باب : أمور الإيمان : وقول الله تعالى (( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءآمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وءآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون )) . (( قد أفلح المؤمنون )) الآية.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : باب أمور الإيمان ، وقول الله تعالى : ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءآمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وءآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون . قد أفلح المؤمنون الآية .
الشيخ : هذه أمور الإيمان ، ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءآمن بالله واليوم الآخر ... ، إلخ ، هذا بيان أن البر لا يختص بأن يتوجه الإنسان إلى المشرق أو إلى المغرب ، بل البر أن يؤمن بالله ، وعلى هذا فصرف القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة ، لا ينافي البر ، لأن ذلك من باب الإيمان بالله تعالى وشرائعه ، وهذا رد على الذين أنكروا تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة كما قال تعالى : سيقول السفهآء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
من ءآمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وءآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى ... إلخ ، على حبه : هل المعنى على حبه لحاجته إليه أو على حبه لبخله ، أو الأمران جميعا ؟.
الأمران جميعا ، قد يكون الإنسان حابا للمال لحاجته إليه ،كما فعل الصحابة رضي الله عنهم الذين آثروا على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، وقد يحبه لأنه شديد البخل ولكن يغلبه إيمانه حتى يبذل المال ، ولهذا تجد مثلا صرف الريال عند الغني البخيل أعظم من صرف الريال عند الفقير الكريم ، لأن الفقير الكريم يبذله عن طيب نفس وعن سخاء ، والبخيل على العكس .
وقوله : ذوي القربى ، يعني أصحاب القربى ، يعني أصحاب القرابة ، واليتامى والمساكين بالفتح ولا بالكسر ؟، أليس القربى مجرورة ؟.
السائل : مضاف .
الشيخ : إي نعم ، وهذا معطوف عليه ، والمساكين معطوف على أي شيء ؟.
السائل : ... مفعول ثاني ، مفعول ثاني .
الشيخ : مفعول ثاني وفيه واو العطف ؟.
السائل : معطوف على المفعول الثاني .
الشيخ : أين المفعول الثاني ؟.
السائل : على ذوي .
الشيخ : على ذوي ، صح ، وآتى المال على حبه أصحاب القرابة ، وعلى هذا فقوله : واليتامى ، منصوبة بالفتحة المقدرة على الألف والمساكين وابن السبيل والسائلين .
السائلين ولو كانوا أغنياء ؟، نعم ، والسائلين ولو كانوا أغنياء ، كما قال الله تعالى : وفي أموالهم حق للسائل والمحروم وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد سائلا سأله . وعليه ينطبق قول الشاعر :
" ما قال لا قط إلا في تشهده .. لولا التشهد كانت لاءه نعم ".
وهذا البيت لا يليق إلا بالرسول عليه الصلاة السلام ، ما سئل شيئا على الإسلام إلا أعطاه ، إذا السائل له حق ، ولكن إذا قال قائل : إذا كان في إعطاء السائل مفسدة وهو إغراءه بالسؤال فهل يعطى ؟، يعني فهل يعطى ثم ينصح ، أو ينصح ولا يعطى ؟.
السائل : الأول . يعطى ثم ينصح .
الشيخ : الأول أحسن ، أن تعطيه ثم تنصحه وتخوفه بالله عزوجل .
وفي الرقاب المماليك تشترى وتعتق ، وأقام الصلاة أقام معطوف على إيش ؟.
على آمن ، يعني ومن أقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء هنا يأتي الإشكال ، الموفون بالرفع، والصابرين بالياء ، فما هو الجواب ؟.
أولا الإشكال في قوله : الموفون لماذا كانت مرفوعة ؟،
السائل : ... ابتدائية .
الشيخ : كيف ابتدائية ؟، الآن ولكن البر من آمن ، من وش تعربها ؟، مرفوعة ، في محل رفع ، مبينة على السكون في محل رفع ، خبر لكن ، إذا والموفون معطوفة عليها ، ولكن البر الموفون ، والتقدير بر الموفين كما قلنا في الأولى : ولكن البر بر من آمن .
يأتي الإشكال الثاني وهو قوله : والصابرين ، قالوا إنها عطف جملة ، والتقدير : وأمدح الصابرين في البأساء والضراء ، فتكون مفعولة لفعل محذوف .
قال الله تعالى : في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون . جعلنا الله وإياكم منهم .
الشيخ : هذه أمور الإيمان ، ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءآمن بالله واليوم الآخر ... ، إلخ ، هذا بيان أن البر لا يختص بأن يتوجه الإنسان إلى المشرق أو إلى المغرب ، بل البر أن يؤمن بالله ، وعلى هذا فصرف القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة ، لا ينافي البر ، لأن ذلك من باب الإيمان بالله تعالى وشرائعه ، وهذا رد على الذين أنكروا تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة كما قال تعالى : سيقول السفهآء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
من ءآمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وءآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى ... إلخ ، على حبه : هل المعنى على حبه لحاجته إليه أو على حبه لبخله ، أو الأمران جميعا ؟.
