تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالبين : (( إن الذين كف... - ابن عثيمينالشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تبارك وتعالى :  إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم  إن الذين كفروا ينادون: والنداء هو ال...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالبين : (( إن الذين كفروا ينادون )) من قبل الملائكة وهم يمقتون أنفسهم عند دخولهم النار (( لمقت الله )) إياكم (( أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون )) في الدنيا (( إلى الإيمان فتكفرون )).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تبارك وتعالى : إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إن الذين كفروا ينادون: والنداء هو الكلام من بعيد، والمناجاة الكلام من قريب، ولم يبين الله تعالى من يناديهم لكن المفسر قال: " من قبل الملائكة " وذلك عند دخولهم النار، وهم يمقتون أنفسهم في ذلك الوقت أكبر مقت، والمقت: هو أشد البغض، فهم في ذلك الوقت عند دخولهم النار يبغضون أنفسهم بغضا شديدا حيث لم يتوصلوا إلى النجاة منها، فينادون فيقال لهم: لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم اللام هنا لام الابتداء وتدخل على المبتدأ توكيدا.
وقوله: " لمقت الله إياكم " هذا أحد الوجهين في الآية، وعلى هذا فيكون المقت مضافا إل فاعله لا إلى مفعوله، يعني لبغض الله إياكم أشد من بغضكم أنفسكم، وقيل إنه مضاف إلى مفعوله لا إلى فاعله، وعلى هذا يكون المعنى: لمقتكم الله حين تدعون إلى الإيمان أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم، أي: أنهم كرهوا ما دعوا إليه في الدنيا من محبة الله وأبدلوا ذلك بأشد البغض، وهذا المعنى أقرب مما مشى عليه المفسر رحمه الله تعالى، لمقت الله إياكم، وعلى ما رجحنا يكون المعنى لمقتكم الله فهو مضاف إلى مفعوله، متى مقتوا الله ؟ إذ تدعون إلى الإيمان وعلى هذا فيكون قوله: إذ تدعون متعلقا بقوله: لمقت الله ، أي: أنكم حينما دعوتم إلى الإيمان كرهتم ذلك ولم تقتنعوا به بل أبغضتموه أشد البغض، وقوله: أكبر من مقتكم أنفسكم متى مقتوا أنفسهم ؟ حين قيل لهم ادخلوا نار جهنم فأبغضوا أنفسهم، وقوله: من مقتكم أنفسكم مقت هنا مصدر مضاف إلى إيش ؟ من مقتكم أنفسكم مقت هنا مضاف إلى فاعله، يعني أنهم هم مقتوا أنفسهم، وأنفس مفعول مقت، وقوله: إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون تدعون في الدنيا إلى الإيمان، وأبهم الداعي لأن دعوتهم إلى الإيمان تكون من الرسل، وتكون من ورثة الرسل وهم العلماء، فالداعي لهم إلى الإيمان في الدنيا ليس واحدا بل هم الرسل يدعونهم وورثة الرسل وهم العلماء يدعونهم كذلك.
إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ، الإيمان بمن ؟ أي بالله وملائكة وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، هذا هو الإيمان كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل قال: أخبرني عن الإيمان قال : أن تؤمن بالله إلى آخره، إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون والمراد بالإيمان هنا كما ذكرت لكم هو الإيمان بالأركان الستة، وكذلك الانقياد اللازم من الإيمان بهذه الأركان الستة، ولهذا هم دعوا إلى الإيمان الذي في القلوب، ودعوا إلى الاستسلام أيضا وهو أعمال الجوارح، وكفروا بذلك كله، إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون.

Webiste