النّظر، افهموا العبارة، الشّرّ ليس إليك، غير الشّرّ ليس منك هذه واحدة، أمّا الجمع بين الحديث وبين حديث الإيمان بالقدر خيره وشرّه فنقول المراد بالشّرّ الذي في الإيمان بالقدر شرّ المخلوقات المفعولات لا شرّ الخالق الفاعل ففعل الله ليس فيه شرّ، الشّرّ في المفعولات، في المخلوقات أفهمتم يا جماعة؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، يعني مثلا خلق الله عزّ وجلّ سباعا وثعابين وعقارب كلّ هذه شرور بالنّسبة للإنسان يخلق الله تعالى الزّلازل والصّواعق والفياضانات والعواصف كلّها شرّ بالنّسبة للإنسان لكن بالنّسبة لإيجاد الله لها وفعل الله لها هل هي شرّ؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا والله، خير عظيم، لها فوائد جمّة أشار الله تعالى إلى بعضها في القرآن قال الله تعالى: ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلّهم يرجعون والرّجوع إلى طاعة الله خير عظيم، ولو بسط الله الرّزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزّل بقدر ما يشاء هذا خير أيضا، ومن الخير أن تعلم كمال قدرة الله عزّ وجلّ حيث خلق للناس ما فيه منفعة عظيمة وعكسه انظر إلى الذّئب جسمه بالنّسبة للبعير؟
الطالب : صغير.
الشيخ : نعم، صغير كأيد من أيديها ومع ذلك انظر ضرره على الخلق وانظر نفع البعير قال الله عزّ وجلّ: ولهم فيها منافع ومشارب فيتبيّن بذلك قدرة الله عزّ وجلّ كيف خلق المتضادّات، ومن الحكم أنّ كثيرا من النّاس لا يقرأ الأوراد ولا يلتفت إليها إلاّ إذا خاف من ذات الشّرور ولولا ذات الشّرور ما اهتمّ بالأوراد ولا بالذّكر، هذه فائدة، وهناك فوائد أخرى تظهر للمتأمّل، تبيّن الآن أنّ إيجاد الله تعالى لهذه الشّرور ليس شرّا بالنّسبة إيش؟
الطالب : إلى الله.
الشيخ : إلى الله بل هو خير عظيم يظهر للمتأمّل، وبذلك صدق قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: والشّرّ ليس إليك طيب هل يجوز أن يقول الإنسان بيدك الخير والشّرّ؟ الجواب لا، لأنّه إذا قال هذا نسب الشّرّ إلى الله، إذا قال هذا خالف ما جاءت به السّنّة الخير في يديك والشّرّ ليس إليك .
ومن فوائد هذا الحديث أنّ الإنسان لا تقوم مصالح دينه ودنياه إلاّ إذا آمن بهذه القضيّة العظيمة التي أشار إليها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بقوله: أنا بك وإليك ففيه الإشارة إلى الاستعانة بالله والإخلاص لله في قوله: أنا بك وإليك .
من فوائد الحديث البركة العظيمة فيما يتعلّق بأسماء الله وصفاته بقوله تباركت وقد فسّرها الإمام محمّد بن عبد الوهّاب رحمه الله فقال: " تباركت أي أنّ البركة تنال بذكرك " وهذا لا شكّ أنّه داخل في المعنى لكنّ المعنى أعمّ، فكلّ ما يصدر من الله فهو خير وبركة ولا سيما في الشّرائع، رجل سمّى الله حين ذبح الذّبيحة فكانت حلالا وآخر لم يسمّ فكانت حراما والفعل واحد، السّكين واحد وإنهار الدّم واحد، والذّابح واحد، التي سمّي عليها الله إيش؟
الطالب : حلال.
الشيخ : طيّبة حلال طاهرة، والثانية خبيثة حرام نجسة، كلّه بسبب ذكر الله عزّ وجلّ، الأكل إذا سمّى الإنسان على الأكل بارك الله فيه، وإذا لم يسمّ شاركه الشّيطان ونزعت منه البركة وهلمّ جرّا، تجد البركة في كلّ ما يتعلّق بالله جلّ وعلا، يستفاد من هذا أو ينبني على هذه الفائدة ألاّ تطلب البركة إلاّ؟
الطالب : من الله.
الشيخ : إلاّ من الله عزّ وجلّ
ومن فوائد هذا الحديث تنزّه الله تبارك وتعالى عن كلّ ما لا يليق بجلاله لقوله: تعاليت ويستدلّ بها أيضا على علوّه تعالى المكاني وأنّه تبارك وتعالى فوق كلّ شيء.
ومن فوائد هذا الحديث أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو المعصوم يسأل الله المغفرة ويتفرّع منها أنّ سؤالنا نحن للمغفرة أشدّ إلحاحا لأنّ الواحد منّا لا يدري هل غفرت الذّنوب أم لم تغفر فهو يأتي بالأسباب الموجبة للمغفرة لكن لا يعلم هل تحصل المغفرة أو لا، لأنّه قد يكون السّبب الذي علّقت عليه المغفرة بحقّه إيش؟ ناقصا لا يقوى على أن يكون سببا لمحو الذّنوب ومغفرتها.
ومن فوائد هذا الحديث افتقار النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم إلى مغفرة الله لقوله أستغفرك.
ومن فوائد الحديث أيضا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مفتقر إلى التّوبة إلى الله عزّ وجلّ ومن دونه من باب أولى، انتهى الكلام عن هذا الحديث ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من المنتفعين به.
الطالب : آمين.
الفتاوى المشابهة
- فوائد الحديث . - الالباني
- فوائد الآية : (( فإن حآجوك فقل أسلمت وجهي لل... - ابن عثيمين
- الفوائد - ابن عثيمين
- وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الل... - ابن عثيمين
- تتمة الفوائد - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث : ( علي بن أبي طالب رضي الله ع... - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث : ( علي بن أبي طالب رضي الله ع... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات و... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد حديث : ( وجهت وجهي للذي فطر السما... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات و... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد حديث : ( وجهت وجهي للذي فطر السما... - ابن عثيمين