الأمران جميعا ، قد يكون الإنسان حابا للمال لحاجته إليه ،كما فعل الصحابة رضي الله عنهم الذين آثروا على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، وقد يحبه لأنه شديد البخل ولكن يغلبه إيمانه حتى يبذل المال ، ولهذا تجد مثلا صرف الريال عند الغني البخيل أعظم من صرف الريال عند الفقير الكريم ، لأن الفقير الكريم يبذله عن طيب نفس وعن سخاء ، والبخيل على العكس .
وقوله : ذوي القربى ، يعني أصحاب القربى ، يعني أصحاب القرابة ، واليتامى والمساكين بالفتح ولا بالكسر ؟، أليس القربى مجرورة ؟.
السائل : مضاف .
الشيخ : إي نعم ، وهذا معطوف عليه ، والمساكين معطوف على أي شيء ؟.
السائل : ... مفعول ثاني ، مفعول ثاني .
الشيخ : مفعول ثاني وفيه واو العطف ؟.
السائل : معطوف على المفعول الثاني .
الشيخ : أين المفعول الثاني ؟.
السائل : على ذوي .
الشيخ : على ذوي ، صح ، وآتى المال على حبه أصحاب القرابة ، وعلى هذا فقوله : واليتامى ، منصوبة بالفتحة المقدرة على الألف والمساكين وابن السبيل والسائلين .
السائلين ولو كانوا أغنياء ؟، نعم ، والسائلين ولو كانوا أغنياء ، كما قال الله تعالى : وفي أموالهم حق للسائل والمحروم وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد سائلا سأله . وعليه ينطبق قول الشاعر :
" ما قال لا قط إلا في تشهده .. لولا التشهد كانت لاءه نعم ".
وهذا البيت لا يليق إلا بالرسول عليه الصلاة السلام ، ما سئل شيئا على الإسلام إلا أعطاه ، إذا السائل له حق ، ولكن إذا قال قائل : إذا كان في إعطاء السائل مفسدة وهو إغراءه بالسؤال فهل يعطى ؟، يعني فهل يعطى ثم ينصح ، أو ينصح ولا يعطى ؟.
السائل : الأول . يعطى ثم ينصح .
الشيخ : الأول أحسن ، أن تعطيه ثم تنصحه وتخوفه بالله عزوجل .
وفي الرقاب المماليك تشترى وتعتق ، وأقام الصلاة أقام معطوف على إيش ؟.
على آمن ، يعني ومن أقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء هنا يأتي الإشكال ، الموفون بالرفع، والصابرين بالياء ، فما هو الجواب ؟.
أولا الإشكال في قوله : الموفون لماذا كانت مرفوعة ؟،
السائل : ... ابتدائية .
الشيخ : كيف ابتدائية ؟، الآن ولكن البر من آمن ، من وش تعربها ؟، مرفوعة ، في محل رفع ، مبينة على السكون في محل رفع ، خبر لكن ، إذا والموفون معطوفة عليها ، ولكن البر الموفون ، والتقدير بر الموفين كما قلنا في الأولى : ولكن البر بر من آمن .
يأتي الإشكال الثاني وهو قوله : والصابرين ، قالوا إنها عطف جملة ، والتقدير : وأمدح الصابرين في البأساء والضراء ، فتكون مفعولة لفعل محذوف .
قال الله تعالى : في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون . جعلنا الله وإياكم منهم .
الفتاوى المشابهة
- باب فضل الإحسان إلى المملوك : قال الله تعالى... - ابن عثيمين
- تتمة تفسير قوله تعالى :" واعبدوا الله ولا تش... - ابن عثيمين
- شرح قول الناظم: (الكلام على اسم الله البر وص... - ابن عثيمين
- كما نعلم أن الزكاة تدفع للفقراء والمساكين وا... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى:" واعبدوا الله ولا تشركوا ب... - ابن عثيمين
- فوائد الآية : (( وإذا حضر القسمة أولوا القرب... - ابن عثيمين
- التعليق على تفسير الجلالين : (( والذى جآء با... - ابن عثيمين
- أجر الصابرين في الدنيا والآخرة - ابن باز
- تفسير الآية : (( وإذا حضر القسمة أولوا القرب... - ابن عثيمين
- يقول ما معنى قوله تعالى (( ليس البر أن تولوا... - ابن عثيمين
- باب : أمور الإيمان : وقول الله تعالى (( ليس... - ابن عثيمين