تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التعليق على تفسير الجلالين : (( وقال فرعون ذ... - ابن عثيمين أقتل موسى  قال: " لأنهم كانوا يكفونه عن قتله " بنى المؤلف رحمه الله قوله هذا على ظاهر اللفظ أنهم كانوا يكفونه ويقول ذروني أقتله، ولكن الذي نرى أنه كذاب...
العالم
طريقة البحث
التعليق على تفسير الجلالين : (( وقال فرعون ذرونى أقتل موسى )) لأنهم كانوا يكفونه عن قتله (( وليدع ربه )) ليمنعه مني (( إني أخاف أن يبدل دينكم )) من عبادتكم إياي فتتبعونه (( أو أن يظهر فى الأرض الفساد )) من قتل وغيره ، وفي قراءة : وأن ، وفي أخرى بفتح الياء والهاء وضم الدال .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
أقتل موسى قال: " لأنهم كانوا يكفونه عن قتله " بنى المؤلف رحمه الله قوله هذا على ظاهر اللفظ أنهم كانوا يكفونه ويقول ذروني أقتله، ولكن الذي نرى أنه كذاب لم يكفه أحد عن قتله، ولا يستطيع أحد أن يكفه عن قتله أبدا، لكن هو أراد أن يموه، لأنه لا يستطيع أن يقتل موسى، فتظاهر أنه يكف عن قتله ويقول: ذروني أقتل موسى قال: وليدع ربه تحدي والعياذ بالله، الواو حرف عطف، واللام لام الأمر، وليدع ربه: ويدعوا فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف الواو والضمة قبلها دليل عليها، وأصل يدع يدعوا، وقوله: أقتله وليدع هذا تحدي سافه لموسى ومن أرسله سبحانه وتعالى، يعني إن كان صادقا فليدع هذا الرب الذي أرسله ليمنعه مني.
وقوله: وليدع ربه ذكرنا لكم أن اللام لام الأمر، وهل لام الأمر ساكنة أو مكسورة ؟ نقول هي ساكنة، لكنها بعد الواو والفاء وثم تكون ساكنة قال الله تعالى : فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع وقال تعالى : ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وهنا قال: وليدع ربه .
وقوله: ربه ولم يقل ربنا لأنه لا يعترف ظاهرا بربوبية الله وإنما أضاف الربوبية إلى موسى من أجل التنكيت، يعني كأنه يقول هذا ربك الذي زعمت إن كنت صادقا فليمنعك مني.
إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد أنا عندي: وأن يظهر في الأرض الفساد انتظروا سيذكر المؤلف القراءات، إني أخاف أن يبدل دينكم هذا الخوف حقيقة أو لا ؟ نعم حقيقة هو يخاف أن موسى بما معه هؤلاء يبدل دين هؤلاء، لأن دينهم التعبد لفرعون. وموسى يقول اعبدوا الله. فإذا جاء بالآيات واتبعه الناس بدل الدين فصار الناس بدل أن يتجهوا إلى فرعون ويعبدون يتجهون إلى الله عز وجل. ولهذا قال: " أن يبدل دينكم من عبادتكم إياي فتتبعونه " إذن دينهم هو عبادتهم فرعون فإذا دعاهم موسى إلى عبادة الله انصرفوا إلى الله فتبدل الدين واتبعوا موسى.
وأن يظهر في الأرض الفساد الفساد على زعمه هو صرف الناس عن عبادته إلى عبادة الله هذا وجه، ووجه آخر تفريق الناس، بدل أن كان متفقين عليه ما بين خائف وما بين راغب يختلفون، فيكون بعضهم تابع لموسى وبعضهم لفرعون، وتفرق الأمة لا شك أنه فساد، فصار إظهار الفساد الذي يدعيه من وجهين، الأول: تغيير الدين والثاني: تفريق الأمة.
" وأن يظهر في الأرض الفساد من قتل وغيره " القتل هذا غالبا من لازم الاختلاف بين الأمة أن يصل بينهم النزاع إلى المقاتلة، أو غيره ومنه تغير عبادة الناس من عبادة فرعون إلى عبادة الله.
قال: " وفي قراءة أو " إذا الشارح شرح على الواو، لأنه قال: وفي قراءة أو، طيب القراءة هذه سبعية بناء على الاصطلاح الذي ذكرنا لكم أنه إذا قال: وفي قراءة أو قال: بالضم والفتح مثلا فهي سبعية، وإذا قال: قرئ فهي شاذة،
" وفي أخرى بفتح الياء والهاء وضم الدال " وأن يظهر في الأرض الفساد ضم الدال على أن الفساد فاعل يظهر، طيب هذه القراءات هل تختلف معنى ؟ نعم تختلف معنى من حيث الظاهر، لكن مؤداها واحد، لأنه إذا أظهر موسى الفساد في الأرض ظهر الفساد، فيكون اختلاف القراءات فيه فائدة.
أولا: الفائدة من أو والواو، إذا كانت أو صار خاف أحد أمرين أن يبدل الدين أو أن يظهر الفساد، والواو أن يبدل دينكم وأن يظهر يكون خاف من اجتماع الأمرين: تبديل الدين وظهور الفساد، ولا بد من أحد الأمرين، إما أن يبدل الدين وإما أن يظهر الفساد، وإن لم يبدل الدين لكن يكون هناك قتل ونزاع، ولابد أيضا من طرف آخر أن يجمع بين الأمرين: تبديل الدين وظهور الفساد، بالنسبة ليظهر ويظهر نقول إذا قصد إظهار الفساد فقد يظهر وقد لا يظهر فإذا كان: وأن يظهر في الأرض الفساد صار حصول ما أراده من إظهار الفساد، طيب فالقراءات مؤداها واحد، وأن يظهر في الأرض الفساد وقال موسى إلى آخره.

Webiste